صحافة دولية

WP: أطفال مخيم الهول السوري يتعرضون لأيدلوجيا تنظيم الدولة

مخيم الهول يعيش ظروفا غير إنسانية شرق شمال سوريا- جيتي
مخيم الهول يعيش ظروفا غير إنسانية شرق شمال سوريا- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا قالت فيه؛ إن الأطفال في مخيم الهول المترامي الأطراف في شمال شرق سوريا، يقضون أيامهم وهم يتجولون في الطرق الترابية ويلعبون بالسيوف الوهمية والرايات السوداء؛ تقليدا لمسلحي تنظيم الدولة.

 

وبحسب الصحيفة، فإن القليل من الأطفال في المخيم من يستطيع القراءة أو الكتابة. وبالنسبة للبعض، التعليم الوحيد هو من الأمهات اللائي يقدمن لهم دعاية لتنظيم الدولة.


ومر أكثر من عامين منذ سقوط تنظيم الدولة. وقد مر أكثر من عامين منذ تُرك حوالي 27000 طفل يقاسون في مخيم الهول، الذي يأوي عائلات أعضاء تنظيم الدولة.

 

اقرأ أيضا: النظام السوري: نقل 40 "داعشيا" من مخيم الهول لقاعدة أمريكية

ومعظمهم لم يبلغوا سن المراهقة بعد، فهم يقضون طفولتهم في ضياع من ظروف بائسة مع عدم وجود مدارس، ولا مكان للعب أو التطور، ويبدو أنه لا يوجد اهتمام دولي بحل مشاكلهم.


ولم يتبق سوى مؤسسة واحدة تقوم بتربيتهم؛ شبكات فلول تنظيم الدولة والمتعاطفين معهم داخل المخيم، ولدى التنظيم خلايا نائمة في أنحاء شرق سوريا، تواصل شن تمرد منخفض الوتيرة، في انتظار فرصة الانتعاش.


وتخشى السلطات في المخيم وجماعات الإغاثة من أن المخيم سيخلق جيلا جديدا من المسلحين، وناشدوا بلدانهم الأصلية لاستعادة النساء والأطفال. وتكمن المشكلة في أن حكومات تلك البلدان غالبا ما ترى الأطفال على أنهم يشكلون خطرا، وليس على أنهم بحاجة إلى الإنقاذ.

 

وقالت سونيا خوش، مديرة برنامج الاستجابة التابع لمنظمة إنقاذ الطفولة في سوريا: "هؤلاء الأطفال هم أول ضحايا تنظيم الدولة... الصبي البالغ من العمر 4 سنوات ليس لديه أيديولوجية لديه احتياجات الحماية والتعلم".


وقالت: "المخيمات ليست مكانا يعيش فيه الأطفال أو يكبرون... إنه لا يسمح لهم بالتعلم أو الاختلاط بالآخرين أو أن يكونوا أطفالا... ولا يسمح لهم بالتشافي من كل ما عاشوه".

 

وفي المعسكر المسيَّج، تمتد صفوف الخيام صفّا تلو الآخر على مساحة ميل مربع تقريبا. وقالت: "الظروف قاسية. غالبا ما تتكدس العائلات المتعددة معا، والمرافق الطبية ضئيلة، والوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي محدود، وتفيض الخيام في الشتاء، واندلعت حرائق بسبب استخدام مواقد الغاز للطبخ أو التدفئة".


ويعيش هناك نحو 50 ألف سوري وعراقي، ما يقرب من 20000 منهم هم من الأطفال. معظم الباقين من النساء؛ زوجات المقاتلين وأرامل.


وفي قسم منفصل، يخضع لحراسة مشددة من المخيم المعروف باسم "الملحق"، تأوي 2000 امرأة أخرى من 57 دولة أخرى، يعتبرون من أشد أنصار تنظيم الدولة، إلى جانب أطفالهن، الذين يبلغ عددهم 8000.


وكان تأثير تنظيم الدولة واضحا خلال زيارة نادرة قامت بها وكالة أسوشيتيد برس إلى المخيم الشهر الماضي. وألقى نحو عشرة صبية في الملحق الحجارة على الفريق الذي كان برفقة حراس من المخيم أكراد، ولوح عدد قليل بقطع معدنية حادة مثل السيوف.

 

وفي سوق داخل الملحق، حيث تبيع النساء الشامبو والمياه المعبأة والملابس المستعملة، نظرت امرأة إلى مراسل وقالت: "الدولة الإسلامية صامدة".


وخلال حكمه الذي استمر قرابة 5 سنوات على معظم سوريا والعراق، أعطى تنظيم الدولة أولوية لتلقين الأطفال التطرف، بهدف ترسيخ حكمه. ودرب الأطفال كمقاتلين، وعلمهم كيفية القيام بقطع الرؤوس باستخدام الدمى، بل وجعلهم يقومون بقتل الأسرى في مقاطع فيديو دعائية.


وقالت امرأة ناطقة بالروسية في الملحق، عرّفت نفسها باسم مدينة بكاراو؛ إنها تخشى على مستقبل الأطفال، بمن فيهم ابنها وابنتها.

 

اقرأ أيضا: قوات كردية تعتقل قياديا بتنظيم الدولة داخل مخيم "الهول"

وقالت السيدة البالغة من العمر 42 عاما: "نريد أن يتعلم أطفالنا.. يجب أن يكون أطفالنا قادرين على القراءة والكتابة والعد.. نريد العودة إلى المنزل، ونريد أن يعيش أطفالنا طفولتهم".


والنساء في المخيم خليط؛ لا يزال البعض مخلصا لتنظيم الدولة، لكن البعض الآخر أصيب بخيبة أمل من حكمه الوحشي أو هزيمته، والبعض الآخر لم يكن أبدا ملتزما أيديولوجيا، ولكن تم جلبهم إلى التنظيم من قبل الأزواج أو الأسرة.


وبدأ استخدام المخيم لإيواء عائلات مقاتلي تنظيم الدولة في أواخر عام 2018، حيث استعادت القوات المدعومة من أمريكا، التي يقودها أكراد، السيطرة على أراض في شرق سوريا من المسلحين.

 

وفي آذار / مارس 2019، حيث استولوا على آخر القرى التي سيطر عليها تنظيم الدولة، منهيا أماكن سيطرة التنظيم.


ومنذ ذلك الحين، كافح المسؤولون الأكراد الذين يديرون شرق سوريا لإعادة سكان المخيم إلى مواطنهم، في مواجهة معارضة محلية لعودتهم أو بسبب مخاوف السكان أنفسهم من هجمات انتقامية.

 

وفي وقت سابق من هذا العام، غادرت مئات العائلات السورية المخيم بعد التوصل إلى اتفاق مع قبائلهم لقبولهم. في الشهر الماضي، أعيدت 100 أسرة عراقية لتعيش في مخيم بالعراق، لكنها ما زالت تواجه معارضة شديدة بين جيرانها.


لقد سمحت بعض دول الاتحاد السوفيتي سابقا بعودة بعض مواطنيها، لكن الدول العربية والأوروبية والأفريقية الأخرى أعادت عددا ضئيلا من مواطنيها أو رفضت ذلك.


قال تيد شيبان، مدير وكالة الأطفال التابعة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لوكالة أسوشييتد برس: "هؤلاء الأطفال ليسوا هناك بسبب ذنب ارتكبوه، ويجب ألا يدفعوا ثمن خيارات آبائهم".

وكان شيبان قد زار مخيم الهول في كانون الأول/ ديسمبر.

 

وفي القسم الرئيسي بالمخيم، أنشأت اليونيسف والسلطات الكردية 25 مركزا تعليميا، لكن تم إغلاقها منذ آذار/ مارس 2020 بسبب كوفيد-19. وقامت اليونيسف وشركاؤها بتوزيع كتب للأطفال للدراسة بمفردهم.


وفي الملحق، لم تتمكن السلطات من إنشاء مراكز تعليمية، بدلا من ذلك، يتم تعليم الأطفال هناك إلى حد كبير من أمهاتهم، ومعظمهم من أيديولوجية تنظيم الدولة، وفقا لمسؤولي الأمم المتحدة.


وعلى الرغم من أن سكان الملحق يُعدّون أقوى مؤيدي تنظيم الدولة، إلا أن التنظيم له وجود في القسم الرئيسي الذي يضم السوريين والعراقيين أيضا.

التعليقات (0)