صحافة دولية

تركيا تريد الانضمام لمعاهدة مع النرويج.. وموقع روسي: "مفاجأة"

بدأ اهتمام تركيا المتزايد بالقارات الجليدية في عام 2015- جيتي
بدأ اهتمام تركيا المتزايد بالقارات الجليدية في عام 2015- جيتي

نشر موقع ''نيوز.ري'' الروسي تقريرا يتحدث فيه عن قرار السلطات التركية بشأن الانضمام إلى معاهدة سفالبارد، ما سيمنح لمواطنيها حق شراء العقارات في الأرخبيل والمشاركة في التعدين والصيد والأنشطة العلمية.

 

وكانت تعرف سفالبارد سابقا باسمها الهولندي سبيتسبرغن، وهي أرخبيل نرويجي في المحيط المتجمد الشمالي. وتقع الجزر شمال قارة أوروبا في حوالي منتصف الطريق القاري بين النرويج والقطب الشمالي.


وأشار الموقع، في التقرير الذي ترجمته ''عربي21''، إلى أنه في الوقت الراهن تتمتع أكثر من 50 دولة بحقوق خاصة في سفالبارد بعد توقيع اتفاقية من قبل المملكة العربية السعودية وجمهورية الدومينيكان وحتى كوريا الشمالية مع أفغانستان. مبينًا أنه من الناحية العملية؛ تستخدم النرويج وروسيا فقط أرض سفالبارد، لكن قد يضطران قريبا إلى مشاركة الأرض مع تركيا؛ حيث إن رغبة أنقرة في الانضمام إلى الاتفاقية لم تكن متوقعة.

 

ووقعت معاهدة سفالبارد عام 1920، وأقرت على سيادة النرويج على القطب الشمالي من سفالبارد ولكن بأحكام معينة، ولا ينطبق القانون النرويجي كله عليها، وتنظم المعاهدة تجريد الأرخبيل من السلاح، ومنح الموقعون حقوقا متساوية للمشاركة في الأنشطة التجارية (بشكل رئيسي تعدين الفحم) على الجزر.

 

وكان هناك 14 طرفا من الأطراف المتعاقدة السامية على المعاهدة، ولكن اعتبارا من عام 2018 هناك 46 طرفا فيها.

 

وبدأ اهتمام تركيا المتزايد بالقارات الجليدية في عام 2015، عندما تقدمت أنقرة بطلب للانضمام إلى مجلس القطب الشمالي وأعلنت بعدها عن أول رحلة وطنية تركية إلى القارة القطبية الجنوبية.

وذكر الموقع أنه يوجد حاليا في مكتب رئيس البرلمان التركي مشروع قانون بشأن انضمام جمهورية تركيا إلى معاهدة سبيتسبيرغن. وبحسب ما تداولته وسائل الإعلام النرويجية، فإنه من المحتمل أن ظهور الأتراك على سبيتسبر لم يسبب الكثير من الفرح.

 

وذكرت صحيفة '"هاي نورت نيوز" مؤخرًا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليس لديه برنامج حقيقي لاستكشاف شبه الجزيرة.

 

اقرأ أيضا: عالمان تركيان يقومان بأبحاث علمية بالقطب الجنوبي

وأفاد الموقع بأن خبراء أتراك تحدثوا عن أهمية انضمام أنقرة إلى معاهدة سفالبارد 2018؛ حيث جاء على لسان برباروس بوكساناك العقيد السابق في البحرية التركية، قوله: "إن تركيا يجب أن تكون طرفا في الاتفاقية المتعلقة بأرخبيل سبيتسبرغن في المحيط المتجمد الشمالي وأن تتمتع بحقوق إستراتيجية فيها".

 

وقال خبير تركي آخر إن تركيا يجب أن تهتم بسبيتسبرغن والقطب الشمالي بشكل عام؛ حيث يعتمد الطقس والفيضانات - بحسب قوله - على القطب الشمالي، فما يحدث في المحيط المتجمد الشمالي يؤثر على جميع الأجيال الحالية والمستقبلية، ناهيك عن احتمال الشحن عبر خطوط العرض العالية بسبب تغير المناخ؛ حيث يغطي الطريق البحري بين بوسان وروتردام الآن 11,450 ميلًا بحريًا (21,200 كم)، في حين أن طريق ذوبان الجليد لا يتجاوز الـ7,240 ميلًا بحريًا (13,400 كم).

 

وبحلول نهاية عام 2030، فإن من المتوقع أن يكون معظم المحيط المتجمد الشمالي خاليًا من الجليد في الصيف، وستكون الطرق القطبية أقصر من الطرق التقليدية عبر المحيط الهندي.  

   
ووفقًا للموقع؛ فقد ذكر الخبراء الأتراك موقع سفالبارد الاستراتيجي من حيث الطبيعة واحتوائه على الفحم والحديد والنيكل والألمنيوم، كما أنهم أشاروا إلى فكرة إنشاء محطة أبحاث تركية في الأرخبيل من بين أمور أخرى.

 

ويعتقد "بيوكشناك Buyksanak'' أنه من المهم أن يتمكن الخبراء الأتراك في الأرخبيل من دراسة تغير المناخ، والأضواء الشمالية، والتلوث، ونباتات وحيوانات القطب الشمالي في جامعة ''سبيتسبيرغن spitsbergen'' في "لونغييربين longyearbyen''، عاصمة الأرخبيل.

وأوضح الموقع أنه من الناحية الافتراضية، تهتم تركيا بسبيتسبرغن للأغراض العسكرية، لكن اتفاقية الأرخبيل تنص على أن شبه الجزيرة يجب أن يظل منطقة منزوعة السلاح.

ويلفت الموقع - في النهاية - إلى أنه على الغالب ستخطط تركيا - لبعض الوقت - لبناء محطة أبحاث في القطب الشمالي، لكنها لا تزال مجرد أفكار، كما قال عمر حاجييف، مدير مركز دراسة تركيا الحديثة، مشيرًا إلى أنه من الناحية العملية، فقد يهم البحث في الشمال تركيا فقط في سياق الخطوات التي يتم تنفيذها بالاشتراك مع الناتو.

 

التعليقات (0)