سياسة تركية

كاتب تركي: أسبوع مهم لأنقرة في الصراع الروسي الأوكراني

تقود تركيا قوة المداخلة الخاصة بالناتو إلى نهاية هذا العام- جيتي
تقود تركيا قوة المداخلة الخاصة بالناتو إلى نهاية هذا العام- جيتي

كتب الصحفي التركي، شتينار شتين، مقالا بعنوان "القيادة بيد تركيا"، تحدث فيه عن موقف أنقرة الصعب في حال غزو روسيا لأوكرانيا، بسبب قيادتها لوحدة التدخل الخاصة للناتو حتى نهاية هذا العام.

وفي المقال الذي نشره الموقع الإلكتروني لقناة "هبر تورك" وترجمته "عربي21"، قال شتين إنه "بينما يستعد الناتو للرد بإجراءات ملموسة ضد روسيا في حالة التوتر في أوكرانيا، فإن حقيقة أن قيادة قوة التدخل المحتملة لحلف الناتو متواجدة حاليا في تركيا تجعل العملية أكثر أهمية بالنسبة لنا".

وأضاف أنه بعد تبادل المعلومات الاستخباراتية التي تفيد بأن روسيا بدأت الاستعدادات لغزو أوكرانيا مع قادة الدول الأعضاء في الناتو، وضعت الدول بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية العديد من الخيارات على جدول أعمالها، بما في ذلك الدعم العسكري والعقوبات الاقتصادية. 

وأشار شتين إلى أن روسيا كانت قد نشرت 100 ألف من جنودها على طول الخط الحدودي، مضيفا أن الناتو سيقوم بوضع خطة عمل لنقل 35 إلى 40 ألف جندي من وحدات التدخل الخاصة إلى المنطقة.  

 

اقرأ أيضا: WP: هذه خطة بايدن في حال شنت روسيا هجوما على أوكرانيا

وقال الكاتب إنه يجري حاليا إعداد الخطط الموضوعة في المقر الرئيسي في بروكسل، على أساس "قوة الرد التابعة لحلف شمال الأطلسي"، والتي تعرف بأنها القوات الخاصة للناتو.  

وأضاف أن الدبلوماسيين الذين التقى بهم في بروكسل، قالوا إن قوة المهام المشتركة عالية الجاهزية "VJTF" هي القوة الرائدة.

ولفت شتين إلى أن "VJTF" قد تأسست في 2014، كرادع ضد روسيا خلال الأزمة الأوكرانية.

وأشار شتين إلى أن هذه الوحدة يقودها أعضاء الناتو بالتناوب، حيث كانت بقيادة بولندا في عام 2020 وألمانيا في عام 2019، وتتكون "VJTF" من حوالي 6 آلاف و400 جندي ويمكنها حشد 20 ألف جندي في وقت قصير.

وقال الكاتب إنه وفقا لخطة العمل العسكري المخطط للوحدة، وبمشاركة وحدات مختلفة من الناتو، سيتم تكليف قوة المهام المشتركة بتنسيق العملية وتنفيذها.  

وأضاف أنه تحدث إلى دبلوماسيي الناتو ليقولوا إنه في حالة غزو محتمل لأوكرانيا من قبل روسيا، سيتمكن حوالي 35-40 ألف جندي مدربين تدريبا خاصا من الانتشار في المنطقة في غضون خمسة أيام كحد أقصى. 

ولفت الكاتب إلى أن هناك موقفا محفوفا بالمخاطر هنا يتعلق بتركيا بشكل وثيق، حيث أن مركز قيادة وحدة الـ"VJTF" تديره تركيا حاليًا، مضيفا أنه ستبقى الإدارة التي تسلمتها تركيا من بولندا العام الماضي معها حتى نهاية العام، ثم تنتقل إلى فرنسا.

وتساءل شتين عن ماذا سيحدث إذا تم تسليم تركيا "القنبلة ذات الدبوس"، على حد وصفه، ضد روسيا بينما هي في قيادة "VJTF"، هل ستُجر إلى أزمة أعمق من تحطم الطائرة مع موسكو، كيف ستتم إدارة الأزمة الأوكرانية الروسية؟

ولفت الكاتب إلى أنه إذا رجعنا إلى خطط العمل العسكري، ففي حالة الاستعداد التشغيلي، ليست المشكلة في الوقت للوصول إلى منطقة الأزمة، بل في الوقت الذي يجب أن تكون فيه فرق العمل جاهزة للإخلاء بالطائرات أو المروحيات، بما في ذلك المعدات العسكرية.

وقال إنه بمعنى آخر، تعمل بروكسل على العديد من الاستعدادات للقوات الخاصة، بما في ذلك اللوجستيات.

 

اقرأ أيضا: كيف يهدد تطبيع العلاقات بين أنقرة ويريفان مصالح روسيا؟

وأضاف شتين أنه اعتبارا من يوم أمس، الأربعاء، طلب القائد الأعلى لقوات الناتو، الجنرال الأمريكي تود د. ولترز، من حكومات دول الناتو تقصير فترة التعبئة من خلال إجرائه مكالمات هاتفية معهم، مؤكدا على أن الناتو لا يوافق على هذه السيناريوهات عبر القنوات الرسمية.

وأردف الكاتب أنه ليس هناك شك في أن العالم قد تغير بشكل جذري في السنوات العشر الماضية، مؤكدا أنه ما لم يتغير هو أن الاقتصاد لا يزال العامل الأهم في قياس قوة الدول، النجاح الاقتصادي وحده هو الذي يسمح للصين بالتوسع.  

وأضاف أن روسيا تخلفت كثيرا عن "ركوب الموجة" على حد وصف الكاتب، مضيفا أن الأخيرة تضع قوتها العسكرية موضع التنفيذ، إن لم تنجح اقتصاديا.  

وقال الكاتب إن "الحرب الباردة" عادت، مضيفا أن هذه الحرب ستكون طويلة، حيث أنه بعد حشد بوتين لقواته على الحدود الأوكرانية، شعرت أوروبا كلها بالتهديد، ومن ناحية أخرى، هناك قلق حقيقي من أن الصين سوف تغزو تايوان، هذا الاحتمال يشكل تهديدا خطيرا لليابان وكوريا الجنوبية.

وختم الكاتب بالقول إن ضعف إدارة جو بايدن، خاصة بعد الانسحاب من أفغانستان، "أثار شهية العديد من القوى في العالم"، مضيفا أنه يمكن لروسيا والصين وحدهما استغلال هذا الضعف، ونحن بحاجة إلى أن نرى المستقبل وأن أزمة أوكرانيا سوف تتعمق أكثر.

التعليقات (0)