قضايا وآراء

العصيان المدني بوجه السلطة الفلسطينية

عدنان حميدان
1300x600
1300x600
الحالة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وصلت لوضع غير مسبوق من البطش والقمع الذي تمارسه الأجهزة الأمنية الفلسطينية بحق الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين، ولا تراعي بذلك خصوصية أنثى أو احترام آدمية شخص، فضلا عن كونه ابن عم أو قريبا لذلك الأمني الذي يمارس البلطجة والزعرنة بلباس أمني.

أصبحت الحاجة ملحّة لمواجهة الأعمال البلدية والأمنية التي تؤديها السلطة خدمة للاحتلال ونيابة عنه بعصيان مدني شامل؛ يمتنع به الناس عن دفع الفواتير المستحقة للخدمات الأساسية، ويغيب به موظفو القطاع الحكومي التابع للسلطة عن أعمالهم، ويتم به فرز الشرفاء عن غيرهم من أذناب الاحتلال.
العصيان المدني بوجه هذه السلطة جزء أساسي من تعريتها بشكل سلمي وحضاري؛ يبتعد به الفلسطيني عن المواجهة المسلحة أو العنف الدموي مع شقيقه حتى لو كان مارقا، فحقن الدم الفلسطيني واجب، وعدم تشميت الغاصب بنا ضرورة توازي الحاجة الملحة لفضح العملاء والخونة والوقوف بوجههم

وهنا يأتي الدور على فلسطينيي الخارج بدعم ومساندة أقربائهم وتعويضهم ماليا ليتمكنوا من الصمود والمواجهة، وعليه فكل عائلة فلسطينية خارج الضفة معنية بدعم أي قريب لها من الشرفاء العاملين في السلطة الذي يقرر الامتناع عن العمل مع السلطة وأجهزتها، وهي لا شغل لها سوى القمع والبلطجة، وإسكات الأصوات المعارضة بالسجن والتعذيب المفضي للموت كما حصل مع نزار بنات، وغيره كثيرون ممن نعرف عنهم وممن لا نعرف.

إن العصيان المدني بوجه هذه السلطة جزء أساسي من تعريتها بشكل سلمي وحضاري؛ يبتعد به الفلسطيني عن المواجهة المسلحة أو العنف الدموي مع شقيقه حتى لو كان مارقا، فحقن الدم الفلسطيني واجب، وعدم تشميت الغاصب بنا ضرورة توازي الحاجة الملحة لفضح العملاء والخونة والوقوف بوجههم.

المطالبة أيضا تشمل الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، بالتوقف عن اللقاء والحوار مع هذه السلطة وأجهزتها ما دام هذا حالها ووضعها.
المطالبة أيضا تشمل الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، بالتوقف عن اللقاء والحوار مع هذه السلطة وأجهزتها ما دام هذا حالها ووضعها

أما الداعون للحوار وإنهاء الانقسام مع هكذا سلطة فهؤلاء إما أنهم سذج أو مغيبون، وإلا فكيف يتوحد صاحب خيار المقاومة وطرد المحتل من فلسطين، كل فلسطين، مع حارس مستوطنة منبطح للمحتل يقمع أبناء شعبه ويسحلهم في الشوارع ويصادر هواتف شقيقاتهم ثم يبتزهن بصورهن ومحتويات أجهزتهن، كما تفعل وحدة 8200 التابعة لقوات الاحتلال!

كيف يمكن التفاهم مع شخص يتمسك بالتنسيق الأمني ويدافع عنه ويفاخر بتسليم المقاومين وإفشال كثير من عملياتهم؟

أما أولئك الذين يرون أنهم بحالهم ولا شأن لهم بذلك وكل ما يريدونه العيش بعيدا عن المشاكل؛ فأقول لهم: تحسسوا رؤوسكم وتأكدوا إذا كانت عقولكم موجودة، وصدوركم إذا كانت قلوبكم موجودة، وإلا فلا فرق بينكم وبين سائر المخلوقات غير الآدمية، فالإنسان بلا كرامة وعقل وقلب ليس بإنسان.
التعليقات (0)