ملفات وتقارير

هكذا قرأ محللون زيارة الكاظمي لإيران قبل الانتخابات بالعراق

الكاظمي زار طهران الأحد والتقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي- ترى نيوز
الكاظمي زار طهران الأحد والتقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي- ترى نيوز

أثارت زيارة رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، الأحد إلى طهران، ولقاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تساؤلات عدة؛ كونها تأتي قبل شهر من إجراء الانتخابات البرلمانية في العراق، وسط حديث عن سعي الكاظمي للحصول على ولاية ثانية.


وبحث الكاظمي مع رئيسي في طهران مواضيع ذات أبعاد إقليمية وأخرى ثنائية، حيث أعلن خلال اللقاء رفع تأشيرة الدخول بين البلدين. فيما تعد هذه الزيارة هي الأولى لمسؤول عراقي رفيع المستوى إلى طهران، بعد تولي الأخير منصبه رئيسا لإيران.


أهداف الكاظمي


تعليقا على الموضوع، قال الباحث والأكاديمي العراقي وحيد عباس لـ"عربي21"؛ إن "زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى إيران لها أهميتها ولا سيما مع قرب موعد الانتخابات، من ذلك ربما استكمال الموقف الإيراني مما سيجري على الساحة العراقية أولا".


وأضاف عباس أن "الأمر الآخر، أن الطموح الشخصي للكاظمي بالبقاء في السلطة سيكون حاضرا من دون شك، فمن غير الممكن الاقتناع بأنه سيغادر منصبه هكذا دون جهد يبذل للبقاء، والأمر يمتد ليشمل كذلك تحوله ليكون مرشح التيار الصدري للحكومة. ولكن كم سيحقق من نجاح، هذا المهم".

 

اقرأ أيضا: رئيسي والكاظمي يتفقان على إلغاء التأشيرات بين العراق وإيران

وأعرب الباحث عن اعتقاده بأن "الموقف الإيراني، وفي ضمن ملف علاقة إيران مع الولايات المتحدة وتطوراتها، لن يكون مستفزا، وربما ستوجد حالة مناسبة بين تعديل الصورة التي أوجدها حراك تشرين بالعراق، من خلال إعادة تحالف (الفتح) بقيادة هادي العامري ومن معه إلى المسك بزمام السلطة، ولكن ليس بالشكل الفاقع".


وأوضح عباس أن "ترشيح هادي العامري لرئاسة الوزراء بدأ يتردد، وتُجرى استطلاعات إعلامية بهذا الخصوص، ولكن لا نرى أن ذلك ممكنا، فالعامري يمثل الصورة الفاقعة للتيار الولائي (يتبع ولاية الفقيه في إيران)، ولكن كما كان يطرح سابقا، قد يأتي بواجهة ترضي المقابل، وفي الوقت نفسه تمكن هذا التيار من العودة المنشودة".


وأيد الباحث ما ذهب إليه البعض من أن "السبب الجوهري لهذه الزيارة، هو للبحث في مدى إمكانية دعم طهران للكاظمي في رئاسة الحكومة القادمة، متسلحا بوعود إسناد من الصدريين وتيار الحكمة إلى حد ما في الوسط الشيعي، إضافة إلى قوى سنية وأخرى كردية".


أربعة محددات


وفي المقابل، استبعد الكاتب والمحلل السياسي العراقي، الدكتور يحيى الكبيسي "وجود أي علاقة مباشرة بين زيارة الكاظمي ورغبته بولاية ثانية؛ لأن إيران موجودة في العراق عبر أدوات كثيرة، ومن ثم لا يحتاج الذهاب لطهران حتى يستمزج رأيهم بالولاية الثانية، وإنما الزيارة لها أهداف أخرى أمنية وسياسية".


وأوضح الكبيسي في حديث لـ"عربي21"، أن "إيران بالتأكيد فاعل أساسي في عملية اختيار رئيس الحكومة، بل في اختيار الرئاسات الثلاث في العراق (الحكومة، البرلمان، الجمهورية)، لكنها ليست الفاعل الوحيدة، ولن تستطيع أن تفرض رئيس مجلس وزراء من دون بقية المعطيات".

 

اقرأ أيضا: الكاظمي يصل إلى إيران ويسعى لـ"فتح آفاق تعاون جديدة"

وأشار إلى "وجود أربعة محددات لاختيار الرئاسات بالعراق، الأول نتائج الانتخابات وهي عامل أساسي لتحديد من هم أسماء الرئاسات، والعامل الآخر هو طبيعة التحالفات ما بعد الانتخابات. أما العامل الثالث فهي طهران، والرابع واشنطن، وهذه العوامل الأربعة عمليا هي التي تتضافر لتسمية الرئاسات".


وتابع: "بالنسبة للكاظمي، فإن فرصة حصوله على ولاية ثانية، تمكن في القوى نفسها التي دعمته ليكون رئيسا لمجلس الوزراء، من دون أن يكون لديه حزب سياسية وكتلة داخل البرلمان، ومن ثم هي ذاتها تستطيع أن تختاره مرة ثانية مادامت المعطيات نفسها قائمة، التي حكمت بوجوده في المرة الأولى".


ورأى الكبيسي أن "العراق يحتاج إلى رئيس مجلس وزراء لديه علاقات جيدة مع طهران وواشنطن في الوقت ذاته، وإضافة إلى علاقات داخلية متوازنة مع الجميع، وأعتقد أن الكاظمي يمتلك هذه العناصر الثلاثة، لذلك هو الأكثر حظوظا للعودة في منصبه من رئيسي الجمهورية والبرلمان الحاليين".


وشدد على أن "نتيجة الانتخابات عامل حاسم هنا، بمعنى أن الصدريين إذا فازوا بمقاعد كبيرة لا أعتقد أنهم سيدعمون الكاظمي لولاية ثانية، لكن إذا حصلوا على حصتهم المنطقية بحدود 40 مقعدا، فربما سيضطرون للعودة لاختيار الكاظمي مرة ثانية وتسويقه للكتل السياسية".


وحول ما يطرحه البعض من أن زيارة الكاظمي لا يستطيع فيها توقيع أي اتفاقيات بسبب بقاء شهر واحدة على عمر حكومته، ومن ثم فإن هدفه منها كسب دعم إيران له في ولاية ثانية، قال الكبيسي؛ إن "المدة المتبقية للحكومة لا علاقة لها بقضية توقيع أي اتفاقية؛ لأن الوزارة كاملة الصلاحية، ومن ثم تستطيع أن توقع اتفاقيات طويلة أو قصيرة الأمد، حتى آخر لحظة في ولايتها".


وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران، الأحد، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي: "ناقشنا بعض الملفات المشتركة الاقتصادية والمشاريع الاستراتيجية، وكذلك التبادل التجاري وزيادته بما يخدم مصالح الشعبين".


من جهته، قال الرئيس الإيراني؛ إنه "خلافا لرغبة الأعداء، فإن العلاقات بين إيران والعراق ستشهد نموا في جميع المجالات". وأردف رئيسي: "اتُّخذت قرارات أيضا بشأن المسائل المالية في البلدين، ويجب تنفيذها".


وأضاف رئيسي أن "بغداد وافقت على إلغاء تأشيرات الإيرانيين الذين سيزورون العراق أواخر الشهر الجاري؛ للمشاركة في مراسم أربعينية الإمام الحسين (مناسبة يحييها ملايين الشيعة حول العالم)".
وتأتي الزيارة في وقت يحاول العراق التوسط بين الدول العربية وطهران. فمنذ نيسان/أبريل تحاول بغداد تسهيل المحادثات بين إيران والسعودية من أجل تخفيف حدة التوتر بين القوتين الإقليميتين.


التعليقات (2)
محلل سياسي متواضع
الإثنين، 13-09-2021 02:01 م
لي عتب على بعض الإخوة المحللين العرب ، و حين يكون هنالك عتب فمعنى ذلك وجود الودَ ... يقول الشاعر علي بن الجهم (إِذَاْ ذَهَبَ العِتَاْبُ فَلَيْسَ وِدٌّ ** وَيَبْقَى الْوِدُّ مَاْ بَقِيَ الْعِتَاْبُ) . لا أظن أن أحداً منكم لم يسمع و/أو يشاهد تزامن احتلال أمريكا للعراق مع دخول مليشيات تابعة لإيران في دور إسناد ، ثم أتى بعد ذلك بمدة من يفتخر من مسئولي إيران ، أبطحي مثالاً ، فقالوا أنهم ساعدوا أمريكا على احتلال أفغانستان و العراق كما لا أظن أن أحداً منكم – كمحللين – يمكن أن ينسى دعم أمريكا لإيران بالأسلحة خلال الحرب العراقية –الإيرانية التي لم تبقى سراً فانكشفت بما سميَ "إيران –غيت أو إيران كونترا" . من الوارد أن يكون قد خفي على جيل المحللين الشباب أن الخميني "الهندي" قد تواصل مع الأمريكان في بداية الستينات من القرن الماضي و طرح عليهم فكرة أن لا يستاءوا من الهجوم ((اللفظي)) الذي سيشنه عليهم في المستقبل . كانت أمريكا هي من أسكنت الخميني في فرنسا بشقة تمتلكها أثناء وضع الجنرال الأمريكي "روبرت هايزر" اللمسات الأخيرة على انقلاب 1979 في إيران و هو من قام بطرد الشاه و لا أحد سواه . في التحليل السياسي المتعمق إيران هي درة تاج الإمبراطورية الأمريكية "غالبية ثروات شعوب إيران المنهوبة هي عند الأمريكان" كما كانت الهند سابقاً درة تاج الإمبراطورية البريطانية. كل تصرفات إيران خارج حدودها كانت من ضمن دورها الوظيفي سواء في العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن أو غيرها . لا يقال عن أي سياسي في العراق مرتبط بأمريكا أنه يستفز طهران و لا يقال عن من هو مرتبط بإيران أنه يستفز الأمريكان . واقع تغلغل الفرس في العراق جرى و يجري تحت سمع و بصر الأمريكان و بترتيبهم و ليس رغماً عنهم و إلغاء الكاظمي لتأشيرات الإيرانيين الذين سيزورون العراق أواخر الشهر الجاري هو عمل متأخر لأن العراق منذ أيام المالكي هو محافظة إيرانية ، و لا حول و لا قوة إلا بالله .
احمد
الإثنين، 13-09-2021 03:51 ص
الامر ليس بحاجه الى محللين و خبراء الكاظمي يعرف ان نتائج الانتخابات بيد ايران لذلك ذهب لتخرج الانتخابات متوازنه حتى يتسنى له البقاء بمنصبه