أخبار ثقافية

صدر حديثا: "تمثلات المجتمع المصري: في الذات والجسد والهُوية"

صدر عن دار هنَّ للنشر والتوزيع في القاهرة
صدر عن دار هنَّ للنشر والتوزيع في القاهرة
صدر عن دار هنَّ للنشر والتوزيع (القاهرة) كتاب جديد للكاتب والباحث المصري أحمد عبد الحليم، يتناول فيه المُجتمع المصري وتمثيله في الذات والجسد والهُويّة.

في هذا الكتاب، يحاول عبد الحليم فهم ما أنتجته الحياة العصرية المُعولمة بما امتلكتْ من أدوات جديدة، ومن فضاءات وممارسات وهُويات جديدة، ولا سيما في السنوات الأخيرة، منذ عام 2011 حتى وقتنا الحالي، أي بعد التطوّرات الثورية التي شاهدتها فضاءات عدّة، شارعيّة وسياسية واجتماعية وثقافية ونفسية وعمرانيّة وتقنيّة، والتي أحدثت الكثير من التمظهرات والتغيّرات على المستوى الممارسات سواء الفردي أو الجمَاعي أو المؤسسي، جوهريا في أعماق النفس، أو خارجيا على تشكّلات الجسد واللسان.

يتكون الكتاب من أربعة فصول وجزئية أخيرة، سمّاها "بدلا من الخاتمة". حيث في الفصل الأول: يعطي عبد الحليم تمهيدا لفهم المشاعر الإنسانية تجاه الأشياء، لا سيما شعوري السعادة والخوف. ومن ثمَّ ينتقل الكتاب إلى قراءة وتفكيك الممارسات المُجتمعيّة في مصر. ما وراء تمثلات الصورة خاصة صورة السيلفي ومقطع الفيديو بأشكاله ومضامينه المُتعددة. كذلك ما وراء الحيوات المرئية التي تحوي الجسد واللسان وتَمثلاتهما في الرقص والغناء والطبخ والاسكتشات الكوميدية والدراميّة، لنفهم ماهية هذه الموجة الثورية المبثوثة، ذاتيا وجسديّا على المرئيات.

وفي الفصل الثاني: يحاول الكتاب الانتقال إلى قراءة تمثلات اُخرى، لها سياقات تاريخية تشمل بنّيات نفسية واجتماعية وسياسية، مُحاطة ومُحكَمَة بمنظومة نيوليبرالية، تخص صناعة النوستالجيا التائهة تجاه الأزمنة. أيضا نقاش ما وراء سماع المهرجان، الذي أصبح وجبةً غذائية، تُحفظ في ثلاجة البرجوازيّة والنخبة بكافة مجالاتها، كذلك ما وراء صورة الراقصة التي بدونها يفسد طعم الوجبة، فَكيف وصل كل منهُما، أي المهرجان والرقص إلى نسختهما الحالية.

وفي الفصل الثالث: يبحث عبد الحليم في تمثلات الاستهلاك. أولا في الفن، إذ كيف طوّعته النيوليبرالية لخدمتها. كما الانتماء وتمثلاته في الألعاب الرياضية تحديدا كرة القدم. والعلاقات الأسرية، كيف كانت وكيف أصبحت، وفيما يخص أيضا المعنى وتمثيله، في الثقافة والضحك، كيف أصبح المعنى سائلا، مُتغيرا عمّا كان في نُسخه السابقة.

وفي الفصل الرابع: يحاول قراءة الجسد وتَمثيله في ما يخص السُلطة، وممارساتها التي تخضع إلى تصوّرات نفسية واجتماعية وسياسية. كما تمثيل الجسد في البطولة، التي تجعل منه بطلا في فضاءات متداخلة ومتباينة. وأيضا هذا الجسد وتمثيله في النبذ، أي جسدا مُستباحا ومسُتبعدا من الفضاءات المختلفة. وأخيرا تمثيل الجسد في الموت، في كيفية النظر إليه كمادة انتهى وجودها.

ومن ثم بدلا من الخاتمة، تتناقش مع القارئ في الإجابة عن سؤال، كيفية التعايش مع الحاضر والمُستقبل بأدواته العصرانيّة، في محاولةٍ نحو السعي لإيجاد السردية والممارسة الخاصة، التي تُعبر عن ذواتٍ وأجساد فعّالة مع النفس والاجتماع والسلطة، لا ذواتٍ وأجساد كرتونيّة تابعة.
التعليقات (1)
نسيت إسمي
الأربعاء، 25-01-2023 01:23 م
'' الحياة و المجتمع '' 1 ـ (أهمية الخصوصية في الحياة الإنسانية.. مفهوم قد يختفي في المجتمع الحديث) تعتبر الخصوصية حق لكل فرد، فكل إنسان له الأحقية في حصوله على الخصوصية، بمعناه الحرفي: "التصرف بتلقائية أو انعزال عن نظر الآخرين" أما من الناحية الاجتماعية، فهي تعني حق الفرد في التحكم بالكشف عن الجوانب الشخصية وأحيانًا الأسرية، أو التحكم في الوقت المناسب أو لأي مدى للكشف عن تلك الجوانب. فيحق لكل فرد الموافقة أو الرفض لمشاركة تلك المعلومات أو البيانات الشخصية أو الظروف الحياتية. ويرتبط مفهوم الخصوصية بحقوق الإنسان، فالخصوصية تحقق للإنسان الاستقلالية والكرامة، وهي تعتمد على الأخلاق والقيم الفردية وإن دل تواجدها وتطورها دل على تطور ونمو المجتمع؛ لأنها تعد أقرب ما يعبر عن أفكار الفرد والمجتمع وعن تطور تلك الأفكار. والخصوصية تختلف من مجتمع لآخر، بالإضافة لذلك فهي تختلف من فرد لآخر، إعتمادًا على التفضيلات الشخصية أو معتقدات الشخص حول نفسه، وقد ترتبط بالمرحلة العمرية، والظروف الشخصية. فنجد في بعض الأحيان شخص يشعر بالخجل بجانب من حياته، ويخشى رأي الآخرين حول هذا الجانب، فقد يرفع من مستوى خصوصيته. فالأحوال الإنسانية لها دور كبير في اختلاف مفهوم الخصوصية بالنسبة للأشخاص. من ناحية أخرى، فمفهوم الخصوصية داخل المجتمعات يعد من أكثر المفاهيم والحقوق اختلافًا عبر الحدود الزمانية والمكانية. وتتحول هذه المفاهيم عبر الزمن، باختلاف العادات والقيم والتقاليد والتعليم والانفتاح، وخاصة مع عملية العولمة، فقد أدت لتحولات اجتماعية عديدة ومن أبرزها مفهوم الخصوصية. نظرًا لإتاحة العديد من التطبيقات التقنية "كوسائل التواصل الاجتماعي" التي أصبحت متوفرة لمعظم الأشخاص تقريبًا في كل مكان بالعالم. وبما أن الإنسان هو كائن اجتماعي يؤثر ويتأثر بالبيئة الاجتماعية، فنلاحظ مع ازدياد نشر البيانات والمعلومات الشخصية، بات مفهوم "الخصوصية" بالتغيير والتطور أو حتى بالتلاشي، داخل مختلف المجتمعات. خصوصًا عند إستخدام الإنترنت بكثرة، فالخصوصية هنا تعتبر من الناحية الاجتماعية "حاجة ملحة" من أجل التحقيق بين الاختلافات الفردية والثقافية لكل مجتمع بشري. في حين أن تنظيم الخصوصية، يعد حركة مرتبطة بكل ثقافة وكل مجتمع باختلاف التحكم بتنظيم تلك الحركة، إقترانًا بالجوانب النفسية والسلوكية. مثال على ذلك، يتم النظر الآن للمنظمات والشركات ومواقع التسوق الإلكتروني التي تمتلك مستخدمين متعددين من ثقافات ومجتمعات متنوعة، بأخذ الاعتبار باختلاف الثقافات بين الشعوب مما يحقق الخصوصية. وقنوات التواصل ساهمت في انتهاك الخصوصية، ونرى ذلك من خلال نشر الأشخاص للأخبار والأحداث والأنشطة الخاصة بحياتهم الشخصية. فالإنسان بطبيعته يتأثر بما يشاهده ويعتاد عليه، ويؤدي هذا الاعتياد لربط الأحداث اليومية مع وسائل التواصل الاجتماعي، إلى اعتقاد البعض أن تلك العادة تعد أمر ثابت غير قابل للتغيير في حياة الإنسان، وأن مفهوم الخصوصية تحول لنمط قديم. 2 ـ (سينما الشعب) فيلم الكوميديا "حسن بيه الغلبان" 1982 ليخرج إلى النور أسطورة بوليسية كوميدية من أهم الأعمال في ثمانينيات القرن الماضي، فيلم سينمائي ضم تحت كنفه سمير غانم وسعيد صالح و يونس شلبي توفيق الدقن وإسعاد يونس، دارت أحداث فيلم "حسن بيه الغلبان" في إطار كوميدي بوليسي حول مجموعة من المصريين البسطاء يشكلون فئة كبيرة من المجتمع المصري، أبرزهم حسن "سمير غانم" وصديقه رشاد "سعيد صالح" الذي يعمل لدى رجل الأعمال والتاجر الكبير سالم "صلاح نظمي"، يعمل حسن كموظف بسيط في تنظيم الأسرة في وقت كانت تجهل فيه الكثيرعن هذا الشيء، فكانت تتوالى الضربات فوق رأسه وكان عمله هذا لا يجدي بالنفع، فقام رشاد بالتوسط لصديقه لإيجاد فرصة عمل لدى التاجر سالم، ولكن سرعان ما انقلبت الموازين حيث تم اغتيال سالم من قبل إحدى عصابات السوق السوداء لوقوع مستندات تدينهم بين يديه، فانتقلت هذه المستندات لتصبح بين أيدي حسن ورشاد ونجحا في تسليمها للشرطة، ورافقت رحلة هروب حسن ورشاد بهذه المستندات الهامة لتسليمها للشرطة، السيارة الحربية الأشهر في العالم التي انتجتها بالطبع الشركة الأمريكية التي كانت بداياتها في صناعة السيارات الحربية ثم تحولت بعد ذلك لأسطورة صناعات السيارات المدنية ذات قوة الدفع الرباعية جيب، هذه الشركة التي تأسست بأمر من الجيش الأمريكي في العام 1940 لتتحول فيما بعد لخط إنتاج مستقل بذاته للسيارات ذات قوة الدفع الرباعية تحت إسم جيب لتصبح الأسطورة الأشهر، واختلفت الأقاويل حول تسمية الشركة الأمريكية بهذا الاسم ولكن الأمر الأرجح أنها سميت بذلك كترجمة حربية والتي تعني السيارة ذات الأغراض المتعددة .. الفيلم الثاني : "الفلوس والوحوش" 1988 يطلب رجل الأعمال المشبوه من أحد موظفيه تسليم كيس مغلق إلى أحد العملاء. يتأخر العميل ويعود آدم الموظف إلى منزله وهو لا يعلم أنه يحمل بين يديه مليون جنيه مع "فن الحوار في السينما" راحت فين إنسانيتك ؟ سبتهم لبتاع الروبابيكيا مع محمد صبحي ، مديحة فؤاد أبو بكر عزت ، أحمد راتب ، إخراج: أحمد السبعاوي . 3 ـ (نجيب محفوظ) لا تنتظر مني كرماً حين تكون بخيلاً و لا لطفاً حين تكون وقحاً و لا صدقاً حين تكون منافقاً بإختصار، لا تطلب مني ما لم أجده فيك ! . 4 ـ (منابع الذات تكوّن الهوية الحديثة) ”ترجمة حيدر حاج إسماعيل” يسعى الفيلسوف الكندي المسيحي المرموق تشارلز تايلور 1936 في دراسته الضخمة إلى رصد وتأريخ مسارات الهوية الغربية الحديثة، “لفهم التحولات الخطرة في ثقافتنا ومجتمعنا في القرون الثلاثة أو الأربعة الأخيرة ووضعها في مركز الضوء” كما يقول في المقدمة. وفي ما يلي شذرات متفرقة من أفكار الكتاب، باختزال مخل، مع افتقارها للتسلسل والتركيب ويناقش الكتاب ثلاثة مسائل أساسية: الأولى ما يسميه تايلور الجوهر الداخلي الحديث، وهو الشعور بأننا “ذوات” وكائنات لها أعماق داخلية. والثانية التأكيد على “الحياة العادية”. والثالثة الفكرة التعبيرية عن الطبيعة بوصفها مصدراً أخلاقياً. يشرع المؤلف أولاً بالحديث عن الصور والخلفيات والتأسيسات المضمرة التي تقبع خلف الميول الأخلاقية المعاصرة، وهي ميول لا تظهر إلا نادراً، سواء عند المتدينين أو العلمانيين، “باستثناء نزاعات جدلية جداً مثل الجدل حول الإجهاض”، ويشير إلى الطمس أو التجاوز المتعمد للأنطولوجيا الأخلاقية أو الأسس الوجودية الجوهرية للنزعات والعقائد الأخلاقية في المجتمعات الحديثة، وهو يعيد ذلك جزئياً إلى الطبيعة التعددية للمجتمع الحديث التي سهّلت العيش بتلك الطريقة، وأيضاً بسبب الوزن العظيم للأبستمولوجيا أو نظرية وفلسفة المعرفة الحديثة، التي ترى أن هذه التأسيسات الوجودية للأخلاق مجرد خرافة. وهذا ما يجعل القيام بمهمة الكشف عن أسس تشكلات الهوية الحديثة وانعكاساتها على البنى النظرية للأخلاقيات الحديثة أمراً مشروعاً، وأحد أهداف الكتاب الأساسية. ويتحدث المؤلف أيضاً عن الفهم الحديث للاحترام الموجه للبشر والذي ينطلق من ربط احترام الحياة والكرامة البشرية بفكرة الاستقلال الذاتي، واحترام استقلالية الشخص الأخلاقية، ومع تطور فكرة الفروق الفردية في الحقبة المابعد رومانتيكية توسع ذلك الاحترام إلى طلب توفير الحرية للناس في تطوير شخصياتهم بطرقهم الخاصة مهما بدت بغيضة لنا ولحسنا الأخلاقي. كما يشير أيضاً لسمة أساسية في هذا السياق، وهي عن الأهمية الخاصة التي تضعها الثقافة الأخلاقية الحديثة على تجنب الآلام، يقول تايلور:”من المؤكد أننا حساسون في هذا المجال أكثر من أجدادنا لقرون قليلة خلت”، كما نلاحظها في العقوبات القاسية في الحقب الماضية، وهذا لا يعني أنه لا تحدث الآن حوادث شنيعة شبيهة بما مضى، وإنما المقصود أنها تعتبر الآن ظواهر شذوذ مروعة ومثيرة للاشمئزاز، وحتى عمليات الإعدام لم تعد تنفذ في العلن، وإنما في السجون، وفي الخفاء. وتزايدت هذه الحساسية الحديثة مع تراجع الاعتقاد بدور الكائنات البشرية في نظام كوني كبير أو تاريخ ديني مقدس. ثم انتقل المؤلف إلى تحليل أسباب القمع العميق الذي تعرض له فهم الخير والفضيلة كمنبع أخلاقي في الوعي الأخلاقي الحديث، ويرى أن ذلك يمكن فهمه في إطار التأكيد على ما يسميه “الحياة العادية” ءوهي مسألة سيخصص لها فصلاً كاملاً لاحقاً وذلك في بدايات الأزمنة الحديثة، وما رافق ذلك من إنكار الأشكال العليا من النشاطات لصالح الوجود اليومي للزواج والحرفة، وسنعود لتحليل ذلك. وفي خاتمة الفصول الممهدة يخلص المؤلف إلى أن أربع مفردات تحليلية يمكن من خلالها تقريب الرصد التحليلي للهوية الحديثة، وهي (?1?) التصورات عن الخير والفضيلة، و(?2?) الفهم الشخصي للذات، و(?3?) القصص أو السرديات التي تضفي المعنى على الحياة، و(?4?) المفاهيم عن المجتمع، أي المفاهيم التي تتعلق بما تعنيه الكينونة فاعلاً إنسانياً بين فاعلين من البشر.