تصور عزيزي القارئ أن البطاطة التي كانت رمزاً للبساطة والزهد في أغنية صباح الشهيرة "ع البساطة البساطة" صارت عزيزة، وطعام هدايا في عصر السيسي. ورمزاً للوجود والكينونة.
كنت أكرر في مقالاتي القول: إن سوريا دولة علمانية (على الطريقة العربية) في الداخل، وإسلامية في الخارج، على العكس من السعودية، فهي إسلامية في الداخل، وليبرالية في الخارج
موالو النظام لا يريدون أن يسمعوا بكلمة أوقاف أو إسلام، أو تكبير، أو حجاب، ويريدون أن يزرعوا في أرض الإسلام البطاطا. سنقرأ قريبا بدلاً من: انتصر صلاح الدين في معركة حطين، أن صلاح الدين الأيوبي كان يزرع البطاطا..
لقد صادر نظام الممحاة أوقافا إسلامية، وأراضي خاصة، وحدائق عامة، ومن قبلها إرادة الشعب، وهي أغلى ما في سوريا، ويأتي في نواديه كل المنكرات، وأغلق على الشعب بابي التاريخ إلى الماضي وإلى المستقبل، وفتح الأبواب للغزاة..
نال الشيخ عبد العزيز الريس الموصوف بالمجاهد، على فتواه الشجاعة، بعدم جواز الاعتراض على ولي الأمر، وإن زنى، نصف ساعة على التلفزيون، على الهواء "مباشر"، وشَرِب الخمر، للجمع بين لذتين كبيرتين، عضوية التدريس في جامعة الرياض..
لست أنوي مديح حنا مينه، ولم يبق من سوريا سوى "بقايا صور"، وصارت تشبه "المستنقع"، وبلا شراع في العاصفة، وأعترف أني أحببت "قصة الرجل الذي أبطل مفعول القنبلة". لقد كنت دائما مشدودا إلى الفضيلة والبطولة، مثل أكثر الناس.
ويمكن أن نلخص أنواع العلاج الاستبدادية باسم "العلاج بالجزمة". وتسميه السلطات الاستبدادية بصراحة "العلاج بالصرماية"، كناية عن إذلال وإهانة الشعوب، طريقا وحيدا وسهلا لحكمها. لقد انتهى مورفين البعث الاشتراكي والعروبة..
السكتة قلبية؛ وباء سوري، أصيب به كل ضحايا الاعتقال "العفوي" عند الحواجز بسبب الانتماء الطائفي أو مكان الإقامة، أو تشابه الأسماء، ويعني أن صاحب السكتة مات تحت التعذيب، مات وهو يتألم، ويلفظ روحه قطرة قطرة، وزفرة زفرة.