صحافة إسرائيلية

قلق إسرائيلي من غياب خطة أمريكية لمواجهة النووي الإيراني

يرى الإسرائيليون أن الإيرانيين لا يوجد لديهم ما يدل على استعدادهم لتهدئة سلوكهم في المنطقة
يرى الإسرائيليون أن الإيرانيين لا يوجد لديهم ما يدل على استعدادهم لتهدئة سلوكهم في المنطقة

مع بدء العد التنازلي لإنجاز اتفاق نووي بين إيران والقوى العظمى، يزداد القلق الإسرائيلي من عدم وجود خطة أمريكية محكمة لكبح جماح إيران النووي، وإمكانية دخولها نادي الدول الكبرى بحيازة القنبلة النووية، لاسيما أن الاتفاق المشار إليه لا يمنعها من استكمال مخططاتها النووية، وسط مخاوف إسرائيلية متزايدة من قدرة إيران على العودة إلى الاتفاقية النووية التي أبرمها الرئيس الأسبق باراك أوباما مع الرئيس السابق حسن روحاني في عام 2015.


في الوقت ذاته، تتحدث تقارير أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عن أنه يصعب إحياء هذا الاتفاق، لأن النشاط النووي الإيراني تغير بالكامل، ولا يخطر ببال الرئيس إبراهيم رئيسي، ومعه فريق المحافظين المتشددين الذين شكلهم بجانبه، أن يتراجعوا عن كل التقدم الذي أحرزه البرنامج النووي منذ أن تخلى الرئيس دونالد ترامب عن الاتفاق في عام 2018. 


إيهود يعاري، المستشرق الإسرائيلي، زعم في مقال على موقع القناة 12، أن "الإيرانيين لن يتخلوا عن أجهزة الطرد المركزي المتقدمة؛ وعن رواسب اليورانيوم المخصب في مستودعاتهم، ولديهم كمية كافية تقريبًا لبدء التفكير في حيازة الأسلحة النووية؛ ولن يسمحوا لمفتشي الوكالة الذرية بالوصول إلى المواقع التي رفضوا الوصول إليها حتى الآن، وكشرط لـتجديد الاتفاق تطالب إيران الولايات المتحدة بالاعتراف بطريقة أو بأخرى بالحقائق النهائية التي أوجدتها على الأرض".

 

اقرأ أيضا: قناعة إسرائيلية: سنكون وحدنا عندما نهاجم إيران

وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "المعطيات الإسرائيلية لا تتحدث عن مسافة سنة حتى الاقتحام الإيراني للسلاح النووي، بل إن الحديث يدور عن بضعة أشهر فقط، ما يعني أن الإيرانيين على وشك أن يقطعوا الخط الأحمر، رغم أن الأمريكيين يرفضون تحديد ماهية هذا السلاح النووي، أو قدرة إيران على تركيب رأس نووي على صاروخ، ولعل ما يقلق إسرائيل أن طهران لديها قناعة بأن هناك ليونة مرنة في المواقف الأمريكية".


ومع أن إيران قد تكون على استعداد للانضمام لإعلان "تجديد الاتفاق"، فإنه من الناحية العملية يعتقد الإسرائيليون أنهم أمام خديعة كبيرة، كما خدعتهم من قبل الولايات المتحدة أيام أوباما، رغم أنه بعد رفع العقوبات، فإن الشركات الغربية لم تتزاحم للاستثمار والقيام بأعمال تجارية في إيران، ويخشى الإيرانيون أن يكون هذا هو الحال مع الرئيس جو بايدن.. وبالنسبة للإيرانيين، فإذا كان الربح من تخفيف العقوبات محدودًا، فقد يضطرون للتخلي عن اتخاذ قرار بحيازة القنبلة الذرية.


ويرى الإسرائيليون أن الإيرانيين قد لا يحتاجون بالضرورة إلى إجراء تجربة نووية، طالما أنهم يرسلون مليشياتهم المسلحة لإطلاق النار على أهداف وقوافل أمريكية في العراق من وقت لآخر، ويهاجمون قاعدة الطائرات بدون طيار في جنوب شرق سوريا، ويشرفون على نقل الأسلحة الإيرانية لحزب الله، ويتحكمون في الحكومة اللبنانية عبر حزب الله، ونجحوا بالفعل في إلغاء التحقيق في اليمن لصالح قوات الحوثي التي تفتح الطريق إلى مناطق النفط. 


وتخلص المحافل الأمنية والعسكرية الإسرائيلية للاستنتاج أن الإيرانيين لا يوجد لديهم ما يدل على استعدادهم لتهدئة سلوكهم في المنطقة، بل إنهم في الواقع غير راغبين في التفكير بالتراجع عن الضغط العسكري، وهذا ما لا يخطر في بال بايدن ومستشاريه وحلفائه، ومنهم إسرائيل.

التعليقات (0)