ملفات وتقارير

هذا هدف نظام الأسد من السيطرة على M4 وM5.. هل ينجح؟

يعد الطريقان M4 وM5 شريان الحياة الاقتصادية في سوريا- جيتي
يعد الطريقان M4 وM5 شريان الحياة الاقتصادية في سوريا- جيتي

كثّف النظام السوري محاولاته في الآونة الأخيرة وبدعم روسي، من أجل بسط سيطرته ونفوذه على الطرق الدولية الرئيسية، وتحديدا طريقي M4 (حلب-اللاذقية) وM5 (حلب-حماة)، رغم أن هذين الطريقين من المفترض أن يبقيا تحت سيطرة المعارضة بحسب اتفاق "سوتشي".


ووفق "سوتشي" الذي جرى التوصل إليه بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، فإن حركة "الترانزيت" عبر الطريقين M4 وM5، ستعاد بحلول نهاية عام 2018، إلا أن ذلك لم يطبق حتى الآن على الطريقين اللذين يعدان شريان الحياة الاقتصادية في سوريا.


ويبلغ طول الطريق الدولي M4، حوالي 450 كيلومترا، وجرى إنشاؤه في عام 1950 لربط المنطقة الشمالية والشرقية بالمنطقة الغربية والساحلية، ويدخل الأراضي السورية شرقا من معبر "ربيعة-اليعربية" في محافظة الحسكة، ويمر بمحاذاة مدينة القامشلي ثم إلى تل تمر وصوامع العالية وبلدة عين عيسى ومدينتي منبج والباب وبلدة تادف وصول إلى حلب، ثم إلى مدينتي سراقب وأريحا بمحافظة إدلب، وينتهي في اللاذقية.

 

منفعة اقتصادية


ويلتقي هذا الطريق مع طريق M5 في مدينة سراقب، ويمتد إلى حماة وحمص وريف دمشق ودمشق ودرعا في الجنوب السوري، إلى جانب ارتباطه بفرع يمتد بين ولاية غازي عنتاب التركية وحلب عبر مدينة إعزاز ومعبر باب "السلامة".


ويعد طريق M5 أهم شرايين التجارة بين تركيا وسوريا، منذ توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين عام 2004، واتفاقية التوأمة بين تجار حلب وتجار غازي عنتاب عام 2009.

 

بدوره، يوضح الباحث الاقتصادي مناف قومان أن "موقع سوريا الجغرافي جعلها ذو أهمية تجارية استراتيجية، باعتبارها عقدة مواصلات بين شمال أوروبا وجنوب آسيا والخليج"، مؤكدا أن "من يملك الموقع الجغرافي المتوسط بين القارات والدول والطرقات يملك مفاتيح التجارة وإيراداتها".

 

ويشير قومان في حديث لـ"عربي21" أن حجم تجارة الترانزيت قبل 2011، بلغ أكثر من 3 مليارات دولار، عبر عبور 150 ألف شاحنة لتلك الطرق سنويا، معتبرا أن "طريقي M4 وM5 لا يخرجان عن هذا الواقع".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: تركيا لن تسمح للنظام السوري بالتقدم نحو سراقب

 

ويبين أن طريق M4 يوصل شرق سوريا بغربها، فضلا أن السيطرة على هذين الطريقين يتيح إعادة العمل في مطار حلب، منوها إلى أن "الحديث هنا لا يدور عن طرقات ثانوية، بل عن طرق استراتيجية، ولا تعود أهمية سوريا التجارية وتجارة الترانزيت بدونهما".

ويعتقد قومان أنه "من المؤكد أن الروس مهتمين جدا بالاستحواذ على هكذا طرق لأهميتها، وللعوائد التجارية المجزية جراء استثمارهما"، مضيفا أن "السيطرة على هذين الطريقين يعني فرض سياسة أمر واقع على العالم، للقبول بتعويم الأسد، وبالتالي إعادة شرعيته".

ويتابع: "فضلا عن الفائدة المالية التي ستعود على خزينة النظام بالفائدة، وقدرته على سداد ديونه المالية، أو على الأقل عدم الاستدانة من الدول"، إضافة إلى محاولة إصلاح الاقتصاد بما يحقق الفائدة لليرة السورية والاقتصاد عموما.

وفي هذا الإطار، يشدد الباحث في العلاقات الدولية جلال سلمي على أن محاولات النظام السوري من أجل السيطرة على هذه الطرق الدولية، تعود إلى المنفعة الاقتصادية بدرجة أساسية، ورغبته في عودة هذه المنفعة بأقرب وقت.

 

تأثير عسكري


ويلفت سلمي في حديث لـ"عربي21" إلى أن هذه المحاولات ما زالت بحاجة إلى المزيد من الوقت لوصولها إلى النجاح، في ظل الرفض التركي المعلن، والذي ظهر من خلال تصريحات المسؤولين الأتراك مؤخرا، حول معارك النظام ومسار "أستانا" السياسي.

 

ولم يستبعد سلمي التأثير العسكري المحتمل على المعارضة في مناطق الشمال السوري، إذا نجح النظام في السيطرة على الطرق الدولية الرئيسية، ما ينعكس على ضعف خطوط الإمداد ونقل السلاح.


وفي حال نجح النظام السوري بالوصول إلى طريق M5، فإنه سيكون أيضا قريبا من طريق M4، في ظل تقاطع الطريقين عند مدينة سراقب، التي ربما تكون الهدف المقبل للنظام بعد سيطرته على "معرة النعمان"، بحسب مراقبين.


وحول هذه النقطة، ذكرت صحيفة "صباح" التركية في تقرير لها، أن القوات المسلحة التركية بدأت بالتحصينات على الخط الجنوبي والشمالي لمدينة سراقب، على خلفية توجه النظام الذي سيطر على "المعرة"، مخترقا تفاهمات "سوتشي" و"أستانا" إلى المدينة التي تقع على تقاطع M4 وM5.

 

"منع سياسي"


وأوضحت الصحيفة أن القوات التركية قامت بحفر الخنادق في مدينة سراقب، لمنع تقدم قوات النظام السوري نحو المدينة، مشيرة إلى أن الجيش التركي يواصل تحضيراته على طريق M5، والمناطق المطلة عليه، وينشر عددا كبيرا من الجنود والمدرعات.


من جانبه، يرى الخبير العسكري العقيد أحمد حمادة أن معارك النظام المتكررة تهدف، إلى إبعاد قوات المعارضة عن حلب والطريق الدولي، تمهيدا للسيطرة عليه، إذا لم يكن هناك أي منع سياسي.

 

اقرأ أيضا: محللون أتراك: هكذا يخطط الأسد لبسط سيطرته على طريق "M4"


ويوضح حمادة في حديث لـ"عربي21" أن "السيطرة على الطريق الدولي، يعد ذريعة روسية من أجل زيادة السيطرة الميدانية على الأرض"، مبينا أن "ريف حلب الغربي يقع على طريق حلب دمشق الدولي، والذي يعد أحد أهم الطرق الرئيسية في سوريا".


من جهته، ذكر الخبير العسكري أديب عليوي في حديث سابق لـ"عربي21" أن معارك النظام تهدف إلى الوصول للطريق العام والسيطرة عليه، مؤكدا أن "أحد أهداف النظام السيطرة على الطرق الدولي، إلى جانب التمدد في الأراضي وتقليل المنطقة التي يسيطر عليها الثوار، إضافة إلى زيادة الضغط على تركيا".

التعليقات (0)