صحافة دولية

موقع: لهذا يجب على حكومة طرابلس رفض المقترح المصري للهدنة

ماك قال: يجب أن يتغلب القادة الليبيون على طموحاتهم بالسلطة وتقديم تنازلات سياسية- الأناضول
ماك قال: يجب أن يتغلب القادة الليبيون على طموحاتهم بالسلطة وتقديم تنازلات سياسية- الأناضول

قال كاتب ودبلوماسي أمريكي سابق في مقال نشره موقع "أتلانتك كاونسل" إن الحكومة في طرابلس الليبية تواجه منعطفا خطيرا، إذا أذعنت لمبادرة وقف إطلاق النار التي اقترحتها القاهرة مؤخرا.


وأضاف ديفيد ماك في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أن "الوفاق" تملك الزخم على الأرض، ولكنها "قد تخسر الفرصة لكي تعيد توحيد ليبيا لو أذعنت للمقترح المصري الداعي لوقف إطلاق النار والذي تدعمه روسيا، وهذا قد يؤدي إلى تفكيك ليبيا بدون أن يكون لحكومة الوفاق سيطرة على مصادرها الوطنية الحيوية".


وشدد ماك على أن الحكومة الليبية أمام تحدي التأكيد على أن الحوار يجب أن يكون ضمن تحالف دولي واسع برعاية الأمم المتحدة، وإلا ستصبح ليبيا منطقة تأثير لمصر، تركيا، وروسيا.


ويرى الكاتب أن من الصواب تغلب القادة الليبيين على طموحاتهم بالسلطة والقيام بتنازلات سياسية جيدة. ومن الخطأ التوقع منهم القيام بهذا بدون دعم دولي للمؤسسات الوطنية وبتدخل أجنبي أقل في السياسة المحلية. 


وتابع: "هناك عدة دول لديها مصالح قومية حيوية للعب دور في ليبيا. وتشعر مصر وتونس والجزائر ودول الغرب الأوروبي بتهديد عدم الإستقرار في ليبيا عليها، لكن هذه الدول ستستفيد بطرق عدة من ليبيا مستقرة ومزدهرة سياسيا واقتصاديا".

 

اقرأ أيضا: وفد تركي رفيع المستوى يجتمع مع السراج بطرابلس

وشدد على أن هناك لاعبين آخرين ليست لديهم رهانات عالية فيما يتعلق بالمصالح القومية ولكن لديهم أسباب عدة تدفعهم للإنخراط في ليبيا من ناحية صورتهم الذاتية والتأثير الدولي وسمعتهم. وعلى رأس هذه القائمة الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وكلها لعبت دورا منذ انتفاض الليبيين ضد القذافي عام 2011. 


وقال: "رغم تاريخها المضطرب ومشاكلها العميقة فلدى ليبيا الإمكانية لأن تكون مركز قوة في التنمية الإقليمية. فمن ناحية الموقع تقع في مكان جيد في وسط منطقة البحر المتوسط وكانت من أهم أجزاء الإمبراطورية الرومانية، ولديها صلات ربط مهمة بين العالم العربي وأفريقيا. وستظل مصادرها الطبيعية من الغاز والنفط مهمة ولوقت طويل لازدهارها ولتقليل تبعية أوروبا للغاز الطبيعي الروسي.


ورغم تعاطف الكاتب مع مصر ومصالحها الوطنية وحدودها الطويلة عبر الصحراء الغربية إلا أنه قال إن مصر اختارت الطريقة الخطأ للدفاع عن أمنها القومي وتقوية مصالحها الإقتصادية التي تشترك فيها مع ليبيا.


وبالنسبة لروسيا فسياستها تجاه ليبيا لا تحظى بتعاطف الكاتب، لأنها مصممة لكي تبقي على الفوضى وإعادة نوع من التعاون الأمني التي تمتعت بها أثناء حكم القذافي ومنع تطور صناعة الطاقة الليبية لكي تضخ النفط والغاز إلى أوروبا الغربية، والرد على الناتو والولايات المتحدة بسبب الإحراج الذي تعرضت له في عام 2011.


وكسفير أمريكي سابق في الإمارات العربية المتحدة تساءل الكاتب عن المنطق الإستراتيجي للتوسيع المفرط الإماراتي بشكل يعرض علاقتها القوية وشراكتها مع الولايات المتحدة في موضوعات أهم بكثير لمصالح الإمارات. 


ويمكن قول نفس الشيء بالنسبة لتركيا- عضو الناتو- التي ستخسر أكثر من عدم الإستقرار في ليبيا مقارنة مع منافع الاستقرار التي ستجنيها.

 

اقرأ أيضا: لافروف: نرحب بأي خطوة أمريكية لوقف النار في ليبيا

 
وشدد ماك على أن هذه الدول مطالبة يإنهاء المشاجرات ولعب دور ريادي يمنحها المنافع ويخفف التهديدات. ولو فعلت فستجد الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم العربي مستعدة لدعم مبادرات أوروبية قوية.


وعن دور الولايات المتحدة، قال ماك إن الولايات المتحدة محقة عندما تقول إن على بقية الدول التوقف عن الإستفادة مجانا من الدور الأمريكي القائد، لكن الخطورة كبيرة في تراجع الدور الأمريكي في مكافحة الإرهاب، وهذا  يعني ظهور جماعات جهادية خطيرة ومن فترة لأخرى مثل تنظيم الدولة الذي أقام قاعدته على البحر المتوسط في سرت بليبيا.


واعتبر أن المدخل القائم على ملاحقة المشاكل المستعصية بطريقة عشوائية لا يقضي على المشكلة بل يفاقمها، فالجماعات الإرهابية تجد مرتعا خصبا في الدول التي تعيش حروبا أهلية وهي المناطق نفسها التي تحاول كل من مصر وروسيا وتركيا زيادة التأثير فيها.


وعن الدور الأمريكي أيضا، قال: "لن يعارض الليبيون دورا حيويا تقوم به الولايات المتحدة والأمم المتحدة كما يقاومون بقية اللاعبين الخارجيين. فلدى الولايات المتحدة دور مهم أكثر من بقية اللاعبين الآخرين وسيرحب به الليبيون. ومن هنا فعلى صناع السياسة الأمريكية وضع الموضوع الليبي على أولوياتهم ومناقشته مع الدول اللاعبة في البلد، مصر، تركيا، روسيا والإمارات والإتحاد الأوروبي".

التعليقات (0)