صحافة إسرائيلية

قراءة إسرائيلية لقرار تركيا إعادة اعتبار "آيا صوفيا" مسجدا

في أعقاب حرب الخليج ورفض الاتحاد الأوروبي ضم تركيا بحثت عن طرق لتشكيل صورتها كدولة عظمى إقليمية- الاناضول
في أعقاب حرب الخليج ورفض الاتحاد الأوروبي ضم تركيا بحثت عن طرق لتشكيل صورتها كدولة عظمى إقليمية- الاناضول

سلطت صحيفة عبرية، الضوء على قرار تركيا إعادة اعتبار "آيا صوفيا" مسجدا، معتبرة أن قرار القضاء التركي هو "صفعة للغرب".


وأوضحت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، أن الحكم القضائي التركي بإعادة اعتبار "آيا صوفيا" في إسطنبول مسجدا، تسبب بـ"عاصفة دولية كبيرة".

واستحضرت الصحفية أبرز الانتقادات لقرار تركيا ومنها تعليق البابا، ونوهت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "لم يتأثر من ذلك، كما كان متوقعا"، وأكد أن إعادة اعتبار "آيا صوفيا" مسجدا "يبشر بتحرير الأقصى"، موضحة أن أردوغان "يعرف إلى أن تسير تركيا".

وذكرت أن "مسجد آيا صوفيا، استخدم كأداة لعب سياسية لا تقل عن كونها موقعا دينيا مقدسا، عندما حوله مصطفى كمال أتاتورك إلى متحف، وهو قرار أثار في حينه حماسا دوليا وغضبا كبيرا في أوساط الحركات الإسلامية في تركيا".

ورأت أنه "من السهل جدا وضع تراث أتاتورك أمام تراث أردوغان، وعرض الرئيس الحالي كمن يريد أسلمة الدولة التي ما زالت تعتبر في الدستور دولة علمانية وديمقراطية".

ونوهت الصحيفة، إلى أنه بعد "انقلاب 1980، تغيرت مكانة آيا صوفيا بأمر من النظام العسكري، وانتقلت هيئة الممتلكات الثقافية والمتاحف من وزارة التعليم لوزارة الثقافة والسياحة، وتحول إلى مصدر دخل سياحي، ومرة أخرى حظي آيا صوفيا (المتحف فيه حينه) بدور سياسي جديد".

وأضافت: "في أعقاب حرب الخليج الأولى ورفض الاتحاد الأوروبي ضم تركيا لصفوفه، بحثت تركيا عن طرق لتشكيل صورتها كدولة عظمى إقليمية على الغرب أن يضمها، وكانت الاستراتيجية بأن يتم وضع تركيا كجسر بين الشرق والغرب، وشكل آيا صوفيا والمسجد الأزرق (مسجد السلطان أحمد في إسطنبول) في وثائق عرض خط الأفق لإسطنبول، الشعار الوطني لتركيا".

الحبر السري

وفي 2014، تجمع نحو 40 ألف مصل في واجهة آيا صوفيا وأقاموا صلاة جماعية دعوا فيها إلى إعادة مكانة المتحف كمسجد، وقبل ذلك في 2012، ساليا توران، رئيس جمعية الشباب في أناضوليا، أكد أن نحو 50 مليون مواطن تركي وقعوا على عريضة تطالب بإعادة المبنى آيا صوفيا أن يكون مسجدا.

وأشارت "هآرتس"، إلى أن الرئيس التركي تعهد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "بعدم المس بحرية زيارة المسجد وعدم المس بالعناصر المسيحية التي تزينه، بحيث سيتم تغطيتها أثناء الصلاة وكشفها بعد انتهاء الصلاة، وهذا يؤكد سواء من توجه بوتين أو من جواب أردوغان، أن آيا صوفيا أصبحت من الآن تراثا تركيا إسلاميا".

 

اقرأ أيضا : ثلاث لمسات حضرت مع خطاب أردوغان بشأن "آيا صوفيا"


وبينت أنه توجد لمسجد آيا صوفيا نفقات؛ لا تقتصر على تمويل أعمال الصيانة، الترميم والحماية، كاشفة أن من "يملك امتياز بيع التذاكر (سابقا) هو شركة سويسرية باسم "سيسبا"، يملكها ويديرها فيليب أمون، وهو مواطن سويسري وابن عائلة يهودية".

ونبهت أن هذه الشركة التي أُسست في العشرينيات، تتميز بـ"السرية ولا تقوم بنشر تقارير مالية، ومما ميزها؛ اختراع الحبر السري الذي يستخدم في طباعة الأوراق النقدية والسندات ووثائق تقتضي توقيعا مميزا، وهي معروفة في العالم، وقيمتها أنها تملك نحو 85 في المئة من سوق الحبر السري الذي يتم تسويقه في العالم".

وأفادت أن "أمون هو متبرع وعضو في مجلس إدارة متحف الكارثة وأيضا في مؤسسات يهودية كثيرة أخرى"، منوهة أن هذه "الشركة يهودية، فازت في 2018 بالامتياز لسبع سنوات مقابل نحو 3.9 مليارات دولار".

وتوقعت أن تطالب الشركة بالتعويض عن نقل مسجد آيا صوفيا إلى إدارة وزارة الشؤون الدينية التركية، بسبب خسارة المداخيل المتوقعة

0
التعليقات (0)