سياسة دولية

قصف في دونباس وميكولايف.. ومعارك ليسيتشانسك متواصلة

روسيا قالت إنها قصفت قاعدة أسلحة ومعدات أوكرانية في مصنع للجرارات في خاركيف- جيتي
روسيا قالت إنها قصفت قاعدة أسلحة ومعدات أوكرانية في مصنع للجرارات في خاركيف- جيتي

ذكرت وكالات أنباء روسية نقلا عن وزارة الدفاع، السبت، أن القوات الروسية دمرت خمسة مواقع للقيادة العسكرية الأوكرانية في دونباس وميكولايف باستخدام أسلحة عالية الدقة، وقصفت أيضا ثلاثة مواقع تخزين في منطقة زابوريجيا.

ونقلت الوكالات عن الوزارة أيضا قولها إن القوات الجوية الروسية قصفت قاعدة أسلحة ومعدات أوكرانية في مصنع للجرارات في خاركيف في شمال شرق أوكرانيا.

من جهته، قال رئيس بلدية مدينة ميكولايف الأوكرانية أولكسندر سينكيفيتش في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إن دوي انفجارات قوية سُمع في المدينة في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت.

 

معارك في ليسيتشانسك 

 

وتواصلت المعارك في أوكرانيا الجمعة لا سيما حول مدينة ليسيتشانسك الاستراتيجية في شرق البلاد، وفي الجنوب حيث أدى قصف صاروخي على مبان إلى مقتل 21 شخصا على الأقل بالقرب من أوديسا، بحسب كييف.

ويستمر القتال حول ليسيتشانسك آخر مدينة رئيسية لم يحتلها الروس بعد في منطقة لوغانسك إحدى مقاطعتين في حوض دونباس الصناعي تسعى موسكو للسيطرة عليهما بالكامل. 

وكتبت وزارة الدفاع الروسية في بيان الجمعة، أن "القوات (الروسية) وصلت إلى بوابات ليسيتشانسك والجيش الأوكراني يتكبد خسائر فادحة".

وأكد سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك، أن الروس "يحاولون تطويق جيشنا من الجنوب والغرب" بالقرب من هذه المدينة.


اقرأ أيضا: رويترز: العشرات من أباطرة الأسلحة الروس لم يواجهوا عقوبات غربية

من جهته، اعترف فولوديمير زيلينسكي بأن الوضع ما زال "صعبا جدا" في ليسيتشانسك. 

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الروسية "تؤكد أنها استولت على قرية بريفيليا" الواقعة شمال غربي هذه المدينة. وأضافت أن "القتال العنيف مستمر للاستيلاء على المرتفعات المحيطة بمصفاة النفط على الأرجح".

وهذه القراءة للوضع كررها المعهد الأمريكي لدراسة الحرب (آي إس دبليو) ومقره في واشنطن. وقال المعهد إن "القوات الروسية تحاول على الأرجح عبور الركن الشمالي الشرقي من المصفاة للتقدم باتجاه ليسيتشانسك". 

أما منطقة خيرسون التي يحتلها الروس وحلفاؤهم الانفصاليون، فهي لا تزال، "موضع نزاع عسكري وسياسي وتواصل القوات المسلحة الأوكرانية استهداف المواقع العسكرية الروسية". 

وأكد الجيش الأوكراني أنه ضرب "حشدا لقوات العدو والمعدات العسكرية" بالقرب من بلدة بيلوزيركا وأعلن سقوط "35 قتيلا" بين الجنود الروس وتدمير دروع العدو. 

من جهة أخرى، قال حاكم منطقة أوديسا ماكسيم مارتشنكو على تطبيق تليغرام إن "العدو أطلق ثلاثة صواريخ على قرية سيرغييفكا في إقليم بيلغورود دنيستروفسكي". وأضاف: "دُمّر مبنى واحد وكذلك مجمع سياحي".


21 قتيلا في سيرغييفكا 

 
وأوضح مارتشنكو أن "21 شخصا قتلوا بينهم طفل في الثانية عشرة من العمر، وإن 38 آخرين يعالجون في المستشفى بينهم خمسة أطفال اثنان منهم في حالة خطيرة".

وأكد حاكم أوديسا أنه "لم يكن هناك أي هدف عسكري" في المكان الذي تعرض للقصف.

وكانت قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الأوكراني ذكرت أن طائرات توبوليف من طراز تو-22، وهي قاذفات استراتيجية تعود لحقبة الحرب الباردة ومصمّمة لحمل شحنات نووية، أطلقت من البحر الأسود صواريخ "كيه إتش 22" استهدفت مباني مدنية في مدينة ساحلية صغيرة في أوديسا.

وقال زيلينسكي خلال استقباله رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور: "إنها ضربة روسية متعمدة وليست مجرد أخطاء أو ضربة عرضية".

من جهته، دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة من سماهم "شركاءنا" إلى "إمداد أوكرانيا بمنظومات دفاعية مضادة للصواريخ باسرع وقت ممكن". وأضاف: "ساعدونا في إنقاذ أرواح". ووصف روسيا بأنها "دولة إرهابية".

وفي برلين أدانت الحكومة الألمانية الهجوم. وقال المتحدث باسمها شتيفن هيبشترايت إن "الجانب الروسي الذي يتحدث مرة جديدة عن أضرار جانبية لاإنساني ووقح". و"يظهر لنا هذا الأمر مرة جديدة وبصورة وحشية أن المعتدي الروسي يقبل عمدا موت المدنيين" داعيا "الشعب الروسي إلى مواجهة هذه الحقيقة في النهاية".

لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أكد ردا على سؤال عن الضربات أن "القوات المسلّحة الروسية لا تستهدف منشآت مدنية" في أوكرانيا.

وكان الروس أعلنوا الخميس انسحابهم من جزيرة الثعبان في البحر الأسود ما اعتبره الأوكرانيون انتصارا لهم. وتقع هذه الجزيرة جنوب غربي أوديسا وقبالة مصب نهر الدانوب. 

وتقع بلدة سيرغييفكا الساحلية التي قصفها الروس الجمعة على بعد حوالي ثمانين كيلومترا جنوب غربي أوديسا، في أقرب جزء من الساحل الأوكراني إلى هذه الجزيرة الأساسية للتحكم في حركة المرور البحرية، ولا سيما لتصدير ملايين الأطنان من الحبوب التي تظل عالقة في الصوامع الأوكرانية.

 

عشرات الضباط القتلى


في سياق آخر، ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد خسر 57 ضابط كبيرا خلال نحو أربعة أشهر من تاريخ غزو قواته لأوكرانيا، مشيرة إلى أن آخر القتلى من هؤلاء الضباط هو عقيد يدعى بافل كيسلياكوف.


اقرأ أيضا: موقع: مقتل متطوع بالفيلق الدولي في أوكرانيا يثير مخاوف

وأشارت الصحيفة إلى أن الضابط القتيل كان قد لقي حتفه يوم الخميس الماضي، وأنه يبلغ من العمر 40 عاما، ولكن لا يعرف مكان مقتله بالتحديد.

وبحسب الصحيفة فإن كيسلياكوف كان يشغل منصب قائد وحدة مرموقة من المظليين، وأحد نواب رئيس الأركان في الجيش الروسي ورئيس قسم العمليات في اللواء الحادي عشر المحمول جواً.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، تم تأكيد مقتل الجنرال رومان كوتوزوف، الذي قضى أثناء قيادة هجوم على أحياء أوكرانية في منطقة إقليم دونباس، وفقاً لوسائل إعلام روسية.

ووفقًا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، فقد خسرت روسيا حوالي 35,600 عنصر منذ بدء الغزو، لكن روسيا لم تؤكد هذه الأرقام.

التعليقات (0)