مقالات مختارة

في رحيل حسن حنفي

فارس الحباشنة
1300x600
1300x600

رحل المفكر المصري حسن حنفي. وحنفي من أبرز الفلاسفة والمفكرين العرب الذين اشتغلوا على تجديد التراث الديني وقضايا التنوير، واشتغل على تحويل تجديد التراث إلى قضية اجتماعية وسياسية.


كما أن حنفي علم الاستغراب ومن منظري اليسار الإسلامي، وخلف تركة كبيرة من المؤلفات المهمة: التراث والتجديد، موقفنا من التراث، من النقل إلى العقل وحوار الأجيال، دراسات فلسفية.


واجه حنفي التفكيريين، ولم ينج من محاكمة التفتيش الإسلامية، وصادرت الرقابة كثيرا من كتبه، وهاجمه الإسلاميون المتطرفون، وتم تكفيره بتهمة التطاول على الإسلام، وواجه حنفي العلماء الذين اتهموه بالفكر والإلحاد، خصوصا لأطروحته بأن روح الإسلام هي العلمانية.


وكان حنفي من أبرز خصوم الإسلام السياسي، وتجربة الإخوان المسلمين في السلطة، واستشرف في أطروحات فكرية وسياسية توقعا بفشل إخوان مصر في السلطة والحكم، وذلك لغياب أصول الحكم في أدبيات الإسلام السياسي، وفشلهم في مشاركة الآخرين.


وأي طالب للمعرفة والفلسفة في المكتبة العربية، إن لم يقرأ كتب حسن حنفي، فقد ضاع عليه الكثير والكثير، أو أنه لم يقرأ شيئا يا أبدا . وخاض حسن حنفي ونصر حامد أبو زيد حروبا فكرية في التأويل والاجتهاد وقدسية النص، وحاربا تيارا يريد تثبيت سلطة النص، ولأنهم يريدون تثبيت السلطة.

 

يقول حسن حنفي؛ إن كل تحريك أو نقد للنصوص الدينية هو اهتزاز. حرب التنوير ومعارك مفكريها من قاسم أمين وطه حسين ومرورا بأمين الخولي ونصر حامد أبو زيد وفرج فودة وحتى الآن، مسيرة تنويرية تاريخية تراكمية.


في أطروحة اليسار الإسلامي، قدم صيغة توافقية، ما بين الإسلام والقومية والثورة، هي نظرية يوتوبيا، راجت مع الزعماء الوطنيين أصحاب المشاريع التاريخية الكبرى محمد علي باشا وجمال عبدالناصر، وإن كان حلم الزعماء السياسيين كان مختلفا عن المفكرين والمثقفين في النهوض بالأمة والتجديد الديني، ونظرية الثورة.


أطروحات حسن حنفي أجهضت بعد انتهاء الحرب الباردة، وانحسار تأثيرها، ونظرية الاستغراب وجهت بنقد فكري كبير.


وكان حسن حنفي بعيدا عن الأضواء ويكره الصحافة.. وتعرض لاصطياد لأطروحاته وأفكاره التنويرية والتقدمية والنقدية في السياسة والمعتقد والدين والاجتماع والنص المقدس.

 

نقلا عن (الدستور)

 

1
التعليقات (1)
احمد الروبي
الأحد، 24-10-2021 06:24 ص
هؤلاء النفر الذين اوردت اسمائهم في مقالك ومعهم ليسوا الا أصحاب معاول هدم لكل ثوابت ال ن ين الاسلامي هم اعداء للاسلام بفطرتهم المنحرفة وأجراء لكل من يدفع للتشكيك في القران والسنة والنبي صلي الله عليه وسلم بل وحتي في الخالق جل جلاله وانت ما دفاعك عنهم الا دليل لعدائك للاسلام كدين ورسالة ووحي ومنهج حياة