أخبار ثقافية

البحث عن "القارئ الأخير" للأرجنتيني ريكاردو بيجليا

الأرجنتين  ريكاردو بيجليا  كتاب  أدب
الأرجنتين ريكاردو بيجليا كتاب أدب

صدر حديثا عن دار المتوسط في إيطاليا كتاب للأرجنتيني ريكاردو بيجليا بعنوان "القارئ الأخير"، ترجمه عن اللغة الإسبانية أحمد عبد اللطيف.

في هذا الكتاب يبحث ريكاردو بيجليا في محاولة فهم من هو القارئ؟، "ما هو القارئ؟ مَنْ هو؟ ماذا يحدث له عندما يقرأ؟" فالأدب، بحسب بيجليا، يمنح اسمًا وحكايةً للقارئ. من دون كيخوتيه إلى هاملت، من بارتلبي إلى قارئ بورخس المخترَع، من إيما بوفاري إلى فيليب مارلو، نتصادف مع تنويعة لا نهائية من القرّاء: الرّائي، المريض، المُوسوَس، المترجم، الناقد، الكاتب، الفيلسوف". ثم يجيب عن هذا السؤال بأنه "قصّة: مؤرّقة، فريدة، ودائمًا مختلفة".

 

اقرأ أيضا: مذكرات تنشر لأول مرة عن حياة الشاعر إبراهيم ناجي

وُلد ريكاردو بيجليا في بوينوس آيرس (الأرجنتين) عام 1940. ويُعدّ أحد أهمّ كُتّاب أمريكا اللاتينية وأكبرهم في الثلث الأخير من القرن العشرين وبدايات هذا القرن. اشتهر كروائي وقاصّ ومنظّر أدبي، ورحل عن العالم في 2017. قالت عنه (مجلّة سوديتش زيتونج الألمانية): "من بين كُتّاب أمريكا اللاتينية كلّهم الذين نهضوا على أكتاف بورخيس الرائد، وأفضل مَنْ تمتّع برؤى مناخات الأدب العالمي وأراضيه".

أحمد عبد اللطيف روائي ومترجم وصحفي مصري، (القاهرة، 1978). صدر له ست روايات وترجم ما يربو على ثلاثين كتاباً من الإسبانية للعربية. فازت روايته الأولى "صانع المفاتيح" بجائزة الدولة التشجيعية عام 2011، ووصلت روايته "حصن التراب: حكاية عائلة موريسكية" إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية عام 2018 وتُرجمت إلى الإسبانية عام 2019.

التعليقات (2)
نسيت إسمي
الجمعة، 05-11-2021 03:04 م
'' لغتنا الجميلة عبر التاريخ '' فنحن أمة لغوية ، أبدعت في لغتها ، و حملت لغتها هذا الإبداع . و قد أكد دُوزي أن أهل الذوق من الإسبان بهرتهم الأدب العربي واحتقروا البلاغة اللاتينية وصاروا يكتبون بلغة العرب الفاتحين . و ظلت العربية أداة الثقافة و الفكر في إسبانيا عام 1570 . إن اللغة العربية التي بلغت مبلغاً كبيراً من المرونة و الثروة في العهد الجاهلي أدركت في القرن الرابع الهجري أي في عنفوان العصر العباسي أوج كمالها . و لقد أصبح نُفُوذُهَا بَعيد المدَى حتى إن جانباً من أوربا أيقن بأن العربية هي "الأداة الوحيدة لنقل العلوم و الآداب" واضطر رجال الكنيسة إلى تعريب مجامعهم القانونية لتسهيل قراءتها في الكنائس الإسبانية . و كان من الطبيعي أن يزود العرب الذين كانوا قادة البحر الأبيض المتوسط منذ القرن الثامن الميلادي ، كلا من فرنسا و إيطاليا بمعظم مصطلحاتها البحرية ، على أنها تركت أثرها في مصطلحات الجيش و الإدارة و الصيد و العلوم و غيرها. و قد لوحظ نفس التأثير في صقلية حيث كان الملك روجير النرمندي يَتَسَرْبَلُ بالأزْياء الشرقية و يُرَقِّمُ جُبَتَهُ الرسمية بالحروف العربية ، و كان طَابعه ونُقُودُه تحمل الكتابة العربية تَحمل الكتابة العربية و النرماندية، و قد كان أميرال صقلية متضلعا في العربية. وبالجملة "فقد صارت العربية لغة دولية للتجارة و العلوم". أما نسبة هذا التأثير فقد ذَكر بعض الباحثين أن المفردات العربية التي دخلت إلى الإسبانية تقدر بربع محتويات القاموس الإسباني ، بينما دخلت إلى البرتغال ثلاثة آلاف كلمة عربية. و قد كان لِلمَغْرِب حَظُّهُ في هذا التأثير اللغوي على الأندلس الذي استمر حكمه لها نحوا من ثلاثة قرون. و كان البرتغاليون الذين عاشوا في المغرب في القرن السادس عشر يتراسلون بعربية حَشْوُهاَ تعابيرُ مغربية و يكتبون مراسلاتهم بالحروف العربية. و معلوم أن الكثير من اللهجات تتقارب في العالم العربي، وقد أكد جوستاف لوبون "أن العربية أكثر اللغات انسجاماً فهي وإن كانت تحتوي على عدة لهجات كالشامية و الحجازية و المصرية و الجزائرية، غير أن هذه اللهجات لا تختلف فيما بينها الا بفوارق جد طفيفة بينما نلاحظ أن سكان قرية في شمال فرنسا لا يهفمون كلمة من اللهجات المستعملة في قرى الجنوب، نرى سكان شمالي المغرب الأقصى يتفاهمون بسهولة مع سكان مصر و الحجاز. و قد قال أحد الرحالة بأن كل من عرف احدى هذه اللهجات فهم سائرها بدون عناء". واللغة الإغريقية نفسها إقتبست الشيء الكثير من العربية غير أن المقتبسات اتخذت شكلية يعسر معها إرجاعها إلى الأصل العربي. و معلوم أن الجامعات الأوربية كانت عاملا مهما في ذيوع اللغة العربية التي أصبحت في العصور الوسطى لغة الفلسفة و الطب و مختلف العلوم و الفنون، بل أصبحت لغة دولية للحضارة. ففي عام 1207م. لوحظ وجود معهد في جنوة لِتَعْلِيمِ اللغة العربية، ثم نظم المجمع المسيحي بعد ذلك تعليمها في أوربا بإحداث كراسي في كُبْرَيَاتِ الجامعات الغربية. و في القرن السابع عشر اهتمت أوربا الشمالية و الشرقية اهتماماً خاصاً بتدريس اللغة العربية ونشرها. وقد اتجه إقتباس أوربا من العربية نحو الميدان العلمي فدخلت إلى اللغات الأوربية كثير من المصطلحات العربية، مثل الكحول والاكسير والجبر واللوغريتم، وقد استمد الإسبان معظم أسماء الرياحين والأزهار من العربية، ومن جبال البرانس انتقلت مصطلحات العلوم الطبيعية إلى فرنسا مثل البرقوق والياسمين والقطن والزعفران. ومجموع مصطلحات الرَّيِّ تقريباً هي كذلك من أصل عربي، كما تحمل الحلي في إسبانيا أسماء عربية ويتجلى نفس التأثير في الهندسة المعمارية. وبالجملة فقد إستمدت إسبانيا وبواسطتها أمريكا اللاتينية من اللغة العربية الشيء الكثير من مقوماتها اللغوية ثقافياً وإقتصادياً وإجتماعياً. وقد لاحظ عالم إيطالي كبير أن معظم التعابير التي تغلغلت بكيفية مدهشة في روما لم تنتقل عن طريق التوسع الإستعماري، و لكن بفضل إشعاع الإسلام.
نسيت إسمي
الخميس، 04-11-2021 07:26 ص
ريكاردو بيجليا اشتهر كروائي وقاصّ ومنظّر أدبي، ورحل عن العالم في 2017 '' ماذا يحدث للقارئ عندما يقرأ '' ثمة توتر بين فعل القراءة وفعل السياسة .. القراءة هي مرآة التجربة هي التي تُعرّفها وتصيغها .. (الشخصية التي يتخفّى وراءها في أدبه) من الكتاب: القارئ، مثل مَنْ يفكّ الشفرة، مثل المترجم، كان، في أحيان كثيرة، محض استعارة وأليجورية للمثقّف. فصورة مَنْ يقرأ تمثّل جزءًا من بنية صورة المثقّف بالمعنى الحديث. ليس كأديب فحسب، إنما كشخص يواجه العالم في علاقة تواسط مبدئية، في نوع محدّد من المعرفة. القراءة تتوظّف كنموذج عامّ لبنية المعنى. وتردُّد المثقّف يمثّل دومًا عدم اليقين في التأويل، في القراأت الكثيرة الممكنة للنّصّ. ثمّة توتّر بين فعل القراءة وفعل السياسة. ثمّة تعارض ضمني بين القراءة والقرار، بين القراءة والحياة العملية. هذا التّوتّر بين القراءة والتجربة، بين القراءة والحياة، نجده شديد الحضور في الحكاية التي نحاول تشييدها. وأحيانًا كثيرة يكون ما قرأناه هو الفلتر الذي يسمح بمنح معنى للتجربة. القراءة هي مرآة التجربة، هي التي تُعرّفها، وتصيغها. أخيراً جاء الكتاب في 200 صفحة من القطع الوسط .