سياسة عربية

إيكونوميست: مصر عادت لعادتها القديمة.. حكم العسكر

السيسي
السيسي
 وصفت مجلة "إيكونوميست" البريطانية الإستفتاء على الدستور المصري الذي ينتهي اليوم بأنه عودة  للعادات القديمة". 

وتقول المجلة "بعد ستة أشهر من الإنقلاب الشعبي الذي أطاح بمحمد مرسي، أول رئيس منتخب بطريقة نزيهة، يتوجه المصريون مرة أخرى لصناديق الإقتراع، وخيارهم هو نعم أم لا". 

وقالت إنه يتوقع تمرير الدستور مما سيعقبه انتخابات رئاسية وبرلمانية، "ربما حسب هذا الدور"، مما يعني أن مصر بحلول الصيف المقبل تكون قد وصلت نهاية  الطريق "لخارطة الطريق" التي وضعها النظام الحالي المدعوم من العسكر، "وقد تحقق الديمقراطية المستقلة التي حلمت بها وألهمتها ثورة 2011"، مضيفة إن هذا "هو السيناريو الوردي الذي رسمه الإعلام المصري أحادي اللون".

لكن الامور ليست بهذه البساطة كما تقول المجلة"ربما دعمت غالبية الحكام الحاليون لمصرر أو بأي حال يشعرون بالتعب بعد ثلاثة أعوام من الإضطرابات ويحنون  للهدوء بأي ثمن". 

وتضيف "مع  أن الإخوان المسلمين سيرفضون بغضب فكرة الإستفتاء، فقد دعا بعض الإسلاميين وبشكل بارز جامع الأزهر وجامعته في القاهرة يقومون بالترويج له، وكذا حزب النور السلفي، مع أن يدعو إلى طبعة أكثر طهورية من الإسلام أكثر مما يدعو إليه الإخوان، ومع ذلك فمصر لا تزال تعيش حالة من الإستقطاب، متوترة وتشعر بالمرارة".

و "بالنسبة للإسلاميين الذين دعموا مرسي فالأسباب واضحة،  فقبل عام، وبعد انتصاراتهم في الإنتخابات البرلمانية والرئاسية، كانوا على ما يبدو يقتربون من إحكام سيطرتهم على أكبر دولة عربية من ناحية التعداد السكاني. والآن وبعد موجة من الإعتقالات والإفعال الوحشية المتكررة التي قامت بها الشرطة أدت لمقتل المئات دفع الإخوان المسلمين للعمل السري- تحت الأرض".

وتضيف إلى أن قادة الحركة البارزين وقريبا من 1000  رجل من ما مجموعه 500 ألف هم أعضاء الحركة في السجن الآن. ويواجه العشرات من قادة الجماعة بمن فيهم مرسي محاكمات وأحكام سجن طويلة واتهامات تتراوح بين القتل للتجسس. وهناك أكثر من 700 شخص جمدت ارصدتهم المالية مما أثر على عائلاتهم، فيما وضعت الدولة يدها على أكثر من 1000 جمعية ومدرسة تابعة للإخوان".

وتقول الصحيفة إن  "عودة الجهاز الأمني بهذه الطريق الإنتقامية وهو الذي سيطر على مصر خلال 60 عاما يترك ظلاله المخيفة على البلاد. وكما كان عليه الوضع فالشرطة، النيابة، المحاكم والإعلام المملوك من الدولة أو المتأثر بها يعملون يدا بيد لإسكات ومنع وتشويه نقاد النظام، وكان هناك هدف واضح هو الناشطون غير – الإسلاميين الذين كانوا مسؤولين عن اشعال شرارة الإنتفاضة قبل ثلاثة أعوام".

 وتقول المجلة "لم يسجن فقط عدد من الثوريين أو حوكموا بناء على اتهامات واهية،  لكن الإعلام تعامل وباستثناءات قليلة من أبطال العام الماضي كأعداء الدولة. وقامت قناة "وطنية" خاصة بعرض مكالمات تم التنصت عليها لناشط معروف، مع أن المحادثات لم تكشف أمرا شريرا، لكن حقيقة حصول القناة على الأشرطة من الأجهزة الأمنية يثير مخاوف واسعة من عمليات تنصت تقوم بها الحكومة".

وهذه هي النقطة بالتحديد التي يتحدث عنها باسم يوسف، الكوميدي الشهير الذي سخر من محمد مرسي ولكن النظام الحالي لم يتسامح معه. فقد كتب أن الناس قد يضحكون على محاولة تشويه المعارضين بنفس الطريقة التي سيضحكون على الملاحقة الحماسية لرموز  الإخوان المسلمين، رموز في كتب مدرسية أو في إعلانات تظهر أصابع دمية (شعار رابعة)، لكن الغرابة  في عملية التصيد هذه أنها تسهم في توليد الخوف والرعب من سلطة الدولة".

وتقول "لا تكرر  نفس الخطأ" فكما حاول مرسي أولا باستخدام شعبيته وضرب بعرض الحائط بنقد العلمانيين،  هناك مخاطر من أن يخسر النظام المصري الحالي الكثير من شعبيته من خلال  المبالغة بالسطوة".

 وتزعم المجلة إن الإخوان يقدمون مبررات للعصبة داخل الحكومة التي تدعو  لسحقهم وهو ما يثير فزع الليبيراليين وبعضهم في داخل الحكومة ممن يدعو للتصالح.
 
وترى المجلة إن الأخوان يرفضون الإعتراف بسقوطهم من قمة السلطة ويواصلون تنظيم تظاهرات يومية، ومع  ان معظمها سلمي إلا أن تعويق الحياة اليومية يؤدي لتوليد حنق اكثر من تعاطف  مع الحركة".

 وتشير إلى حالات العنف التي استهدفت منشآت تابعة للأمن مثل التفجير في المنصورة في 24 كانون الأول/ ديسمبر  الماضي وقتل فيه 16 شخصا مع أن الإخوان شجبوه،  "وقامت الحكومة المصرية بتصنيف الحركة كجماعة إرهابية على الرغم من غياب الأدلة الواضح أو تحمل جهة معينة مسؤوليتها".

 وتنهي بالقول إن قرع طبول العنف والذي ترافق مع الثناء والتملق  للقوات المسلحة، يدعو الكثيرين للحنين إلى رمز يتمتع بسلطة على خلاف الرؤساء السابقين. وتشير إلى أن الجنرال عبد الفتاح السيسي الذي قاد الإنقلاب وظل يتردد في الإعلان  عن نيته بالترشح للإنتخابات الرئاسية. " ولكن هذا هو الواقع المصري المشتت وهو أن الجنرال الذي يتحدث بهدوء قد يفكر بأن الوقت قد حان للقيادة من الأمام بدلا من المقعد الخلفي".
التعليقات (0)