رياضة عربية

أطفال مقدسيون يطمحون للعالمية بكرة السلة على الكراسي (شاهد)

في 2021 شارك فريق اليافعين في مسابقة منتخب فلسطين لكرة السلة - جيتي
في 2021 شارك فريق اليافعين في مسابقة منتخب فلسطين لكرة السلة - جيتي

كانت الفكرة جديدة وغريبة، عندما سمعت زينة دنون (14 عاما) عن تشكيل فريق كرة سلة من ذوي الاحتياجات الخاصة بالقدس الشرقية، لكنها قررت خوض المغامرة.

بعد عامين قضتهما في خوض التجربة الجديدة التي أتاحها مشروع "العب وتعلم" المنظم من جمعية برج اللقلق المجتمعي، فإنها تطمح الآن في أن تصبح لاعبة دولية.

دنون التي جاءت إلى الحياة مع ظرف صحي جعلها تتنقل على كرسي متحرك، قالت إن مرضها ليس عائقا أمامها، حيث تطمح الطالبة في الصف التاسع لأن تصبح طبيبة أطفال بجانب شغفها الرياضي.

تعب ممتع

في قاعة رياضية مغلقة في بلدة أم طوبا بالقدس الشرقية، كانت دنون تتنقل بحماس وسرعة بين مجموعة صغيرة من أقرانها الأطفال، في محاولة لهز الشباك بهدف.

نجحت مرات وأخفقت تارات أخرى، لكن السعادة كانت بادية على معالم وجهها، بينما يحرك العزم كل أطرافها، وإن كانت على مقعد متحرك.

قالت دنون: "أنا مرتاحة جدا، صحيح الأمر متعب قليلا، لكنه ممتع جدا، وأطمح بالمستقبل أن أصبح لاعبة كرة سلة عالمية".

 






وأضافت: "الاحتياجات الخاصة مرض عادي تأقلمت معه، ونحن كباقي البشر لنا طموحات نسعى لتحقيقها".

وقالت اللاعبة دنون؛ إن فكرة إنشاء فريق كرة سلة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كانت غريبة وجديدة على سكان القدس الشرقية.

وزادت: "عندما انضممت إلى الفريق، استمتعت كثيرا بالتجربة وصارت جزءا من هويتي، وأشعر بالامتنان الكبير لصاحب الفكرة".

وتابعت: "لم أواجه أي صعوبات مع عائلتي، بل شجعتني أكثر، لكن الأمر لم يكن كذلك في البداية مع بقية الفريق".

وفضلا عن أمنيتها بأن تصبح لاعبة عالمية، قالت دنون: "أطمح أيضا أن أكون طبيبة أطفال".

أول فريق

ذكرت منسقة مشروع "العب وتعلم" بجمعية برج اللقلق المجتمعي آلاء غراب، أن المشروع مدعوم من منظمة اليونسيف لنحو 700 طفل وطفلة من 5 أحياء في القدس الشرقية، هي: جبل المكبر، سلوان، العيساوية، البلدة القديمة، مخيم شعفاط.

وقالت: "ندرب الأطفال على كرة القدم والسلة وندعمهم أكاديميا بتدريس اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات والحاسوب، ونعرّفهم بحقوقهم حتى لا يكونوا عرضة للاستغلال".

وأضافت: "المشروع يشمل دعم وتمكين الأطفال ذوي الإعاقة، وأسّسنا أول فريق من نوعه بالقدس لكرة السلة على الكراسي لليافعين، ويتشكّل من 12 طفلا بينهم 3 إناث في أعمار 12-18 سنة يخضعون لتدريبات دورية منذ 2020".

 






وتابعت غراب: " رغم حداثة فريقنا، إلا أنه يظهر تقدما كبيرا يوما بعد يوم، فهم يتحدون إعاقتهم ويثبتون قدرتهم على وضع بصمتهم في أي مكان يصلون إليه".

وزادت: "جاءت فكرة المشروع من محاولة تمكين الأطفال من مجالاتهم المحبوبة التي قد تشكل مستقبلهم".

وأردفت: "نتوقع لفريقنا الوصول لمراحل متقدمة في المستقبل، وأن يكون من بينهم مدربون".

أثر إيجابي

أشارت آلاء غراب إلى الصعوبات التي واجهتهم في البدايات لتشكيل فريق كرة سلة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في القدس الشرقية.

قالت: "كانت هناك صعوبة كبيرة في إقناع الأهالي؛ لأن فكرة كرة السلة على كراسي كانت جديدة، لأن معظم أنشطة الأطفال ذوي الإعاقة، كانت في العادة ترفيهية ليوم واحد".

وأضافت: "كان هدفنا تأسيس مشروع بعيد المدى بتأثير إيجابي جسديا ونفسيا على الأطفال، حتى نصنع منهم أشخاصا قادرين على خوض حياتهم بكل حيوية رغم تحديات الإعاقة".

ولفتت إلى أن "مخاوف الأهالي بشكل عام كانت حول احتمالية إصابة أطفالهم بأذى جسدي".

وزادت: " مع مرور الوقت، بدأ الإقبال يزداد، وكثير من سكان المنطقة أصبح يسأل عن كرة السلة على الكراسي، ويستفسر عن كيفية الانضمام للمشروع".

أوضحت غراب أن تدريب الفريق في الملعب يتم بمرافقة مسعف طبي و3 اختصاصيين.

وقالت: "نختار مدربين مؤهلين للتعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة، ونتولى مهمة نقل الأطفال من منازلهم إلى موقع التدريب".

وأضافت: "العمل مع الأطفال ذوي الإعاقة تحدٍّ بحد ذاته؛ لأنهم لا يتمكنون من الوصول إلى كل المنشآت بسهولة، مع محدودية الملاعب المناسبة لهم".

وتابعت: "نكون سعداء عندما نشعر بأي أثر إيجابي على هؤلاء الأطفال، حتى يتمكنوا هم أيضا من ترك بصمتهم على المجتمع".

جيل جديد

في 2021 شارك فريق اليافعين في مسابقة منتخب فلسطين لكرة السلة بمقابل فريق أكبر سنا منهم.

قالت آلاء غراب: "حصلنا على المركز الثالث رغم حداثة الفريق، ونأمل في المستقبل أن نشارك في بطولات محلية ودولية".

وأضافت: "كثير من أعضاء الفريق يرغبون في أن يصبحوا مدربين لكرة السلة على الكراسي وهذا يفتح فرص للأجيال القادمة لنشر هذه الرياضة سواء بالقدس أو في العالم".

وتابعت: "نأمل أن يكون هناك نادي خاص للفريق يضم أكبر عدد من الأطفال".

يتلقى البرنامج حاليا السند من منظمة اليونسيف ويعتبر استمرار الدعم هاجسا دائما عند القائمين على المشروع.

وقالت غراب: "تكلفة التدريبات عالية جدا وتتم حاليا بتمويل من منظمة اليونسيف وكن معظم الأنشطة مرتبطة بالدعم ".

وأضافت: "نأمل أن يحقق منتخبنا النجاحات التي يرجوها دون أن يبقى معتمدا على المانحين".

التعليقات (0)