هل ترغب أمريكا وبريطانيا بترشح إمام أوغلو لسباق الرئاسة؟

أثارت اللقاءات الأمريكية والبريطانية مع رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، التساؤلات حول الرغبة الغربية في ترشحه لسباق الرئاسة بالانتخابات المزمعة في حزيران/ يونيو 2023.

 

وتعرض إمام أوغلو لانتقادات حادة بسبب لقائه السفير البريطاني دومينيك شيلكو، بالتزامن مع العاصفة الثلجية التي ضربت المدينة، وسط استياء شعبي من البلدية واتهامات بعدم الجهوزية.

 

وبعد نحو أسبوع من لقائه السفير البريطاني، استقبل إمام أوغلو السفير الأمريكي جيف فليك، في مقر رئاسة البلدية بإسطنبول.

 

ويتحدث مراقبون بأن هناك صراعا حادا بين إمام أوغلو وزعيم حزبه كليتشدار أوغلو بشأن "السباق الرئاسي"، وسط رغبة من الأخير الترشح، وتأكيده على ضرورة استمرار إمام أوغلو ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاش بعملهما.

 

اقرأ أيضا: إشكالات أمام تحالف المعارضة التركية.. وتساؤلات تقلق الناخبين
 

الكاتب التركي محمد أجاد في تقرير على صحيفة "يني شفق"، أشار إلى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، حول السياسة الداخلية التركية في نهاية العام 2019.

 

وكان بايدن في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" قال إن أردوغان "عليه أن يدفع ثمنا"، وأن واشنطن عليها أن تحمس قادة المعارضة التركية "حتى يستطيعوا مواجهة أردوغان وهزيمته، ليس عبر انقلاب، بل عبر العملية الانتخابية".

 

اقرأ أيضا: الثلوج تشل الحركة بإسطنبول.. واستياء من إمام أوغلو (شاهد)
 

ولفت الكاتب التركي إلى أن السفير الأمريكي الجديد بعد تقديمه أوراق اعتماده للرئيس التركي، توجه فورا للقاء إمام أوغلو، وهذا التطور يدفع بتذكير ما قاله بايدن سابقا.

 

ورأى أن السفير الأمريكي الجديد سيتابع السياسة التركية الداخلية عن كثب، لا سيما مع قرب البلاد من الانتخابات العام المقبل، مشيرا إلى مساع أمريكية في التدخل بقضية تحديد المرشح الذي سيمثل المعارضة التركية.

 

وتساءل الكاتب: "هل ترى الولايات المتحدة الانتخابات القادمة في تركيا مسألة حياة وممات؟"، مذكرا بتصريحات بايدن حول إسقاط أردوغان عبر المعارضة التركية.

 

وأشار إلى أن مصطلح "قادة المعارضة" لا يعني فقط قادة الأحزاب السياسية، حيث أن إمام أوغلو كمرشح محتمل لسباق الرئاسة هو أيضا من ضمن قادة المعارضة.

 

ونوه إلى أن زيارة السفير الأمريكي لإمام أوغلو، بعد زيارة مماثلة من السفير البريطاني، أعطت انطباعا بأن ما يجري هو "استعراض" مقصود.

 

ورأى أن اهتمام سفراء البلدين بإمام أوغلو، يأتي في إطار تحضيره ليكون المرشح المشترك لأحزاب المعارضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو يدرك هذا الدعم.. لكن هل يعد ذلك كافيا؟

 

وأشار الكاتب إلى تساؤل طرحه في مقال سابق، بالقول: "ألا يوجد انطباع بأن إمام أوغلو يستخدم دعم الولايات المتحدة وبريطانيا أي الدعم الغربي بشكل عام، سلاحا بيده ضمن السباق الموجود على الترشح للرئاسة التركية؟".

 

وأوضح أنه "حتى لو خرج إمام أوغلو ونفى موضوع ترشحه للانتخابات الرئاسية، فكيف نفسر إذن هذه الثقة العالية بالنفس التي يستخدمها في تنافسه ضد رئيس حزبه؟".

 

اقرأ أيضا: صراع داخل "الشعب الجمهوري".. وبروز "الكماليين" و"الأكرميين"
 

الكاتبة التركية كوبرا بار، في تقرير على صحيفة "خبر ترك"، ذكرت أن اللقاءات المتتالية لا تفيد إمام أوغلو بل تؤذيه.

 

وأوضحت أن ظهور إمام أوغلو على أنه "رجلهم" قد يؤدي إلى تزعزع صورته في نظر الناخبين القوميين في الوقت الذي تتهم فيه المعارضة بتأييد "الأطلسي" وتنامي مناهضة الغرب لدى الرأي العام التركي.

 

وأشارت إلى أن خلق تصور بأن لقاءاتهم مع إمام أوغلو لأنه سيكون الرئيس المستقبلي، لم يتم استقباله بحفاوة لدى الناخبين بالإضافة للمقر الرئيسي لحزب الشعب الجمهوري.

 

ونوهت إلى أن منصور يافاش رئيس بلدية أنقرة يجري مثل هذا اللقاءات، ولكن لا أحد يعلم بها.

 

الكاتب التركي عصمت أوزجيلك، في تقرير على صحيفة "Aydınlık" أشار إلى أن الترشح للرئاسة على أجندة إمام أوغلو من البداية، مشيرا إلى أنه بعد فوزه برئاسة البلدية كانت أولى جولاته إلى بطريركية القسطنطينية، والتقى بارثولوميو، وكانت أولى مقابلاته مع صحيفة "روداو" الكردية.

 

وتابع بأن إمام أوغلو بعد توليه رئاسة البلدية زار بريطانيا التي تربطه بها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، كما أجرى زيارة إلى اليونان.

 

وأشار إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية ومراكز الدراسات كانت تركز كثيرا حوله، ورأى أن إمام أوغلو هو أحد مرشحي الولايات المتحدة.

 

وأضاف أن التطورات زادت من حدة التوتر داخل حزب الشعب الجمهوري، ونما الصراع الداخلي، وبدأ الطرفان (إمام أوغلو وكليتشدار أوغلو) بتسريب معلومات عن الآخر.

 

ورأى أنه رغم تنامي الخلافات الداخلية، فإن الدعم الخارجي متواصل لإمام أوغلو، ونقل عن دبلوماسي سابق بأن السفير الأمريكي بدلا من زيارة كليتشدار أوغلو فضل اللقاء بإمام أوغلو، ويعد ذلك ذا مغزى، وهي رسالة أمريكية معناها "نحن معك يا إمام أوغلو".