سياسة عربية

تعزيزات للمعارضة إلى تل رفعت.. هل اقتربت العملية التركية؟

تل رفعت تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية وتريد تركيا طردها منها- جيتي
تل رفعت تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية وتريد تركيا طردها منها- جيتي

تستكمل فصائل "الجيش الوطني السوري" المعارض، الاستعدادات العسكرية عند تخوم مدينة تل رفعت، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في مؤشر على اقتراب موعد انطلاق العملية العسكرية التركية في الشمال السوري، بحسب ما أكدته أنقرة مرارا.

وأجرى "المجلس العسكري لمدينة تل رفعت" مناورات وتدريبات في اليومين الماضيين، شاركت فيها أرتال عسكرية "ضخمة" ضمت آليات عسكرية ورشاشات ثقيلة، من المفترض أن تشارك في الهجوم على المدينة.

وتزامنا، استهدفت الأحد طائرة مسيرة تركية نقاطا عسكرية لـ"قسد" وقوات النظام داخل مدينة تل رفعت.

 

وقال عضو مكتب العلاقات العامة في "الفيلق الثالث" التابع لـ"الجيش الوطني"، هشام سكيف، إن القصف التركي والتعزيزات من جانب الفصائل هي "رسالة واضحة وجلية، وهي أشبه برسالة قصف معسكر كفر جنة إبان بدء عملية تحرير مدينة عفرين (غصن الزيتون) في العام 2018".

 

اقرأ أيضا: روسيا تنسحب من تل رفعت وتؤكد رفض العملية التركية بسوريا

وأضاف لـ"عربي21"، أن "معركة بهذا الحجم، وبهذا التعقيد الدولي والإقليمي، لا بد أن نتجهز فيها بكل قوة"، مؤكدا أن "الوقت قد حان لذلك بعد اكتمال معظم التحضيرات السياسية والعسكرية لها".

وتابع سكيف بالتأكيد على اقتراب موعد العملية، وقال: "الإشارة تحتاج بعض الوقت، لكنه ليس بالكثير". 

أما المؤشر الآخر على اقتراب الإعلان عن بدء العملية، عبر عنه تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل يومين، على أن العملية ستجرى في الوقت المناسب، قائلا: "ليس هناك داع للاستعجال بشأن العملية العسكرية المحتملة في شمال شرقي سوريا، وستجري في الوقت المناسب".

ويقول الصحفي التركي عبد الله سليمان أوغلو، إن كل المؤشرات تشير إلى اقتراب موعد العملية، وخاصة أن التصريحات التركية تكاد لا تتوقف.

وفي حديثه لـ"عربي21"، أشار سليمان أوغلو إلى سحب تركيا اعتراضها على توسعة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وتعهد السويد وفنلندا بوقف أنشطة الأحزاب الكردية المصنفة "إرهابية"، لافتا إلى المواقف الإيرانية اللينة من العملية، حيث أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان، في وقت سابق، أن طهران تتفهم المخاوف الأمنية التركية.

 

اقرأ أيضا: إيران: نسعى لحل سياسي يثني تركيا عن عمليتها شمال سوريا

وفي إطار استعراض المواقف الدولية والإقليمية والظروف "المواتية" لتركيا، لفت أوغلو إلى ما يبدو "قبولا ضمنيا روسيا للعملية العسكرية التركية، رغم موقف موسكو المعارض في العلن".

وأشار الكاتب التركي إلى التقارب الأمريكي، وتوجيه الرئيس جو بايدن الشكر لتركيا على موافقتها على توسعة "الناتو".

وبذلك، يرى سليمان أوغلو أن العملية باتت قريبة جدا، وقال: "انتهت التحضيرات العسكرية على الأرض، والمواقف الدولية باتت مواتية، ويمكن القول إن العملية قريبة أكثر من المتوقع".

وإلى جانب تل رفعت، من المتوقع أن تشمل العملية مدينة منبج الخاضعة لسيطرة "قسد"، وفق ما رجح الصحفي عبد العزيز الخطيب، الذي أشار في حديثه لـ"عربي21" إلى الاشتباكات المتقطعة التي تشهدها الجبهات القريبة من المدينة بين فصائل الجيش الوطني و"قسد".

وأضاف: "يبدو أن تركيا عازمة على تنفيذ العملية، ومن الواضح أن سوريا تشهد حاليا رغبة من أكثر من طرف إلى العودة إلى الحل العسكري، بسبب جمود الملف السياسي، وعدم وجود رغبة دولية بالشروع في الحل".

في المقابل، تستبعد قوات "قسد" شن تركيا عملية عسكرية جديدة ضدها، وأدانت التهديد التركي لها في بيانات عدة لها.


يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن مرارا عن نية بلاده البدء استكمال إنشاء المنطقة الآمنة على عمق 30 كيلومترا شمالي سوريا.

التعليقات (0)