صحافة إسرائيلية

قراءة إسرائيلية بعد عام على انسحاب أمريكا من أفغانستان

طالبان منذ عام كامل تجنبت إلحاق أي أذى بالأمريكيين وقوات حلف الناتو- جيتي
طالبان منذ عام كامل تجنبت إلحاق أي أذى بالأمريكيين وقوات حلف الناتو- جيتي

مع مرور عام على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، تابعت الأوساط الإسرائيلية تبعات هذا الانسحاب على دولة الاحتلال والولايات المتحدة في المنطقة، مع وجود استنتاجات مبكرة ذكرت أن هذا الانسحاب سيقوّي التنظيمات الجهادية، وأن مكانة الولايات المتحدة كزعيم للعالم ستتضرر، لكن مرور عام على الحدث الكبير أكد أن هذه المخاوف لم تكن دقيقة، وفق القراءة الإسرائيلية.

 

يورام شوارتسر وإلداد شافيت الباحثان في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، ذكرا أنه "من وجهة النظر الإسرائيلية فإن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان لم تكن نقطة تحول مهمة، لأن التنظيمات الجهادية لا تركز أنشطتها هناك، رغم أن معناه المعنوي والأيديولوجي كبير بالنسبة لهم، لأن هذا الانسحاب مثّل لهم حقيقة أن الولايات المتحدة كسرت دعم حلفائها، الأمر الذي قد يتكرر في مناطق جغرافية أخرى، وهو ما يسترعي الانتباه الإسرائيلي".


وأضافا في دراسة مشتركة ترجمتها "عربي21" أنه "في الوقت ذاته، فإن الانسحاب الأمريكي بالنسبة لإيران، العدو الرئيسي لإسرائيل، يجعلها تولي اهتمامًا متزايدًا للصراع على حدودها مع أفغانستان، رغم أن هذا الانسحاب لم يضر بنشاطاتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مع أن هذا الانسحاب تم تفسيره بأنه يلحق أضرارا بصورة القوة والالتزام الأمريكي تجاه حلفائها، لكنه في الواقع لم يغير مواقف الجهات الفاعلة في المنطقة تجاه الولايات المتحدة".


وأكدا أن "الفاعلين الأساسيين في المنطقة مهتمون بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وعلى رأسهم إسرائيل، ويحتاجون إليها، وهو ما كشفت عنه زيارة الرئيس بايدن الأخيرة، ويفهمون في الوقت نفسه أن سياستها تجاه المنطقة أكثر حذراً من ذي قبل، وبالتأكيد في ما يتعلق باستخدام الموارد العسكرية، وبالتالي فقد اجتمعت هذه الدوافع مع الاعتبارات العالمية بجانب الضغط العسكري من طالبان، وكلها أدت للقرار الأمريكي بمغادرة أفغانستان".


وأشارا إلى أنه "في الذكرى السنوية الأولى للانسحاب الأمريكي من أفغانستان، ورغم المشاهد الصعبة التي رافقت الأيام الأولى بعد سيطرة طالبان على العاصمة كابول، والاحتفالات بانتصارها، فإن القراءة الإسرائيلية لمرور عام على هذا الحدث تؤكد أن خطر موجة التنظيمات الجهادية العالمية لا يبدو في هذه المرحلة تهديدًا ملموسًا ومباشرًا، كما أن اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في كابول ساهم في مزيد من إضعافه، وحاجته للدفاع عن نفسه". 

 

اقرأ أيضا: طالبان: واشنطن تعرقل الاعتراف بنا.. وتعادي "حكومة إسلامية"


اللافت أن القراءة الإسرائيلية لهذا الحدث بعد مرور عام عليه أنه شكّل الخطوة الصحيحة التي لم تضر بالموقف القوي للولايات المتحدة، بل حرّرتها من إنفاق المزيد من مواردها للتعامل مع التحديات الرئيسية التي تطرحها عليها الصين وروسيا، لاسيما أن طالبان، كما نشاهد منذ عام كامل، تتجنب إلحاق أي أذى بالأمريكيين وقوات حلف الناتو، رغم أن الصور الأولية للانسحاب، ومشاهد الهروب، كشفت عن فشل المخابرات الأمريكية في تقييم بقاء الحكومة الأفغانية المدعومة.


في الوقت ذاته، فإن هذه المشاهد التي أضرت بصورة القوة الأمريكية، لا تغفل، وفق القراءة الإسرائيلية، فحص معاني الانسحاب ونتائجه من عدة جوانب لعل أهمها مكافحة التنظيمات الجهادية، الذي اتخذ مرتبة منخفضة نسبيًا في ترتيب الأولويات الأمريكية، وهو ما اشتركت فيه الإدارات الأمريكية الثلاثة الأخيرة، رغم أنها تبقى حجر الزاوية في السياسة الأمريكية، لكنها بدت في مكانة أقل بروزًا على جدول الأعمال بسبب انخفاض نطاق الهجمات الدولية، والحاجة للتعامل مع التحديات التي تهدد أمن الولايات المتحدة أكثر. 

 

التعليقات (1)
النصر قادم
السبت، 03-09-2022 05:55 م
قدرت وزارة الدفاع الأمريكية الـ (Pentagon) فى شهر يونيو / حزيران عام 2021 م أن أفغانستان لن تمثل تهديدا للولايات المتحدة قبل عامين على الأقل من الانسحاب العسكرى الأمريكى من البلاد ، و الذى اكتمل نهاية شهر أغسطس / آب عام 2021 م ! لكن ما لم يضعه المحللون الاستخباريون بوزارة الدفاع الأمريكية فى الحسبان هو سرعة سقوط النظام العميل فى كابل ، و حتى قبل اكتمال الانسحاب الأمريكى ، و عودة طالبان لحكم البلاد من جديد ، الأمر الذى ضرب بالتقديرات الأمريكية عرض الحائط ، و جعل من صعود تهديد القاعدة فى أفغانستان أسرع وتيرة ! أما القراءة الصهيونية للأحداث فترتكز على أن الولايات المتحدة لم تتعرض خلال عام مضى على انسحابها لهجمات تستهدف جبهتها الداخلية انطلاقا من أفغانستان على غرار هجمات 11 سبتمبر / أيلول عام 2001 م ، و تغض الطرف على أن الظرف العالمى اليوم صار أفضل حالا للقاعدة عما كان عليه الحال قبل عام ، فبعد الانسحاب الأمريكى من أفغانستان تراجع الضغط الأمنى ، و النشاط الاستخبارى المعادى الذى يستهدف قيادات المجاهدين ، بشكل أتاح لهم حرية التنقل ، و تلقى الأموال ، و التواصل الإعلامى مع الجماهير ، و اكتساب المزيد من المتعاطفين ! كما فتح ذلك الانسحاب المجال أمام الولايات المتحدة للتورط فى حرب استنزاف جديدة ؛ لكن ضد الروس فى أوكرانيا هذه المرة ، صاحبها عقوبات اقتصادية متبادلة بين روسيا و الغرب فاقمت من تردى الأوضاع الاقتصادية العالمية ، و الصعود السريع لمعدلات التضخم فى الاقتصاد الأمريكى - الأكبر فى العالم - و دخول الاقتصاد العالمى إلى مرحلة من الركود ! و بلا شك فإن تردى الأوضاع الاقتصادية فى دول العالم العربى - و بخاصة دول الطوق المتاخمة لحدود الكيان الصهيونى ( مصر و الأردن و سوريا و لبنان ) - سيضعف من قدرات الأنظمة الحاكمة فى تلك البلدان على البقاء ، و سيؤدى سقوط تلك الأنظمة إلى انهيار التنسيق الأمنى مع الكيان ، و تقدم القاعدة نحو حدود الكيان الصهيونى ! و الله غالب ! إقرأوا تعليقى على خبر نشره موقع عربى 21 بعنوان : ( وزير الدفاع الأمريكي يتنبأ بتهديد مصدره أفغانستان خلال عامين ) .