هذه الصياغة الفرعونية الاستبدادية تتحرك في إطار شروط من الاستخفاف ومؤامرة تتعلق بعقلية العبيد، هذه الرؤية النماذجية يمكن أن نربطها بإطار رؤية سننية تتحكم في صياغة هذا النموذج الاستبدادي الفرعوني في علاقاته ومؤسساته وقدراته وتأثيراته وآلياته.
هذه ليست مجرد كلمة تمر مرور الكرام، خاصة حينما ترد على لسان من تصدر لأمر الناس وادعى حكمهم، حينما يتلفظ الحاكم المستبد بهذه الكلمة فإنها أقسى تعبير عن منظومة الاستخفاف "من أنتم؟!" "انتو مين ؟!"
في يوم السابع والعشرين من شباط/ فبراير صدر "إعلان فبراير"؛ قلب ذاكرة الثورة بأحداثها ورمزيتها التي تعبر عن طاقات شعب وأمة في حماية الثورة وبلوغ أهم أهدافها..
من جملة ما يقع فيه صاحب الغفلة والهذيان أن يتحدث عن الزمن بلا تقدير حقيقي، وبلا اعتبار لوقائعه ومعطياته. حينما يتحدث السيسي أن على المصريين أن ينتظروا خمسة وعشرين عاما حتى تعم الديمقراطية، فإنه بذلك يسوغ استبداده وطغيانه، بطشه وقمعه.
هذا ما قال في خطابه من الكلام الفائض والكذب البواح والتزوير الصريح ومحاولة طمس المستور وهو المفضوح، ولكنه صمت صمت القبور عن قانون الخدمة المدنية الذي غضب من برلمانه حينما تحفظ عليه
هذه رواية تتعلق بالثورة المضادة وجنرالات العسكر والمنقلب الذي بات رئيسا وكان له الدور الأكبر وأوغل في الدماء قبل انقلابه الفاجر، في موقعة الجمل التي تم تدبيرها بالثاني من فبراير وأثناء ثورة يناير في العام 2011 سنجد المجلس العسكري ومخابراته الحربية ضالعين في وقائعها تدبيرا وتمريرا، تواطؤا وتمكينا.
قلنا مرارا وتكرارا إن الثورة المصرية وكذا الثورات العربية قامت بدور مهم باعتبارها تعبر عن مرحلة كاشفة وفارقة في آن واحد، وبهذا الاعتبار نجد ذلك أوضح ما يكون بصدد خطوط حمر فاصلة أكدتها هذه الثورة منذ أن قامت..
مجلس الانقلاب هو تمام هذه المنظومة وأحق معبر عنها في أساسه التزويري الفاضح، ودوره التهريجي والتدبيجي الواضح، وأشخاصه الهلاميين الذين ليسوا سوى ممثلين ومهرجين يتقافزون على حاضر الوطن وآلامه، ويتلاعبون بمستقبله وآماله..
علاقة "المنقلب السيسي" بالمياه خطيرة ومثيرة، ولكنها في كل الأحوال تكشف زيفه وكذبه وتزويره، مياه الفشل والتي تؤكد المرة تلو المرة فشلا ذريعا لمنظومة ونظام الانقلاب في تدبير معاش الناس اليومي من جراء بعض الأمطار الكاشفة الفاضحة خاصة في مدينة الإسكندرية..
في دولة الملاهي والتلاهي، والسب والسبوبة، تعيش العقول في غيبوبة حتى حين، حتى إذا أفاق الناس كانت اللعنة والنقمة على المزورين أيا كانت مواقعهم .. فالحذر الحذر لا تدخلوا الى ميدان اللهو والتلاهي، فإن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب؟.
التطور الطبيعي للانقلاب وكشوفه السيسية مستمر: بدءا من دولة ومؤسسات (كإن) الفاشلة الوهمية، إلى (دولة الضد) الفاسدة المفسدة التي تعمل ضد وظائف الدولة المعروفة والمألوفة، ثم دولة (المافيش.. مافيش)، و(الفاشوش في حكم قراقوش)..
انقلبت الدنيا ولم تقعد حين سرب مصدر مخابراتي (مطلع) أن رئيس الدولة المنتخب قد أرسل خطابا - لم يتحدث أحد عن مضمونه - إلى رئيس الكيان الصهيوني وفيه عبارة (عزيزي بيريز).. وتم إنتاج لبانة انقلابية بهذا العنوان كأنما هو تسريب فاضح..
لا تزال الطائرات تتساقط فوق رأس المنقلب ومنظومته الفاشلة الفاسدة، بداية من الطائرة التي اتهمت فيها دمية (أبلة فاهيتا) مرورا بالطائرة الروسية التي فضحت اللانظام واللاإعلام..