لا شكّ أن تمسك الشّعب التّركي، ونخبته السّياسيّة مجتمعة، وقطاعات مُهمّة جدًّا من مؤسّسات الدّولة التّركية، والإعلام الحرّ، بالدّيموقراطيّة والشّرعيّة الدّستوريّة ودولة القانون، مثل حالة إجماع وطني فريدة هي من أفشلت مُحاولة الانقلاب العسكري الأخيرة، ذلك أنّ للشّعب التّركي في تاريخه الحديث حصاد مرير من الخراب مع الانقلابات العسكريّة على مدار خمسة عقود، بدءا من انقلاب الجنرال جمال جورسيل في مايو/ آيار 1960، مرورا بالانقلاب الّذي عرف بـ »انقلاب المذكّرة« في آذار/ مارس 1971 ثمّ انقلاب الجنرال كنعان إفرين في سبتمبر/ أيلول 1980، وهو أكثرهم دمويّة وقمعا، ووصولا إلى آخر إنقلاب، وهو الإنقلاب على رئيس الوزراء نجم الدّين أربكان في فبراير/ شباط 1997.
مهمة الجيوش هي مواجهة المعتدين وحماية تراب الوطن، فإذا كلّفت بمواجهة زيادة الأسعار، وتوفير السلع، ومواجهة أزمات التضخم، وآثار الغرق الاقتصادي؛ فهذا إعلان رسمي عن مرحلة اللادولة، وأننا إزاء دولة الجيش لا جيش الدّولة..
في الوقتِ الّذي يتلاشى فيه احتياطي النّقد الأجنبي في مصر -معظم احتياطي النّقد الأجنبي القليل المتبقّي هو قروض واجبة السّداد- وفي ظلّ الارتفاع الجنوني لسعر صرف العملة الأجنبيّة الّذي يُنذرُ بكارثة اقتصاديّة بإعلان مصر دولة فاشلة اقتصاديّا إعلانا رسميّا.
لم يتم الإعلان بعد عن ملابسات مقتل الطالب والباحث الإيطالي جوليو ريچيني، لكن الثابت أن جثته وجدت ملقاة في بداية طريق القاهرة-الإسكندرية الصحراوي، وقد بدت عليها آثار التعذيب واضحة وثابتة لا تخطئها عين..
احتفيت بالأمس عبر مدونتي على مواقع التواصل الاجتماعي بفضيلة ذكرنا بها وائل غنيم حينما سطّر رسالته بالأمس بعد طول غياب في وقت حالك، فامتلاك شجاعة الاعتذار ومراجعة المواقف خصلة حميدة لا يمتلكها سوى الكبار الذين لا يستمرئون المكابرة..
عادت مجددا إلى السطح، في الأيام القليلة الماضية، أطروحات كنا قد ظننا أننا تخطينا مرحلة ترف النقاش الفلسفي البيزنطي حولها، لكن مادامت هذه الحال، فلا ضير من مناقشة - مجددا- ما قد ظننا أنه بات من مسلمات كنا قد تجاوزناها وأضعنا ما يكفي من الوقت والجدل والجهد حولها.. وزيادة.
عقب صلاة الفجر بساعات قليلة، هلع كثير من المصريين إلى مواقع التواصل الاجتماعي يتناقلون خبر سماعهم هذا الانفجار الضخم، متسائلين عن مصدره، متعجبين من شدته، فقد جاءت تعليقات المتفاعلين مع الحدث من مناطق جغرافية متباعدة..
بعد عامين على الانقلاب العسكري على الديموقراطية في مصر، ما زلت أؤمن أن استعادة مسيرة الثورة وتغلبها على الثورة المضادة، لن يتحقق إلا بالاستمساك بسلميتها التي بدأت بها، وبوحدة صف ثوار يناير الذين أشعلوا وهجها..
قبل أيام، مرت علينا ذكرى 24 يونيو 2012، وهو اليوم الذي تم فيه إعلان انتخاب أول رئيس مدني في مصر بشكل ديمقراطي حر ونزيه.. يوم لن ينسى في تاريخ مصر الحديث.
انطلقت الأحد الماضي فعاليات مؤتمر القمة الأفريقية بجوهانسبرج في جنوب أفريقيا، وسط تغيب وزير الدفاع المصري المنقلب عبد الفتاح السيسي، بعد اعتذاره المفاجئ عن السفر خشية تعرضه للتوقيف والملاحقة القضائية كمجرم ضد الإنسانية.
المشهد الأول
وزير الدفاع المنقلب، سيسي مصر، مستقبلاً بكل الود والترحاب الأمير تميم أمير دولة قطر، في الوقت الذي يعقد قضاؤه الشامخ جلسات المحاكمة للرئيس محمد مرسي بتهمة التخابر مع الدولة ذاتها، في مشهد يجعل من نعمة العقل ابتلاءً مؤرقاً لصاحبه.
تماما كما ابتذلت قيمة «تحيا مصر» بعد الثالث من يوليو 2013، لا تملك إلا أن تترحم على الفنان المصري الراحل توفيق الدقن ودوره الشهير في فيلم (بحبك يا حسن) الذي جسد فيه باقتدار شخصية «عبده دنص» صايع وبلطجي الحارة وهو يتغنى بالشرف بمقولته المشهورة «أحلى من الشرف مفيش.. يا آه يا آه»..