سياسة دولية

كازاخستان تعتقل 8 آلاف متظاهر.. دعم روسي وصيني وغموض أمريكي

أكد توكاييف أن البلاد ستتبنى الإصلاح السياسي عقب الاستماع لمطالب المتظاهرين- تويتر
أكد توكاييف أن البلاد ستتبنى الإصلاح السياسي عقب الاستماع لمطالب المتظاهرين- تويتر

 أعلنت كازاخستان، الاثنين، اعتقال ثمانية آلاف محتج في وقت يستمر فيه الرئيس قاسم زومارت توكاييف، في كيل اتهاماته للمتظاهرين السلميين بالإرهاب، فيما تستمر الصين وروسيا في دعمهما لسلطات البلاد، وسط موقف أمريكي غامض.

 

وقال رئيس كازاخستان، خلال اجتماع استثنائي لـ"منظمة معاهدة الأمن الجماعي" (CSTO)، الاثنين: "لم نستخدم القوة المسلحة ولن نستخدمها أبدا ضد المتظاهرين السلميين"، في رده على تقارير بأن السلطات في كازاخستان تقوم بقمع المتظاهرين.

 

 


 


وذكر الرئيس توكاييف في إحاطته خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن الجماعي لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، أن أعمال "شغب جماعية" اندلعت في 11 منطقة، معلنا أنه "سيقدم غدا خطة للإصلاحات والتدابير الملموسة لمستقبل كازاخستان".

 

 

 

 

وقال توكاييف إن عدد الضحايا المدنيين "قيد التدقيق"، مشيرا إلى وقوع 16 قتيلا وأكثر من 1600 جريح في صفوف الشرطة، وقدرت السلطات المحلية العدد الإجمالي للقتلى بالعشرات.

 

وأكد الرئيس الكازاخي خلال الإحاطة: "أدى الإرهاب إلى زعزعة السلام في البلد بأسره"، مشيرا إلى أن "القوات الأجنبية متورطة أيضًا في مؤامرة ضد كازاخستان"، موضحا أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO) أرسلت قوات إضافية قدرت بـ 2030 جنديا و250 مركبة عسكرية.


وأضاف توكاييف: "الآن تم حل الحكومة وستتبنى البلاد الإصلاح السياسي وسُمعت مطالب المتظاهرين".

 

 

 

اقرأ أيضا: 164 قتيلا باحتجاجات كازاخستان.. لماذا استعان توكاييف بموسكو؟

 

تمسك روسيا بتواجدها

من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلادمير بوتين، في الجلسة الاستثنائية للمنظمة، بقاء مجلس الأمن الجماعي في كازاخستان للمدة التي يريدها الرئيس قاسم زومارت توكاييف.

وقال بوتين: "تم إرسال فرقة من قوات حفظ السلام الجماعية إلى كازاخستان"، مضيفا أنه "تم إرسالهم لفترة محدودة"، موضحا أن "الوقت اللازم يحدده رئيس كازاخستان".

 

أوضح بوتين، أن "الهجوم على كازاخستان هو عمل عدواني، وكان من الضروري الرد على ذلك دون تأخير".

 

وأكد الرئيس الروسي أن أحداث كازاخستان ليست المحاولة الأولى ولن تكون الأخيرة للتدخل الخارجي، مؤكدا أن دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي أظهرت أنها لن تسمح بـ"ثورات ملونة".


وتابع الرئيس الروسي أن بعض القوى الخارجية والداخلية استغلت الوضع الاقتصادي في كازاخستان لتحقيق أغراضها، مؤكدا أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي تمكنت من اتخاذ إجراءات مهمة لمنع تدهور الأوضاع في كازاخستان.

 

 

 

 

 دعم صيني

 

من جانبه، قال وزير الخارجية الصيني يوم الاثنين 10 كانون الثاني/ يناير 2022 بعد الاحتجاجات العنيفة في كازاخستان إن الصين مستعدة لزيادة التعاون مع كازاخستان "لإنفاذ القانون والأمن" ومساعدتها في مواجهة أي تدخل من قبل "أي قوى خارجية".

 

وقالت وزارة الخارجية الصينية، إن تصريحات الوزير وانغ يي جاءت عقب اتصال هاتفي مع وزير خارجية كازاخستان مختار تليوبيردي، مضيفة أن "الاضطرابات الأخيرة في كازاخستان توضح أن الوضع في آسيا الوسطى لا يزال يواجه العديد من التحديات، ويبرهن مرة أخرى أن بعض القوى الخارجية لا تريد السلام والهدوء في منطقتنا".

 

 

 

 

 

وقال التلفزيون الصيني إن الرئيس الصيني أبلغ رئيس كازاخستان، الجمعة، أن الصين تعارض وبشدة أي قوة أجنبية تزعزع استقرار كازاخستان وتصنع "ثورة ملونة".


وتعتقد الصين وروسيا أن "الثورات الملونة" عبارة عن ثورات، حرضت عليها الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى لتحقيق تغيير في الأنظمة.

 

اقرأ أيضا: رئيس كازاخستان يأمر الجيش بإطلاق النار على "المسلحين"

 

أمريكا حذرة

 

من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأحد، إدانة بلاده للأوامر الصادرة عن الرئيس الكازاخستاني، بإطلاق النار نحو المشاركين في التظاهرات سعياً لقتلهم.


وقال بلينكن خلال حديثٍ أجرته معه شبكة "سي إن إن" الأمريكية: "إنني أدين هذا التصريح. إذا كانت هذه هي السياسة الوطنية فإنني أدينها".

 

وأضاف: "تحدثت عبر الهاتف مع وزير الخارجية الكازاخستاني منذ عدّة أيام، على سلطات كازاخستان حل المشاكل التي تواجهها بطرق سلمية مع ضمان حقوق هؤلاء الأشخاص الذين يحتجون سلمياً".

 

 

 

 

 

 

كما علق وزير الخارجية الأمريكي خلال مقابلةٍ منفصلة مع شبكة "أي بي سي" على الأحداث في كازاخستان بقوله: "هذا ما أرفضه بشكلٍ قاطع. الأمر بإطلاق النار بهدف القتل غير صحيح ويجب إلغاؤه". 

 

 

 

 

 

 

 

دعم  خليجي

 

 

عربيا، أعرب كل من الإمارات والبحرين عن دعم استقرار كازاخستان، على وقع الاحتجاجات التي تشهدها في عدة مدن كازاخية، حيث تسببت بمقتل العشرات وإصابة الآلاف.

 

و أكد ملك البحرين وقوف بلاده مع كازاخستان ودعمها لجهودها في الحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها،خلال مكالمة هاتفية مع رئيس كازاخستان قاسم توكاييف.

 

 


من جانبه أكد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، في اتصال هاتفي مع الرئيس الكازاخي، دعم الإمارات كل ما يحقق استقرار كازاخستان ويحفظ أمنها ومؤسساتها وسلامها الاجتماعي.



 

 

 

 

تطورات ميدانية 

 

وفي سياق غير منفصل، أعلنت وزارة الداخلية الكازاخية، الاثنين، إيقافها ثمانية آلاف شخص منذ بدء الاحتجاجات في البلاد الأسبوع الماضي.

كما أسفرت الاحتجاجات في البلاد عن مقتل ما لا يقل عن 164 شخصا، بحسب التلفزيون الرسمي.


وبينما تتهم الحكومة، المشاركين في الاحتجاجات بافتعال أعمال عنف، يقول المتظاهرون إن الرئيس قاسم توكاييف قرر ارتكاب جريمة بحقهم، وزاد باستدعاء القوات الروسية لقمعهم بطريقة دموية.

وفتحت السلطات الكازاخية أكثر من 100 قضية جنائية ضد متظاهرين، بتهمة المشاركة في أعمال عنف.

 

وفي 2 كانون الثاني/ يناير الجاري، اندلعت احتجاجات في كازاخستان بسبب زيادة أسعار الغاز، أسفرت عن سقوط ضحايا وأعمال نهب وشغب في ألماتي، كبرى مدن البلاد.

وفي 5 من الشهر ذاته، أعلنت الحكومة استقالتها على خلفية الاحتجاجات المناهضة لها، تلاها فرض حالة الطوارئ في عموم البلاد بهدف حفظ الأمن العام.

التعليقات (0)