سياسة دولية

باريس تخشى إستهداف مواقعها بالجزائر بعد هجمات الجمعة

توصلت السلطات الجزائرية برسالة من سفارة فرنسا لديها
توصلت السلطات الجزائرية برسالة من سفارة فرنسا لديها
دعت باريس، السلطات الجزائرية إلى "تعزيز التدابير الأمنية بمحيط المواقع الفرنسية بالجزائر"، في أعقاب الهجمات والتفجيرات التي استهدفت باريس الجمعة الماضية.

وأوردت رسالة بعث بها إيمي برنارد، السفير الفرنسي بالجزائر، للسلطات الجزائرية، ترجمتها صحيفة "عربي21"، الأحد، أن "التدابير الأمنية التي اتخذت في فرنسا لحماية الفرنسيين، بعد اعتداءات الجمعة الماضية، تنسحب على الفرنسيين المقيمين بالخارج. فنحن لا نستبعد أن يبحث الذين ارتكبوا جريمة باريس وسان  دوني، عن إلحاق الأذى بمواطنينا أو بمباني رمزية، خارج فرنسا".

وقال برنارد إيمي بالرسالة التي نشرت بالموقع الإلكتروني لسفارة فرنسا بالجزائر إنه وجه طلبا للسلطات الجزائرية قصد دعم الإجراءات الأمنية بمحيط المواقع الفرنسية بالجزائر "خاصة مدارسنا ومعاهدنا"، مطالبا الفرنسيين بتوخي أقصى درجات الحذر والحيطة "دون الاستسلام إلى الذعر".

ويعتبر الفرنسيون بالجزائر أنهم مستهدفون أكثر من غيرهم من المواطنين الأوروبيين، بحكم الماضي الفرنسي بالبلاد، وممارسات فرنسا الاستعمارية بالجزائر طيلة 130 عاما.

ولاحظت "عربي21" تعزيزات أمنية إستثنائية قرب المقرات الرسمية الفرنسية بالجزائر، كمقر السفارة ومقر المعهد الثقافي الفرنسي بالجزائر ومصالح التأشيرات الفرنسية، لكن مصدرا أمنيا رفيع المستوى، فضل عدم ذكر إسمه، أفاد بتصريح لصحيفة "عربي21"، الأحد أن " تأمين الممثليات الدبلوماسية الأجنبية يخضع لنظام أمني خاص ينطلي على سفارة فرنسا".

وتضع السلطات الأمنية الفرنسية "جزائريي فرنسا"، في مقدمة لوائح المطلوبين، لديها، خاصة بعد إستهداف الأخوين "كواشي"، الفرنسيان من أصول جزائرية، مجلة شارلي إيبدو، بباريس يوم 7 كانون الثاني/ يناير من العام الجاري، والتي أسفرت عن مقتل 12 شخصا.

قبل ذلك، قتلت الشرطة الفرنسية الفرنسي من أصول جزائرية، محمد مراح يوم 15 حيزران/ يونيو 2012، بعد هجوم شنه على معبد يهودي بمدينة تولوز، جنوب فرنسا.
 
ويعتبر الجزائريون أن تركيز السلطات الفرنسية تحقيقاتها على الجزائريين المغتربين بفرنسا، عقب اعتداءات إرهابية على التراب الفرنسي، بمثابة "استفزاز". وهذه المرة، خاضت الفضائيات الفرنسية وكبرى الصحف بباريس، مطولا في مشاكل إندماج شباب البلدان المغاربية وعلى رأسهم الجزائريين بفرنسا.

وأدانت الحكومة الجزائرية هجمات الجمعة الماضي بباريس، وأعلنت السلطات الجزائرية "إستعدادها لمساعدة فرنسا بالتحقيقات إزاء إعتداءات باريس، الجمعة".

لكن ممثل الدبلوماسية الفرنسية، حاول هذه المرة تهذيب تحذيره لرعايا بلده بالجزائر، حينما أورد بذات الرسالة، أن موقف الجزائر "ليس غريبا عن بلد صديق، عاش أكثر من أي بلد آخر عنف الإرهاب".

وأدانت حركة "النهضة، المعارضة بالجزائر، هجمات باريس، وقال محمد حديبي، القيادي بالحركة، في تصريح لصحيفة "عربي21"، الأحد "إن الحركة بقدر ما تدين هده العملية الإرهابية وتتقدم بتعازيها الخالصة لعائلات الضحايا، تؤكد أن الإرهاب صار اليوم عابر للقارات والأوطان، لا دين له ولا جنسية له وأن المستهدف من هذه العملية، بعد فرنسا، هم المسلمون".

وتابع حديبي "أن هذه العملية الإرهابية ترفضها الشرائع السماوية والقيم الإنسانية وتمس باستقرار وأمن الدول والشعوب، وأنها جاءت بعد العمليات الإرهابية التي مست كل من إسنطبول وبيروت والتي راح ضحيتها عشرات الأرواح مما يدفع للتحذير من الانعكاسات الخطيرة على المنطقة العربية والإسلامية.
التعليقات (0)