قضايا وآراء

كيف تحوز على إعجاب الجماهير؟!

عدنان حميدان
1300x600
1300x600
تفوقت شخصيات كثيرة على مر العصور في كسب رضا الناس ونيل إعجاب الجماهير؛ حيث دغدغت عواطف العامة بما تهوى آذانهم أن تسمع وعيونهم أن ترى، ومن ثم أصبحت أكثر جماهيرية، وغدت بمنزلة غض بها الشعب الطرف عن أخطائها وبات مقتنعا بها حد القداسة، حتى إنه رأى هزائمها انتصارات!

وبعد تتبع بسيط لسير تلك الشخصيات وسر ذلك لها، وفي طريق تقديم النصيحة المثالية لكل راغب بحيازة إعجاب الجماهير، خرجت عشر نصائح مهمة بهذا السياق، راجيا عدم التسرع بالحكم عليها قبل إتمام الاطلاع عليها مجتمعة:

أولا: تحدث على مزاجهم لا مزاجك

إياك ومخاطبة العامة وأنت تسعى لكسب ودّهم ورضاهم بشيء لا يحبون سماعه، حتى لو كانت قناعتك خلاف ذلك، فعليك أن تحدثهم على هواهم لا هواك، وبما يرضيهم لا ما يرضيك.

ثانيا: تكلم حسب ترند السوشيال ميديا

تابع باستمرار ما الذي يحظى باهتمام الناس على منصات التواصل، واعزف معهم على نغمته، وردّد مستخدما نفس الوسم (الهاشتاج) عبارات تنسجم والرواية التي يسير معها عامة الناس حتى لو كانت خاطئة.

ثالثا: اربط الفشل بالقضاء والقدر

إن باءت الأمور التي سرت بها موافقا لهوى الناس بخلاف رغباتهم؛ اربط ذلك فورا بالقضاء والقدر، وبرر ذلك التقصير بأنه جاء بناء على حكمة ادخرها الله تعالى لنا قد نكتشفها في قابل الأيام.

رابعا: جهز مشجباً للأخطاء

ضع ببالك شخصا ما أو جهة حمّلها مسؤولية الأخطاء إن لم تنجح معك لعبة القضاء والقدر، وبالعادة نظرية المؤامرة هنا جاهزة للقيام بالمهمة على أكمل وجه.

خامسا: كن مستعدا للذهاب للسجن ولو لأيام

حضر نفسك في هذا الطريق للذهاب للسجن ولو لبضعة أيام، وذلك ثمنا لجرأتك ومستوى قوة خطابك، وهذا سيزيد شعبيتك أضعافا مضاعفة.

سادسا: احرص كثيرا على المقدّمات النارية لخطاباتك

الجماهير لا تركز عادة في تفاصيل ما تتحدث به، يكفيها فقط أن تلهب مشاعرها في مقدمات رنانة وعبارات قوية تفتتح بها خطابك.

سابعا: استخدم عبارات صادمة

مثلا: سأقول لكم معلومة أول مرة أصرّح بها أو سأكشف لكم سرا خطيرا، ويمكن كذلك أن تقول سأعلن لكم شيئا خطيرا ولن أخشى في الله لومة لائم، وما شابه من عبارات.

ثامنا: اذكر قصة عاطفية

مثلا تحدث عن شيء مرتبط بطفولتك أو بتجربة شخصية تدعي أنك مررت بها وتصرفت فيها بشكل إنساني راق، وهكذا من القصص المشابهة.

تاسعا: لا تركّز على الصدق وإنما على المبالغة

الصدق غالبا لا يفيد في كسب عامة الجمهور، ما يحتاجونه هو التماهي مع ما يدور في رؤوسهم حتى لو كان كذبا، ودورك ليس محصورا بذكر ذلك وإنما بالمبالغة بتضخيمه.

عاشرا: انتبه

إن فعلت النقاط التسع السابقة ستكسب رضى الجمهور ولو بشكل مؤقت عنك، ولكن ستكون قد خسرت نفسك ومبادئك، ومن بعد ستخسر حتى ذلك الجمهور الذي سيتركك في أول محطة يجد فيها شخصا أكثر قدرة على دغدغة عواطفهم منك.

الانحياز للقناعات والمبادئ ثمنه غال وقد يجعلك تخسر جمهورك على المدى القريب، ولكن سيكتشفون الحقيقة ولو بعد حين.
التعليقات (1)
محمد ماضي
الخميس، 08-04-2021 08:59 ص
مبادىء؟ هناك محنة مر بها الإسلام و أودت إلى نهاية حقبة الخلافة و من ثم إستخدم بعدها منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في شتم صحابي معين حتى يتم التعتيم على ما حصل و وأد الحقيقه في مهدها و إيعاز إلى علماء الدين بنصيحة كل مسلم أن لا يبحث عن حقيقةً ما جرى بحجة أنها فتنة!!! لا تحدثني عن المبادىء بل النتائج و قل لي أحقا أنت مؤمن بنصيحتك مع أنها حق يقال و هل يمكن أن يغلب الحق الباطل مع أنني لم أشهد يوما صاحب مظلمة نال حقه أو ظالم دفع ثمن طغيانه. كل المبادىء التي تربيت عليها تبين لي لاحقا أنها طريق بداية النهاية لأية فرد يصدق الأكذوبات الثلاث المهلكة و هي العروبة و الإسلام هو الحل و اننا مسلمين و أصحاب أخلاق رفيعة. لا تحدثني بالوهم التي تتوارثه الأجيال بل بالحق أننا لم تكن يوما أصحاب حق أو مبادىء بل زد عليها ان هناك من قطع رأسه و داست الخيل فوق جثته و من ثم أخذت حفيدة النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مغلولة بالجنازير إلى صاحب السمو خليفة العائلة. و ليس ببعيد بعدها هدمت الكعبة و صلب عليها عبد الله ابن الزبير ابن العوام‎, إبن أسماء بنت أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه. و من ثم تحدثني عن أية مبادىء إذا ما كانت الرسالة الإسلامية التي هي مصدر التشريع في الإسلام قد دفنت في مهدها و توارثت الأمة الإسلامية حكما شموليا أرسى قواعد إجتماعية بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام و نهجه إلى أن أتى من يشرع لترامب دخول شبه الجزيره العربية مع إبنته و يسرق نصف تريليون دولار على مرأى و مسمع كل مسلم و مسلمة في هذهِ الدنيا و لا من يستطيع أن يرفع صوته إلا اصحاب الضلال و عمداء الظلم. مبادىء؟؟ اذكر كلمات الشاعر الكبير رحمة الله تعالى عليه الأستاذ نزار قباني، ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان، و ستسأل عنها موج البحر و تسأل فيروز الشطآن. الحق يتطلب مجتمعات يغلب فيها الطيب على الخبيث و ليس العكس كما هو حاصل اليوم.