لا يريح البعض في لبنان، ولا يطمئنهم أن تنفتح ابواب السعودية امام رئيس آت من تحالف متين مبدئيا مع "حزب الله". فعون العارف أنه لا يستطيع أن يحكم من دون تأييد "حزب الله" له، يعرف ايضا انه لا يستطيع ان يحكم بعيدا عن النظام العربي الرسمي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
في أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة قفز إلى الواجهة واقع الموحدين الدروز السوريين الحساس، فبعد جريمة بلدة قلب لوزة في إدلب التي ارتكبتها مجموعة من "جبهة النصرة" يقودها مسؤول تونسي، أدى اقتراب الثوار في الجبهة الجنوبية من حدود محافظة السويداء إثر سقوط اللواء 52 التابع لجيش النظام، ومحاصرة مطار الثعلة.
انقضى العام الفائت، وبقيت أزمات المنطقة الكبرى من دون أن تجد لها حلولا. فلا العراق استقر ولا سوريا قطعت مع سيل الدماء اليومي، ولا اليمن خرج بشرعية وفاقية، ولا لبنان أنهى معضلة الدولتين والجيشين. وفي مشهدية جامعة، لم يتوقف تمدد المشروع الإيراني
فيما أجاز البرلمان التركي للجيش دخول الاراضي العراقية والسورية للقيام بعمليات عسكرية ضد تنظيم "داعش" وغيره من الجماعات، وافق على نشر قوات تركية داخل الدولتين، وسمح للقوات الاجنبية بأن تستخدم اراضي تركيا لدخول العراق وسوريا.
كتب علي حمادة: إذا كان تنظيم "داعش" الذي تحوم حوله شكوك كبيرة، ولا سيما لجهة ولادته، ولوظيفته الاقليمية الحقيقية التي أظهرت في سوريا تقاطعا واضحا مع النظام وإيران، فإن التنظيم في العراق يبدو وكأنه أخذ توجها آخر أقلق الإيرانيين الذين عملوا على مر عامين في سوريا على معاونة "داعش " في تمدده..
مع انطلاق اعمال مؤتمر "جنيف 2" في مدينة مونترو البعيدة مئة كيلومتر عن جنيف، يبدأ مسار يطول او يقصر، لكنه مسار جديد في عمر الثورة السورية، والتغيير مقبل في سوريا أياً تكن الاعتبارات، او المواقف الداخلية او الاقليمية. فحسب موازين القوى المتعادلة اليوم لا يمكن أي طرف ان يدّعي الانتصار، لكن المؤكد ان ال