أخبار ثقافية

"أسبوع المورد الثقافي" بتونس: بين مدونات وسياسات ثقافية

مؤسسة "المورد الثقافي" نظمت بين 20 و25 يناير الجاري "أسبوع المورد الثقافي" في تونس- عربي21
مؤسسة "المورد الثقافي" نظمت بين 20 و25 يناير الجاري "أسبوع المورد الثقافي" في تونس- عربي21

تمثل المؤسسات المستقلة رافداً جديداً يتيح تغذية المشاهد الثقافية في البلدان العربية عبر أدوات متعددة، ومن هذه المؤسسات مؤسسة "المورد الثقافي" التي نظمت بين 20 و25 يناير الجاري "أسبوع المورد الثقافي" في تونس الذي تضمّن فقرات عدة أبرزها ورشتان شارك فيها باحثون وفنانون من بلدان عربية كثيرة، وقد اشتغلت كلا الورشتين على محاور قلما جرى التطرّق لها عربياً، وهما: ورشة المدونات الصوتية وورشة السياسات الثقافية. 


تمحورت الورشة الأولى، التي ساهم فيها أيضاً "المجلس الثقافي البريطاني"، حول كيفية إنتاج محتوى صوتي باللغة العربية يكون متاحاً عبر شبكة الإنترنت، ضمن مجالات الفنون والثقافة. ينتج عن هذا المشروع سلسلة مدونات صوتية من موسمين وتبث عبر الإنترنت ويساهم في إصدار المحتوى الصوتي اثنا عشر مشاركا ومشاركة في الورشة وقد تم اختيارهم من بين 227 استمارة.


أما الورشة الثانية فتناولت السياسات الثقافية اليوم بالاستجابة إلى الحاجات المستجدّة في المنطقة العربيّة، وذلك من خلال إعادة طرح مفهوم السياسات الثقافيّة وتحديد الفاعلين فيها، وطرح صياغات واقتراحات إصلاح وتطوير لهذه السياسات على المستوى المحلّي والإقليمي والدوليّ من خلال المشاركة في البحث وفي كتابة أوراق بحثيّة وتقارير عن الوضع الثقافيّ في المنطقة العربيّة.


عن هذه المبادرة، تحدثت مديرة "المورد الثقافي" إيلينا ناصيف إلى "عربي21" حيث أكدت على أن "الورشات تستمد أهميتها من منطلق دورها في تطوير البنى التحتية للثقافة العربية" مشيرة إلى أن "الدعم وحده غير كاف لتنشيط المشاهد الثقافية" وهناك لا بد من تناغم جهود مختلف الفاعلين ومنها مؤسسة المورد الثقافي والهياكل الرسمية التي تطلقها الدول وفي هذا السياق، تستعيد ناصيف تجارب سابقة تعاملت فيها المؤسسة مع وزارة الثقافة التونسية وأثمرت تجارب ناجحة كثيرة. 


وحول ورشة مدونات، ترى ناصيف أن "خيار الموضوع ناتج عن أهمية التكنولوجيات الحديثة في صناعة الخبر والترويج له بالإضافة إلى انتشار عدد من المدونينن الفاعلين في العالم العربي". تضيف: "إن المشروع يدخل في إطار محاولة المؤسسة تطويع وتطوير برامجها حسب تغيرات المنطقة" مشيرة إلى نتائج الورشة لن تخدم فقط المتدربين وإنما أيضا المؤسسة. تقول محدثتنا: "من خلال الورشة فإن مؤسسة المورد الثقافي تنتج صوتها وتضمن التغطية المستمرة لأنشطتها والوصول إلى أكثر عدد ممكن من الشباب العربي".


عرفت مؤسسة "المورد الثقافي" أيضاً بتقديمها لمنح تساعد المبدعين الشباب على إنتاج مشاريعهم، وهو موضوع تطرقت إليه ناصيف حيث تذكر أن "المنح تقوم على المناصفة بين المشرق والمغرب وكذلك على المناصفة في الجندر وتحرص على أن يكون الدعم موجهاً إلى الشباب الأقل من 35 سنة أي الذين لا زالوا في المراحل الأولى من مشاريعهم" تضيف: "لا يقف دور الدعم على تقديم تمويلات، بل يمتد إلى آليات متابعة ليس هدفها محاصرة المستفيد أو تضييق الخناق عليه بل من أجل متابعته لضمان تنفيذ المشروع. لا يهمنا الفشل أو النجاح في معاييره التقليدية وإنما يهمنا بالأساس التجريب والمحاولة".


يذكر أن "أسبوع المورد الثقافي" في تونس قد تضمّن إلى جانب الورشتين حفلاً موسيقياً أقيم يوم الجمعة الماضي حيث قدمت فيه الموسيقية التونسية بديعة بوحريزي عرضاً رافقه معرض قصص مصوّرة لمؤسستيّ سوبيا وLab 619، إضافة إلى تجهيزات بصرية لفنانين من مجموعة "Interférence". 


كما نُظمت جولة في تونس العاصمة شارك فيها جميع أعضاء الورشتين، وكان هدفها قراءة الواقع الثقافي للمدينة انطلاقاً من المقاربات التي تم تطويرها خلال ورشة السياسات الثقافية بالخصوص، كما تضمّنت لقاءات مع عدد من المثقفين والفنانين والناشطين التونسيين تحدثوا من زوايا مختلفة عن واقع المدينة.


تدعونا هذه التظاهرة إلى التفكر في واقع الحياة الثقافية في كل مدينة عربية، فهل تتوفر الأدوات المعرفية الضرورية لبناء مشروع ثقافي مشترك بين جميع المكونات؟ وهل أن الأدوات المعتمدة لتنشيط الحياة الثقافية ناجعة أم تحتاج إلى مزيد من التطوير؟ وهل يمكن أن تكون الدولة الفاعل الثقافي الوحيد؟

 

أسئلة لا تجد إجابات سريعة وتحتاج قبل كل شيء إلى حوار فاعل بين مختلف نشطاء المجال الثقافي، ولعل أبرز ما تتيحه الورشات الثقافية هي التشبيك بين أكثر من تصوّر ضمن مجالات إبداعية مختلفة وبين بلدان عربية كثيرة تجمعها الثقافة المشتركة وتفرّقها في كثير من الأحيان السياسات.

 
التعليقات (1)
morad alamdar
الخميس، 30-01-2020 09:29 ص
القوي يفترس الضعيف و القانون تحت رحمة العاطفة .. عندما تترك للآخرين زمام التحكم بأفكارك و قرارتك فأنت بالتأكيد .. ميت .. بحسب الأبحاث فإن الناس تصدق الأخبار المزيفة لأن أغلب الناس لا تريد أن تحلل الأخبار ، لأن ذلك يتطلب جهداً و الناس كسولة بطبعها و تبحث عن السهل ! .. خد مثلاً من الفيسبوك كان بالامس نعم التواصل الاجتماعي بين البعيد و القريب ، و بين العربي و الغربي ، بين الأسود و الأبيض ، بين الفقير و الغني ، و بين الصغير و الكبير ، و بين كافة المجتمعات الإنسانية ، كان بمعنى الإنسانية و الجمال .. أما اليوم الفيسبوك عبارة عن نشر العرض و الطلب للمنتوجات بأشكالها و أنواعها و أكثرها مغشوشة و يقع بها من لا حول له و لا قوة ، و كثر فيها الكلام و الصور اللأخلاقية و غيرها .. أتمنى أن يعيد الفيسبوك أيامه القديمة الخالية من كل الأعمال اللأخلاقية و تخليه عن كل ما يعرض من منتوجات بأشكالها و ألوانها و يبقى هو التواصل الاجتماعي الحقيقي بين البشر .