ينكب مسؤولون أميركيون، ومشرعون كبار في الكونغرس، ودبلوماسيون أجانب، على التدقيق والبحث في محاولة منهم لفهم أين تتجه إدارة الرئيس دونالد ترمب. ويشوب مزيج من الخوف وعدم التصديق حتى الآن وبعض الأمل، ردود الفعل. ولأن السياسة لم تعد تقليدية كما كانت، فقد قال سفير عربي في واشنطن: «من الصعب جدًا أن نشرح لناسنا في الداخل، أننا حقًا لا نعرف ما يجري». وكما أبلغني مصدر أميركي، فإن السبب الرئيسي في هذا العجز عن تقدير توجه الإدارة الجديدة والتغييرات التي سيعتمدها الفريق الجديد في السياسة الخارجية هو الانفصام بين الرئيس ترمب وكبار مستشاريه، ويضيف: «إنه زئبقي على أقل تقدير». الحيرة أكبر لدى الذين عملوا مع فريق ترمب الانتقالي، فهؤلاء تكوّن لديهم انطباع بأن القائمين على المرحلة الانتقالية، لم يكونوا يعرفون ما يدور حقيقة في عقل الرئيس، وكانت ردودهم مستندة إلى تصريحاته العلنية وليس بناء على اتصال مباشر معه، أو مع أقرب معاونيه. وقد تعرض أحد مسؤولي وزارة الخارجية للإحراج، عندما سئل مرارًا أن يشرح أبعاد السياسة التي تعتمد على تشدد أكثر مع إيران، في مقابل انفتاح أوسع تجاه روسيا.
بدأت روسيا تشد الرحال إلى أفغانستان، ترافقها إيران، والاثنتان على ظهر «طالبان». ولطالما استخدمت أفغانستان في لعبة الشطرنج لمعارك بالوكالة. ومنذ «اللعبة الكبرى» في القرن التاسع عشر كان لروسيا دور في تلك البلاد.
لا شيء يجري في إيران يدعو إلى التساؤل، إن كان من ناحية الازدواجية أو القمع الداخلي الذي يقابله طموح عسكري وصل إلى الصين، إذ تخوض القيادة الإيرانية حربا لا هوادة فيها لمنع الشعب الإيراني من الاطلاع على ما يجري داخل إيران أو في العالم لكنها حرب خاسرة.
ساءت العلاقة بين المملكة العربية السعودية وإيران، إثر الغزو الأمريكي للعراق، وتفاقم الأمر مع رئاسة محمود أحمدي نجاد، ثم الحرب في سوريا والتدخل الإيراني في اليمن..
كتبت هدى الحسيني: صراع مكشوف وخطير في أوساط أطراف النظام في إيران، أي بين رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الرئيس الإيراني السابق لفترتين هاشمي رفسنجاني وفريقه الذي يضم الرئيس حسن روحاني من جهة، وبين المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والمقربين منه لا سيما الحرس الثوري.