ملفات وتقارير

لماذا تخلفت فصائل الصدر والمرجعية عن استعراض "الحشد"؟

الحشد الشعبي- جيتي
الحشد الشعبي- جيتي

أثار الاستعراض العسكري للحشد الشعبي في العراق، السبت، تساؤلات عدة حول أسباب تخلف فصيل "سرايا السلام" التابع للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، وفصائل "العتبات" التابعة للمرجعية الشيعية في النجف.


وحضر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، استعراض "الحشد" بذكرى تأسيسه السابعة، بمشاركة نحو 20 ألف مقاتل، إضافة إلى مشاركة طائرات مسيرة من دون طيار، ودبابات، وآليات مدفعية، وأسلحة ثقيلة أخرى.


وفي الوقت الذي لم يصدر فيه التيار الصدري توضيحا عن أسباب غياب "سرايا السلام" عن الاستعراض، فإن ثلاثة فصائل "حشد المرجعية" أعلنت انسحابها من الاستعراض العسكري قبل يومين من إقامته، متذرعة بإصابة نحو 80 عنصرا بفيروس كورونا.


موقف الصدر


وتعليقا على ذلك، قال النائب رياض المسعودي عن تحالف "سائرون" التابع للتيار الصدري في حديث لـ"عربي21" إن "سرايا السلام وحشد العتبات، يمثلان نسبة كبيرة داخل منظومة الحشد الشعبي".
وأضاف المسعودي، أن "التيار الصدري أكد في أكثر من مناسبة على ضرورة أن يدار الحشد الشعبي مركزيا من الحكومة، كما يدار جهاز مكافحة الإرهاب والجيش العراقي بكل صنوفه، وكذلك وزارة الداخلية".


وتابع: "نحن نؤمن أن تكون الأجهزة الحكومية تحت سلطة الحكومة، والحشد الشعبي اليوم ليس تحت هذه السلطة، فهو عبارة عن ألوية متعددة تنتمي إلى جهات سياسية في البلد".

 

اقرأ أيضا: "نهب متواصل".. هكذا تغتني مليشيات ولائية في نينوى العراقية

وأشار المسعودي إلى أن "التيار الصدري يرغب في أن يكون الحشد بعيدا عن سلطة الأحزاب، وأن لا يستغل إعلاميا وسياسيا وانتخابيا وماليا، وذلك على غرار الجيش العراقي الذي هو بعيد كل البعد عن هذه الممارسات".


ولفت إلى أن "هناك أطرافا سياسية تسعى إلى الاستفادة من الحشد الشعبي، فيما كان موقف الصدر عام 2007 واضحا عندما طالب بتنظيم الحشد الشعبي باعتباره منظومة عقائدية، لكن ذلك لم يتحقق".


ونوه المسعودي إلى أن "العشرات من عناصر الحشد الشعبي هم موظفون في دوائر أخرى تابعة للدولة، فكيف يستمر مثل هذا الحال في مؤسسة عسكرية يفترض أنها تابعة للقوات المسلحة؟".


"سيطرة ولائية"


من جهته، رأى الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي، مهند الجنابي متحدثا لـ"عربي21" أن "الاستعراض أجري بعد تأجيله مرتين، لأنه كانت هناك ضغوطات ومحاولات من قوى سياسية بأن يخرج الاستعراض بشكل لا يمس سمعة الدولة، وأن لا يكون مثلما تريده الفصائل الولائية، استعراض قوة على الدولة".


ورأى الجنابي أن "رفض فصائل المرجعية والتيار الصدري جاء رفضا لاستخدام الاستعراض العسكري لأغراض سياسية كما تريده بعض القوى والفصائل الولائية".


وأوضح الخبير العراقي أن "إعلان عدم مشاركة التيار الصدري والمرجعية كان قبل يوم من الاستعراض، لأنه لم يكن هناك وحدة في الموقف، وربما إصرار فصائل الحشد الشعبي على أن يكون الاستعراض كسرا لإرادة الدولة هو السبب وراء الانسحاب".


واستبعد الجنابي أن يضعف غياب فصائل الصدر والمرجعية داخل الحشد الشعبي في المستقبل، بالقول إن "هذه الفصائل، وتحديدا التيار الصدري لديه تمثيل سياسي، فهو لديه القاعدة الأوسع".


وأكد الخبير العراقي أن "الاستعراض سيكون سياقا خلال السنوات المقبلة، وأن غياب هذين الجناحين عن الاستعراض العسكري يعزز الرؤية التي تقول إن الحشد منقسم على نفسه إلى ثلاثة أقسام هي: حشد تابع للمرجعية، وآخر يوالي إيران، والثالث يتبع للصدر".

 

اقرأ أيضا: لهذا يصر "الحشد" على إقامة استعراض عسكري بذكرى تأسيسه

وتابع: "الاستعراض عزز من القول إن الحشد كهيئة حكومية، مسيطر عليها من الفصائل الولائية، وما جرى هو استعراض خاص بها. أما حضور الكاظمي فقد جاء ضمن سياسة الاحتواء التي يتبعها، وأيضا محاولة إضفاء الصفة الرسمية على هذه القوى حتى لا تنحرف وتذهب باتجاه لا يخدم الدولة العراقية".


وغرّد مصطفى الكاظمي بعد حضوره الاستعراض العسكري: "حضرنا استعراض جيشنا البطل في 6 كانون الثاني (يناير) الماضي، وأيضا الشرطة الباسلة، واليوم حضرنا استعراض أبنائنا في الحشد الشعبي".


وأضاف الكاظمي: "نؤكد أن عملنا هو تحت راية العراق، وحماية أرضه وشعبه واجب علينا".


وقالت هيئة "الحشد الشعبي" في بيان، إن "الاستعراض أقيم برعاية وحضور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بمناسبة ذكرى تأسيس الحشد الشعبي السنوية السابعة، وذكرى بدء عمليات التحرير الكبرى ضد تنظيم داعش". وأضافت الهيئة، أن "هذا الاستعراض هو الأول لقوات الحشد الشعبي".


ويأتي الاستعراض بعد أزمة حادة اندلعت بين الكاظمي و"الحشد الشعبي" على خلفية اعتقال القيادي البارز بقوات الأخير قاسم مصلح، والتي انتهت بإطلاق سراحه في 9 يونيو الجاري، بعد أسبوعين على توقيفه.


وأثار اعتقال "مصلح" غضب فصائل في "الحشد"، فحاصرت، آنذاك، مواقع في "المنطقة الخضراء"، وسط بغداد، بينها منزل مصطفى الكاظمي ومبنى الأمانة العامة لمجلس الوزراء.

التعليقات (1)
كريم
الأحد، 27-06-2021 02:44 م
بلا صدر بلا رجل كلهم نهبوا خيرات العراق وقتلوا السنة وهجروهم