صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: صفقة القرن ستنضم قريبا إلى أكاذيب ترامب

ترامب  نتنياهو  البيت الأبيض  أمريكا  صفقة القرن- جيتي
ترامب نتنياهو البيت الأبيض أمريكا صفقة القرن- جيتي

سلط كاتب إسرائيلي بارز، الضوء على الدوافع التي تقف خلف رفض الشعب الفلسطيني للخطة التي عرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في "احتفال هستيري" في البيت الأبيض والمعروفة باسم "صفقة القرن".

وأشار الكاتب الإسرائيلي المخضرم والرئيس السابق لمكتب صحيفة "هآرتس" في واشنطن، عكيفا ألدار، أن الكاتب ألوف بن، ذكر في مقال له في الصحيفة إلى أن "صفقة القرن" التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعرض على الفلسطينيين صفقة تشبه الصفقة التي حصلت عليها ألمانيا واليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهي صفقة كانت مجدية بالنسبة لألمانيا واليابان، فلماذا لا يساعد هذا الأمر الفلسطينيين؟".

ونوه الكاتب ألدار، إلى أن للإجابة على هذا السؤال توجد ثلاث إجابات؛ الأولى؛ أن الشعب الفلسطيني "غير مطلوب منهم التنازل عن رواية الماضي أو أحلامهم"، مؤكدا أنه لا يستطيع أي اتفاق سياسي محو أشواق أي لاجئ فلسطيني إلى بيارته في يافا، التي يحلم بأنه سيأتي يوم ويقوم بقطف ثمارها".

 

اقرأ أيضا: قناة عبرية: نتنياهو يروج لـ"صفقة ثلاثية" للتطبيع مع المغرب


ورغم "إلغاء الميثاق الوطني في نيسان عام 1996، وقبول الجانب الفلسطيني بمبادرة السلام العربية عام 2002 التي ترتكز على حدود 1967، إلا أنه ليس جميع الفلسطينيين مستعدين للتسليم بحق الوجود لدولة يهودية تعيش بأمان وسلام إلى جانب دولة فلسطينية، وفي الوقت الحالي، حيث يتعرضون للإهانة، فإن قيادة السلطة وفتح برئاسة محمود عباس لم تقم بإلغاء اتفاق أوسلو وهي تستمر في التمسك بحل الدولتين".

ولفت ألدار، إلى أن "حكومات إسرائيل قامت بالفعل باتصالات للدفع قدما بحل الدولتين، ولكنها في نفس الوقت قامت بزرع حقول الألغام في طريقه على شاكلة عشرات المستوطنات والبؤر الاستيطانية، وعن طريق استخدام ذرائع تقوم على رواية الماضي".

أما الثانية، "بخلاف ألمانيا واليابان اللتان اضطرتا إلى التنازل عن مكانتهما العظمية؛ عسكريا وبحريا، فإن اتفاق الخنوع للفلسطينيين، يشمل ليس فقط التنازل عن الجيش والسيطرة على المعابر الحدودية والفضاء الجوي، بل يجب عليهم التنازل أيضا عن استقلالهم".

وبين أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، "نجح في أن يبيع لترامب الرواية الكاذبة التي بحسبها الحركة الوطنية الفلسطينية هي منظمة إجرامية، أقنعت ادولف هتلر بقتل يهود أوروبا من أجل عدم استيطان في أرض إسرائيل (فلسطين)".

ونبه الكاتب أن "المتهم بجرائم جنائية (نتنياهو)، جند رئيس مصاب (ترامب) بجنوب العظمة لمشروع حياته؛ وهو تصفية الحركة الوطنية الفلسطينية من أجل إبعادها عن الأرض"، مضيفا: "أنا لا أعرف أي سياسي فلسطيني، يحب الحياة سيتعامل مع الوثيقة التي أملاها نتنياهو على ترامب كقاعدة للمفاوضات".

وقال: "نحن بحاجة لخيال خصب بشكل خاص لتشخيص وجود "دولة مستقلة" في وصمة العار التي عرضها ترامب في الاحتفال الهستيري في البيت الأبيض، ومن يعتقد أنه يوجد أي زعيم مسلم يمكن أن يوقع على وثيقة تعطي اليهود السيادة في القدس، فهو لا يعرف تاريخ مئات السنوات الأخيرة".

وأكد أن "الشعوب لا تتنازل عن هويتها وحقها في تقرير المصير، وهي تناضل وتضحي من أجل ذلك، وفي النهاية تنتصر"، لافتا أن "ظاهرة ترامب، تذكر كل يوم تقريبا بأن الإعلان عن "موت التاريخ" كان سابقا لأوانه، ويمكن بعد بضعة أشهر يتم ضم "صفقة القرن" إلى جعبة أكاذيبه مع الاتفاق النووي مع كوريا الشمالية، ونفي أزمة المناخ وأكاذيب كثيرة غيرها".

ونبه أن "الاحتلال ذات يوم سينتهي".

أما الإجابة الثالثة بحسب الكاتب الإسرائيلي، فأوضح أنه "منذ الحرب العالمية الثانية أخلت الكولونيالية (الاستعمار) مكانها لحوار حقوق الإنسان"، منوها إلى أن "الاستسلام الفلسطيني؛ هو انبعاث لأموات الكولونيالية، كما أن تنازل الشعب الفلسطيني عن حقه في دولة قابلة للحياة وليس كانتونات، سيكون انتصارا للفاشية المسيحانية اليهودية".

التعليقات (0)