التقارب الصيني الجزائري

تعرف على أبرز ما يميّز العلاقة الاستراتيجية والشاملة التي تجمع بين الصين والجزائر.
تشهد العلاقات بين البلدين تقاربا في المواقف السياسية، عقيدة اقتصادية مشتركة وعلاقات مبنية على التعاون الاستراتيجي والشامل، فماذا تعرف عن العلاقة بين الصين والجزائر؟ ولماذا انزعج الغرب منها؟

الامتداد التاريخي

سبقت الصين العالم في الاعتراف بجبهة التحرير الجزائرية وبالحكومة المؤقتة التي أعلنتها الجبهة عام 1958؛ لإدراكها أهمية أفريقيا في السياسة العالمية، ما جعلها أوّل دولة غير عربية تعترف وتقيم علاقات مع الجزائر، المستعمرة آنذاك من الاحتلال الفرنسي.

وقد دعمت الصين مطالب الثورة الجزائرية، وزوّدت الجبهة بالسلاح من أجل نيل الاستقلال، كما أرسلت بعثات طبية، وقدّمت قروضا للحكومة الجديدة، مستفيدة من حالة الاحتقان والغضب الشعبي من الاستعمار.

صداقة بأبعاد اقتصادية

وحده التعاون الاقتصادي والتجاري جعل الصين والجزائر تؤسسان لشراكة استراتيجية وشاملة، فكان موعد اللقاء الاقتصادي الأبرز عام 2002، حين سهّلت الجزائر دخول شركات بكين لأسواقها، فكان التعاون الأوّل بين شركة سينوبك الصينية وشركة سوناتراك الجزائرية الحكومية في مشروع لتطوير حقل نفط زارزيتين.

ومنذ ذلك التاريخ، أخذت العلاقات الصينية الجزائرية منعطفا كبيرا، فأصبحت بكين أكبر مستثمر أجنبي وأهم مصدّر للسلع في الجزائر في العام 2017، بحسب تقرير للمركز الجزائري للإعلام والإحصاء.

وبذلك، تجاوزت الصين فرنسا، التي كانت إلى حدود عام 2012 القوة المهيمنة على الاقتصاد الجزائري، قبل أن تنتزع الصين أكبر الاستثمارات في مجالات البنية التحتية والمنشآت الضخمة، التي من أهمها تشييد المسجد الأعظم والطريق السريع بين الشرق والغرب وميناء الحمدانية وشرشال، الذي يعد الأكبر متوسطيا والخامس عالميا.

ويراود الصين منذ صعود شي جين بينغ إلى الرئاسة حلم اقتصادي كبير، وهو مبادرة الحزام والطريق، وانضمام الجزائر يعني الكثير لبكين، التي تعتبرها بوابة العبور الشمالية لأفريقيا.

،وارتفع التبادل التجاري بين الصين والقارة الأفريقية، وزادت استثماراتها فيها بنسبة 130 بالمئة
بين عامي 2011 و2016.

انزعاج غربي

ونتيجة للتقارب الصيني الجزائري، أبدت فرنسا -بحسب تقرير لمجلس الشيوخ صدر في آذار عام 2018- انزعاجها من التقارب بين الدولتين، واعتراضها على منح الجزائر امتيازات للصين، مقابل عدم احترامها للاتفاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، وفق تعبير مفوضة التجارة الأوروبية.

ويذكر أنّ الجزائر قبل عامين قرّرت حظر استيراد أكثر من 800 منتج أوروبي، وفرض نظام رخص الاستيراد عام 2016.

والقلق من العلاقة بين الجزائر وبكين، عبّر عنه أيضا وزير الدفاع الأمريكي السابق مارك إسبر، بخطاب وُصف بشديد اللّهجة، قال فيه إنّ "الصين وروسيا تواصلان تخويف وإكراه جيرانهما مع توسيع نفوذهما الاستبدادي في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك القارة الأفريقية".

في المقابل، اكتفت الجزائر بالرّد على لسان المتحدث باسم الرئاسة، بأنّه "لا يهمها من لا تعجبه علاقتها بالصين".

برأيك، هل تكون الصين بوابة الجزائر للدخول إلى عالم الكبار؟


التعليقات (0)