سياسة دولية

معركة الداخل بإيران.. حرب رسائل تتجاوز الخطوط الحُمر

حفيد الخميني استبعد من السباق الانتخابي لمعارضته تيار المحافظين- أرشيفية
حفيد الخميني استبعد من السباق الانتخابي لمعارضته تيار المحافظين- أرشيفية
تصاعدت حدة المعركة الداخلية بين التيارين الإصلاحي والمحافظ في إيران على نحو تجاوز الخطوط الحمر، حيث إن الانتقادات وصلت إلى المرشد علي خامنئي شخصيا، فيما رد الآخرون بهجوم على الرئيس الإيراني حسن روحاني.
 
في هذا السياق، طالب عدد من مراجع الشيعة والأساتذة وطلبة الحوزة العلمية بمدينة قم، خامنئي بأن يوضّح للشعب الإيراني كيف أن "الحكومة الشيعية وولاية الفقيه المطلقة لا تختلف تماما عن الحكومة الاستبدادية والديكتاتورية"، داعين إلى أن"يتم التغيير في العديد من سياسات النظام"، وفق قولهم.
 
ونشر موقع "سحام نيوز" المقرب من الزعيم الإصلاحي الإيراني مهدي كروبي، رسالة نُسبت لبعض أساتذة ومراجع وطلبة قمْ، موجهة إلى خامنئي؛ حملت انتقادا شرسا لسياساته وسياسات المحافظين بعد حرمان مرشحي التيار الإصلاحي، والمقربين من الزعيم الإيراني هاشمي رفسنجاني من الترشح للانتخابات البرلمانية الإيرانية.

وتقول الرسالة وفقا لموقع "سحام نيوز": "إن عدم كفاءة النظام الإسلامي في إيران سوف يؤثر على الشرعية السياسية لهذا النظام"، مضيفا أنه "وبعد نجاح الثورة الإيرانية، فقد كانت معظم جهود المسؤولين المقربين من المرشد تصب في خانة حذف المجموعات والتيارات غير المرتبطة بمشروعها وأهدافها السياسية، وهي السياسة التي أدت إلى هروب العلماء والمفكرين والنخب من إيران إلى خارج البلاد".
 
وأضافت الرسالة: "تطورت هذه السياسة حتى بلغت اليوم حد حذف وإزالة تيار سياسي كبير وواسع الانتشار وذي قاعدة شعبية كبيرة في إيران". واعتبرت أنه "إذا لم يكن النظام الإسلامي يريد تحقيق مطالب الشعب الإيراني ولم يساهم في رفع معاناته ومشاكله الاقتصادية، فسوف يرفض الشعب هذا النظام، رغم أنه كان يؤيد التوجه الإسلامي بعد نجاح الثورة الإيرانية". والنتيجة بحسب الرسالة أن "النظام الإسلامي سيصبح فاقدا لشرعيته؛ حتى بين مؤيديه".
 
وحملت رسالة الأساتذة والطلبة والمراجع 25 مطلبا دعت المرشد الإيراني إلى تلبيتها حتى تخرج إيران من هذا المأزق السياسي الذي تعاني منه الآن، بعد رفض ترشيحات التيار الإصلاحي الإيراني وإقصائهم من المشاركة في الانتخابات البرلمانية الإيرانية عن طريق مجلس صيانة الدستور الإيراني.
 
في السياق ذاته، ولكن من الجانب الآخر، فقد أرسل الطلبة الثوريون المقربون من المرشد الإيراني رسالة لمجلس صيانة الدستور يتهمون فيها الرئيس الإيراني حسن روحاني بأنه فاقد للتأهيل الفقهي والعلمي، وكذلك للاجتهاد في القضايا الدينية والسياسية، داعين مجلس صيانة الدستور إلى اتخاذ قرارات تقضي بفتح ملفه من جديد لإعادة النظر في اجتهاده الديني.
 
ويقول الطلبة الثوريون في رسالتهم التي نشرها موقع "رجا نيوز" المقرب من الحرس الثوري الإيراني، إن مواقف الرئيس الإيراني الأخيرة كانت خير دليل على أنه لم يكن مؤهلا لرئاسة البلاد. كما أن كبار المراجع لم يزكوه في علوم الفقه والاجتهاد، وأنه لا يملك أي مؤلفات فقهية، وينبغي تبعا لذلك أن تتم مراجعة أهليته من جديد، من قبل مجلس صيانة الدستور.
 
ويرى إعلاميون تواصلت معهم "عربي21" داخل إيران، وفضلوا عدم كشف هوياتهم، أن مطالبة تيار الطلبة الثوريين مجلس صيانة الدستور الإيراني بفتح ملف روحاني، تعد تهديدا واضحا من قبل المحافظين والحرس الثوري الإيراني بعزله، أو تهديده في أقل تقدير كي يكف عن انتقاد سياساتهم.

وقد أثار روحاني المحافظين بمواقفه الأخيرة ضد مجلس صيانة الدستور، إثر رفض الأخير لأكثر من 90% من مرشحي التيار الإصلاحي للانتخابات البرلمانية الإيرانية.
التعليقات (0)