صحافة دولية

طليب تسلط الضوء على الانقسام الداخلي للحزب الديمقراطي

طليب من أصول فلسطينية حظيت على ولاية ثانية بمجلس النواب- حسابها على "تويتر"
طليب من أصول فلسطينية حظيت على ولاية ثانية بمجلس النواب- حسابها على "تويتر"

سلطت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، الضوء على الانقسام داخل الحزب الديمقراطي الذي هو على موعد للعودة إلى السلطة، مع فوز مرشحه جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

 

وأشارت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إلى شن عضو الكونغرس الأمريكي رشيدة طليب هجوما على التيار الوسطي، العريق في الحزب الديمقراطي، بعدما خسروا مقاعد في مجلس النواب، متهمة إياهم بمحاباة الجمهوريين على حساب بعض الفئات المهمشة من المجتمع، وفق قولها.

 

وينقسم الحزب الديمقراطي إلى قسميين، تقدميين يقودهم ساندرز وإليزابيث وارن، ومعه مجموعة من أعضاء الكونغرس مثل طليب وألكساندرا أوكاسيو وإلهان عمر وغيرهم، والقسم الآخر التيار الوسطي القديم، الذي يمثله بايدن ونانسي بيلوسي وعدد من القيادات القديمة للحزب.

 

اقرأ أيضا: إلهان عمر ورشيدة طليب تفوزان بولاية ثانية بالكونغرس

وخسر الديمقراطيون في مجلس النواب مقاعدهم بدلا من زيادة أغلبيتهم، في أداء غير متوقع، في وقت اتهم فيه التيار الوسطي في الحزب الديمقراطي، التيار الليبرالي التقدمي باستخدام شعارات وسياسات يستغلها الجمهوريون المحافظون لتخويف الناخبين، وذلك وفق ما أكدته كذلك طليب.

وقالت طليب خلال تصريحات مثيرة للجدل الأسبوع الماضي: "لن ننجح إذا قمنا بإسكات أحياء مثل أحياء ولايتي.. عدم قدرتي على التحدث بالنيابة عنهم في الوقت الحالي مع وجود العديد منهم من السود، يعني إسكاتي. لا أستطيع الصمت".

وأضافت طليب التي تعد ولايتها ميتشيغان من بين أفقر الولايات في البلاد، بحسب ما نقل موقع "بولتيكو": "لم نعد مهتمين بالوحدة التي تطلب من الناس التضحية بحرياتهم وحقوقهم.. وإذا كنا نريد حقا توحيد بلدنا، فعلينا أن نحترم كل صوت، نحن نتحدث بكل لطف مع أنصار ترامب، بينما لا نقوم بالشيء نفسه مع السود وذوي البشرة الملونة، أو الأشخاص المهمشين".

وبعد أيام قليلة فقط، من نتيجة السباق الرئاسي، أوضحت طليب وعدد من الزعماء التقدميين الآخرين، أنه لن يكون هناك شهر عسل لجو بايدن.

 

إذ إن قائدي المجموعات التقدمية يقومون بتوزيع مذكرة ما بعد الانتخابات، تنتقد الوسطيين لأدائهم دور الجمهوريين بسياسة "فرق تسد" العنصرية.

وبالنسبة للصفوف الليبرالية، التي ستزيد أعدادها داخل التجمع الديمقراطي في عام 2021، فإن الأشهر القليلة المقبلة محورية لقضيتهم. ويمكن أن تحدد اختيارات بايدن لمجلس وزرائه، والبيت الأبيض، نجاح التقدميين في تشكيل السياسة.

والعديد من الاستراتيجيين والنشطاء اليساريين لا يريدون أن يلعب بايدن بلطف مع الجمهوريين، في مجلس الشيوخ، على الرغم من رغبة الرئيس المنتخب الصريحة بفعل ذلك.

وقالت طليب وهي تعرب عن إحباطها: "عندما يسير الناخبون بين المنازل المتصدعة والمدارس المغلقة، والأجواء الملوثة، ليذهبوا ويصوتوا لصالح بايدن وهاريس، بسبب شعورهم بأنه ليس لديهم أي شيء آخر، فإنهم يستحقون أن تسمع أصواتهم.. لا أستطيع أن أصدق أنهم يطلبون منهم التزام الصمت".

وتريد طليب أن ترى مربيا عاما ومدافعا عن حقوق العمال في المناصب العليا.

 

اقرأ أيضا: ندوة "عربي21": طليب وعمر حطّمتا "أسطورة آيباك" (شاهد)

وسبق أن قالت عضوة الكونغرس لبايدن، عندما زار ديترويت في تشرين أول/ أكتوبر الماضي: "قد لا أكون عضو الكونغرس المفضل لديك، لأنني على خط زمني مختلف، سيدي".

وعلى الرغم من أن الخلاف الأسري بين الديمقراطيين سيطر على معظم عناوين الأخبار بعد الانتخابات، إلا أن التقدميين لم يسمحوا لانتقادات زملائهم الوسطيين بإعاقة مساعيهم للوصول إلى السلطة في البيت الأبيض برئاسة بايدن.

وقبل يوم واحد من إعلان فوز بايدن، قال السيناتور بيرني ساندرز؛ إنه سيقدم جدول أعماله الخاص لمدة 100 يوم لمجلس الشيوخ.

 

وقال: "سيتعين علينا بذل كل ما في وسعنا للتأكد من أن الكونغرس والرئيس الجديد يتحركان بسرعة وبقوة لمعالجة الأزمات الهائلة التي تواجه بلدنا".

وقال النائب المنتخب موندير جونز من نيويورك؛ إنه "يركز بشدة" على الشكل الذي ستبدو عليه وزارة العدل في عهد بايدن.

 

وحذر من تعيين الجمهوريين في مناصب رئيسية. وقال جونز إنه يتعين على الديمقراطيين بذل قصارى جهدهم في الجولات الثانية لمجلس الشيوخ في جورجيا للفوز بالأغلبية، لأنه يريد أن يكون بايدن قادرا على تعيين "مفكرين تقدميين" كقضاة فيدراليين.

ومع تداول أسماء مثل جون كاسيش، الحاكم الجمهوري السابق لأوهايو، والديمقراطي رام إيمانويل، كإضافات محتملة إلى إدارة بايدن يبقي الديمقراطيون أعينهم مفتوحة.

وقال جونز: "سيكون من المثير للانقسام أن يقوم جو بايدن الذي تقدم مع كامالا هاريس بنحو 5 ملايين صوت على دونالد ترامب ومايك بنس، بتعيين الجمهوريين في حكومته.. الأمر لا يتعلق بالجمهوريين أنفسهم، بل بتعيين الشخصيات المناسبة من الديمقراطيين في القيادة".

وشنت المجموعات التقدمية -حزب العدالة، وحركة الشروق- حملة الأربعاء الماضي، دعوا فيها بايدن إلى إنشاء "مكتب جديد للبيت الأبيض للتعبئة المناخية"، وإدراج عدد كبير من المرشحين الذين يرغبون في رؤيتهم في المناصب الوزارية.

وتمثل التوصيات النائبة ديب هالاند كوزيرة الداخلية، والسيناتور إليزابيث وارين كوزيرة للخزنة، وكيث إليسون لوزارة العدل، والسيناتور بيرني ساندرز لوزارة العمل، ورشيدة طليب للإسكان والتنمية الحضرية.

والجماعات التقدمية دعت المعتدلين إلى تبني رسالة اقتصادية واضحة.

 

وأضافوا أن الديمقراطيين سيخسرون مجلس النواب في عام 2022، إذا "تخلينا عن قاعدتنا التقدمية الأساسية و أجندتنا".

وأشاروا إلى أنهم "خائفون" من عالم يقدم فيه بايدن مناشدات من الحزبين لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، بنتائج محدودة.

وقال وليد شهيد المتحدث باسم "العدالة الديمقراطية": "هذا النهج من الحوكمة يمكن أن يهدد حقا وحدة الحزب، والفترات النصفية لعام 2022؛ لأن هدف ميتش ماكونيل الوحيد هو جعل بايدن يبتلع أكبر عدد من السموم التي تجعله من الصعب عليه القيام بحملة في منتصف المدة".

 

وأضاف أنه إذا كان ماكونيل يسيطر على مجلس الشيوخ، فإن السؤال الأساسي سيكون: "إلى أي مدى يمكن أن يتحرك الديمقراطيون" داخل المجلس.

وقالت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز لصحيفة "بوليتيكو" في مقابلة بعد الانتخابات؛ إن الوقت قد حان "لتحرير أيدينا من الجمهوريين.. نحن دائما نرسل رسالات حول الشراكة بين الحزبين ومدى حبنا للعمل مع الجمهوريين في الكثير من المجالات الحساسة".

 

"تسميم الديمقراطية"

 

وفي سياق متصل، اتهم زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الجمهوريين الخميس بـ"تسميم" الديمقراطية؛ برفضهم الإقرار بفوز جو بايدن في مواجهة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر.


وقال السيناتور خلال مؤتمر صحفي في واشنطن؛ إن "الجمهوريين في الكونغرس يتعمدون زرع الشكّ حول انتخاباتنا لأنهم يخافون دونالد ترامب". 


وأضاف: "أنجزنا للتو انتخابات رئاسية شهدت انقساما ومنافسة شرسة، لكن عوض العمل لتوحيد البلاد حتى نكافح عدونا المشترك كوفيد-19، ينشر الجمهوريون في الكونغرس نظريات مؤامرة وينكرون الواقع ويسممون بئر ديمقراطيتنا". 


وفي حين أقرت حفنة من الجمهوريين بسرعة بفوز المرشح الديمقراطي، مثل السيناتور ميت رومني، التزم كثيرون آخرون الصمت أو دعموا علانية مزاعم الرئيس الحالي حول "سرقة" الانتخابات.


وتابع تشاك شومر من مقر الكونغرس: "هذا الصباح لدي رسالة بسيطة جدا لأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين: الانتخابات انتهت. لم تكن (النتائج) متقاربة. هُزم الرئيس ترامب. سيكون جو بايدن الرئيس المقبل للولايات المتحدة".


وشاركت الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي في المؤتمر الصحفي، داعية بدورها إلى الإقرار بنتائج الاقتراع.


وقالت: "الآن عبّر الشعب عن رأيه، فاز جو بايدن وستكون كامالا هاريس أول نائبة رئيس للولايات المتحدة".


ولا يزال ترامب يرفض الإقرار بهزيمته، في قطيعة تاريخيّة مع التقاليد السياسية الأمريكية، وهو ما من شأنه تعقيد الفترة الانتقاليّة أمام بايدن، الذي يُفترض أن يتولّى مهمّاته في 20 كانون الثاني/ يناير 2021.

 

رسالة 150 مسؤولا أمريكيا

 

كما أنّ رفض ترامب هذا، يُشكّل "خطرا جسيما على الأمن القومي"، بحسب ما حذّر الخميس أكثر من 150 من كبار المسؤولين الأمريكيّين، في رسالة كشفها موقع "بوليتيكو".


ومن بين الموقّعين، من كلا الحزبين، وزير الدفاع الأمريكي السابق الجمهوري تشاك هاغل، والرئيس السابق لوكالة الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية مايكل هايدن.

 

وطالب هؤلاء في رسالتهم، بضرورة وصول بايدن إلى المعلومات "الضرورية من أجل التعامل مع قضايا الأمن القومي الملحّة، مثل التقرير اليومي" الذي يتلقّاه الرئيس والمتعلّق بالتهديدات الموجّهة للولايات المتحدة والعالم.


والرسالة موجّهة إلى مسؤولة في إدارة ترامب، هي إميلي مورفي، التي يتوجّب عليها، بصفتها مديرة وكالة حكومية مسؤولة بشكل خاص عن نقل السلطة، الاعتراف رسميا بأن بايدن هو الرئيس المنتخب، حتى يتمكن فريقه الانتقالي من البدء في تلقي المعلومات السرية والالتقاء بالفرق الموجودة في مختلف الوزارات. 


وأقرّ بايدن الثلاثاء بأنه لا يزال غير قادر على الوصول إلى التقارير اليومية المخصصة للرئيس. وقال: "هذا قد يكون مفيدا، لكنه ليس ضروريا"؛ لأنه لم يشغل منصبه بعد.

التعليقات (1)
احمد رامي
السبت، 14-11-2020 06:50 م
بالنسبه للقضيه الفلسطينيه لن يكون لها حل من قبل بايدن طالما ان الايباك هي الحاكم الفعلي للولايات المتحده من خلف الكواليس.فلو اراد اي رءيس اميركي فعل ذلك فمن الصعب جدا ان يبقى على قيد الحياة كما حصل للرءس كينيدي الذي عارض امتلاك اسراءيل لاءي سلاح نووي.اذن المشكله تكمن في اللوبي الصهيوني الذي يحكم الولايات المتحده وليس با الرءيس الاميركي.