تم تحرير مربع صغير آخر. لقد قبض على مدوّن بتهمة نشر ولم يمكث في السجن إلا ساعات. أطلق سراحه بعد حملة دفاع شرسة تجند لها شباب الفايسبوك وهو الموقع الفعال في تونس. غمر الشباب شعور فائض بالحرية المنتصرة على الأجهزة..
أسبوع لا يخلو من توجس. حرب أخرى محتملة في الخليج. دول الحصار تمنح قطر 48 ساعة للاستسلام. مؤشرات الحرب أكثر من مؤشرات التهدئة. ماكين مطمئن إلى سلامة القاعدة في قطر..
يتنادون إلى انتخابات أخرى، وسنقول لهم إن الانتخابات ليست غاية في ذاتها. سيقولون لنا انظروا سوريا وليبيا وانظروا قطر كمثال جديد وسنصمت خوفا من الحرب والحصار وسيفوزون في البلديات، ليواصلوا إعادة إنتاج المنظومة..
أنا المواطن العربي الأعزل من الأيديولوجيا أعيش خارج هذه الحرب لكنها حرب ضيعتني لنصف قرن ولا تزال مفتوحة على غيب كريه. أرى نتائجها عيانا ويصلني لظاها مع قهوة الصباح وكلما تظاهرت بتجاهلها دخلت علي خلوتي..
هذ المقال ثمرة حوار دار بيني وبين صديق عراقي عزيز رأى في ما أكتب نبرة تشاؤمية لا تكشف الوجه المضيء لتجربة تونس السياسية ولما تعيشه تونس عامة من استقرار ينبئ عن احتمالات تقدم لا شك فيها..
أسبوع واحد كان كافيا لاختراق الكذبة ومعرفة عمقها المسطح. نحن الآن نضحك لأسباب كثيرة منها طيبتنا المفرطة. ومنها أيضا وهذا مهم أننا لن نتحمل وزر زعامة رجل لا يمكنه أن يكون
حدث تاريخي مهم في تونس يوم 13 ماي 2017. مسيرة شبابية كبيرة ضد قانون الفساد تحت عنوان/شعار مانيش مسامح.(لن أعفو عن الفاسدين). تم التحشيد لها عبر مواقع التواصل وقادتها زمرة من الشباب المستقل عن الأحزاب والمتجاوز للإيديولوجيات والانتماءات الفئوية. لكن وقبل المسيرة وبعدها خاصة انطلقت حملة تشكيك في المسيرة وحجمها وقيادتها بل ذهب البعض إلى تجريمها والشك في نواياها. لذلك رأينا أن نعرض إلى المسيرة من زوايا مختلفة و نحاول فهم موقف التشكيك فيها ولمصلحة من يصب ولماذا.
في بعض هذا القول شماتة وتشف يقع خارج التحليل الرصين، لكنه تعبير صادق عن العجز أو القهر، وهو الأصدق أمام هذا التشكيل الحكومي الغريب الذي أفرزته انتخابات 2014..
تبدو الساحة السياسية في تونس في يوم عيد العمال ولأول وهلة متحركة ونشيطة حتى أن الظرفاء علقواأن أيامنا تشبه أيام الثورة حيث تصلنا أخبار جديدة كل ربع ساعة. لكن أية أخبار وأية نشاط؟
تطاوين تضع أصبعها في عين الدولة المتعامية عن شعبها. تطاوين هنا وتقف موقف الحق: "نريد الكرامة عبر التنمية الخلاقة والتشغيل المجزي"، والإمكانيات على الأرض متاحة لمن يريد..
التيه في معرض الكتاب تقليد جميل ويتحول إلى إدمان لذيذ يستزاد منه كلما أوشك المعرض على النهاية. متعة نعم ولكن هل التيه في المعرض تيه بالثقافة والكتاب أم تيه عنها؟ في الجولان على غير هدي بين أجنحة المعرض يعاودني السؤال هل الثقافة في بلادي بخير وهل لدى حكومة بلادي الجديدة سياسة ثقافية واضحة تقرأ أم ترقيع وترضيات ومجاملات لزيد دون عمرو؟ وفي خضم ذلك وأنا أرى الناشرين العرب يحظون بزوار كثر هل المساهمة الثقافية التونسية في الثقافة العربية جيدة ؟ سأكتب هنا عن بعض أحوال الثقافة في بلادي ولكن بعلم مسبق أن هو إلا بعض من أحوالها فكما كتبت عن شح المياه في الزراعة في المقال السابق فإن حال الثقافة غير مختلف ويحتاج مياه ري ثقافي دفاقة.
تقوم الحكومات بمنع التصدير لحفظ حاجة السوق التونسية والضغط على الأسعار ثم توجه المياه إلى السياحة لتوريد النقد الأجنبي وتعلن أنها صاحية ويكتب كتابها الكبار أن تونس سكرانة ليغطوا على سكر الحكومة المتعتعة بخطة تنموية لا علاقة لها بحاجة البلد.