سياسة تركية

لماذا تعزز أنقرة تواجدها العسكري عبر "المسيّرات" في قبرص؟

في 16 كانون الأول/ ديسمبر 2019 هبطت أول طائرة "بيرقدار تي بي2" في قاعدة "غجيت قلعة"- الأناضول
في 16 كانون الأول/ ديسمبر 2019 هبطت أول طائرة "بيرقدار تي بي2" في قاعدة "غجيت قلعة"- الأناضول

تواصل تركيا تعزيز موقعها العسكري في قبرص التركية، وأصبح مطار "غجيت قلعة" العسكري قاعدة جوية دائمة، حيث يتم نشر الطائرات المسيرة هناك باستمرار.

 

وقال موقع قناة "سي أن أن" التركية" في تقرير ترجمته "عربي21"، إنه جرى اتخاذ قرار بإنشاء قاعدة عسكرية للطائرات المسيرة في جزيرة قبرص التي تهيمن على شرق المتوسط، قبل عامين بعد الاتفاق البحري مع ليبيا.

 

ولفت إلى أنه في 16 كانون الأول/ ديسمبر 2019، هبطت أول طائرة "بيرقدار تي بي2"، والتي انطلقت من قاعدة دالامان جنوب غرب تركيا، إلى قاعدة "غجيت قلعة" بعد تحليق استمر خمس ساعات.

 

وأشارت إلى أنه بعد ذلك هبطت الطائرات المسيرة التي كانت تحلق في شرق المتوسط ضمن نشاط المراقبة إلى القاعدة في قبرص التركية، إلا أن قاعدة دالامان كانت تستخدم كقاعدة دائمة لها، أما "غجيت قلعة" فقد كانت تمثل "نقطة هبوط" وليس قاعدة دائمة.

 

أردوغان: القاعدة ستكون دائمة 

 

ونقل الموقع عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن القاعدة في قبرص التركية، ستكون دائمة وستتمركز فيها الطائرات المسيرة باستمرار، مشيرا إلى أنه سيجري تغيير اسم القاعدة.

 

ويطل مطار "غجيت قلعة"، الذي تم بناؤه كقاعدة عسكرية بعد العملية القبرصية عام 1974، على بعد 40 كيلومترا شرقي العاصمة نيقوسيا، كنقطة تطل على شرق البحر الأبيض المتوسط.

 

القاعدة قد تتمركز فيها طائرات "أف16"

 

ولفت موقع "سي أن أن" التركية، أنه وبعد وصول أول طائرة مسيرة تركية قبل عامين، بدأت أعمال التجديد في القاعدة العسكرية في قبرص والتي كان يجري استخدامها في "الرياضة الجوية" وهبوط الطائرات الصغيرة فيها.

 

وذكر أنه وفقا للخبراء العسكريين، فإن القاعدة التي تم بناؤها كمطار وفقًا لمعايير حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بعد عام 1974، قد تصبح قريبا قاعدة يمكن أن تتمركز فيها طائرات "أف16"، مع أعمال الصيانة والتجديد الجارية.

 

اقرأ أيضا: بولندا أول بلد بـ"الناتو" يشتري المسيّرة "بيرقدار TB2" التركية
 

قبرص التركية لها أهمية استراتيجية.. وتركيا تسعى لقاعدة بحرية

 

وشدد على أن اكتشاف موارد الطاقة في شرق المتوسط، والجهود التي يبذلها الثنائي اليوناني والقبرصي اليوناني لاستبعاد تركيا من خلال تحالفات إقليمية، جعلت جزيرة قبرص أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية.

 

وسعت العديد من القوى الدولية، مثل فرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة لأن يكون لها قواعد عسكرية في قبرص اليونانية، وتمتلك بريطانيا أيضا قاعدتين عسكريتين هناك تستخدمها بكثافة الولايات المتحدة.

 

وكشف الموقع أنه بعد أن تصبح "غجيت قلعة" الجوية في جمهورية شمال قبرص التركية، قاعدة دائمة للمسيرات، فسوف تنشئ تركيا قاعدة بحرية هناك حيث تتمركز فيها السفن الحربية بشكل دائم.

 

ولفت إلى أن العديد من السفن الحربية التركية تتمركز الآن في فاماغوستا، مشيرة إلى أنه طالما كان الحديث لدى وسائل الإعلام عن أن أنقرة تعكف على بناء قاعدة دائمة لسفنها الحربية شرق الميناء القبرصي.

 

في السياق، تحدثت تقارير غربية، عن دور المسيرات التركية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، والأهمية التي توليها أنقرة حولها في قبرص التركية.

 

التوسع التركي عبر المسيرات

 

ويثير دور المسيرات التركية قلق موقع "National Interest"، الذي دعا في تحليل الولايات المتحدة إلى "الحذر" من مخاطر "التوسع التركي" في صناعة الطائرات المسيرة، موصيا بضرورة حظر واشنطن نقل تكنولوجيا ومعدات تلك الطائرات إلى أنقرة.

 

وأشار التقرير إلى نقل تركيا للطائرات المسيرة إلى قاعدة "غجيت قلعة"، ما يمنحها قوة في متابعة الأوضاع في مناطق شرق المتوسط.


وتابع بأن "الاستراتيجية الوحيدة التي ستنجح في المنطقة هي أن نثبت لأردوغان أن تركيا لديها ما تخسره من إلغاء الوضع الراهن أكثر مما تريد أن تكسبه".

 

ولفت إلى أن نقل طائرات مسيرة تركية إلى قاعدة "غجيت قلعة"، سيشكل مشكلة في المنطقة على حد زعم التقرير.

وذكر الموقع أنه "في حين أن الإصدارات السابقة من الطائرة بدون طيار كان لها وصول فعال فقط إلى نطاق 100 ميل، فإن التطويرات التي أدخلت على أنظمة التوجيه والتشغيل تسمح الآن بتوسيع نطاق الطائرات بدون طيار إلى حد كبير".

 

تركيا قلبت الأمن الإقليمي

 

ويشير التقرير إلى أن تركيا "قلبت بالفعل الأمن الإقليمي من خلال المطالبة بالجزر اليونانية، ونشاطها في شرق المتوسط.

 

وكان الرئيس التركي قال في وقت سابق، إن "تركيا بالنسبة لنا ليست 780 ألف كيلومتر مربع، تركيا في كل مكان بالنسبة لنا".

 

وأضاف: "إن ما نقوم به من خطوات في فلسطين أو قبرص أو شرق المتوسط أو العراق، يندرج تحت هذا الأمر. لو كان من يسأل هذا السؤال يتولى الحكم الآن، لكان وضعنا خرابا. ولكنّا فشلنا في الحصول على أي حق من حقوق قبرص".

التعليقات (0)