صحافة دولية

صحيفة "تلغراف": الغرب لا يتحمل ثورة في الأردن

احتجاجات مستمرة بالأردن ضد الأوضاع الاقتصادية والفساد وسياسات الحكومات المتعاقبة- عربي21
احتجاجات مستمرة بالأردن ضد الأوضاع الاقتصادية والفساد وسياسات الحكومات المتعاقبة- عربي21

قال المحرر المختص بالشؤون الدفاعية، في صحيفة"ديلي تلغراف" البريطانية، كون كوغلين، إن أحداث الأردن الأخيرة هي تحذير للغرب، بأن "ثورة" في هذا البلد الصغير والحيوي ليست في صالحه، بحسب تقديره.

 

واعتبر أنه بالنسبة للغرب، فإن "أردنًّا مستقرا وقويا مهم لمواجهة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، ويساعد العائلة الحاكمة في البقاء في الحكم بأحسن طريقة".


وأضاف أنه في هذا الأسبوع حلت الذكرى المئوية الأولى على إنشاء المملكة الأردنية الهاشمية في الأردن، التي زعم وينستون تشيرتشل أنه رسمها "بجرة قلم في مساء يوم أحد بالقاهرة"، وستكون مناسبة هادئة في ظل الاضطرابات الأخيرة التي مرت بها العائلة الحاكمة.


وبدلا من الاحتفال باستمرار حكام الأردن ومواصلتهم في تأمين مستقبل البلاد أمام التحديات المتتابعة، يجد الأردن نفسه وسط أزمة سياسية بعد تقارير عن محاولة انقلاب ضد الملك عبد الله الثاني.

 

اقرأ أيضا: الصفدي: الأمير حمزة أراد تقديم نفسه كحاكم بديل

ومنذ إنشاء إمارة شرق الأردن عام 1921، ظلت الأسئلة قائمة حول بقائها، وتحمل البلد الذي أنشئ لمكافأة العائلة الهاشمية على دعمها بريطانيا في الحملة ضد الدولة العثمانية، وفق قوله.

 

وفي مواجهة هذه التهديدات الوجودية، فقد كان المفتاح الرئيسي هو قوة العائلة المالكة، حيث انتصر الحكام مثل الملك عبد الله الأول، مؤسس المملكة، والملك حسين حفيده الذي حكم طويلا في وجه المخاطر العظيمة.

 

وأي مقترح غير هذا، وهو أن الأمور ليست على ما يرام في داخل العائلة الهاشمية، مثير للقلق، وهو ما يثير الشكوك حول المنظور البعيد للبلد الذي يرى فيه الغرب على الأقل، واحة استقرار واعتدال في مناخ معاد.

 

وفي الوقت الذي لا تزال فيه المعلومات حول الانقلاب المزعوم غير واضحة وغير متناسقة، فالنتيجة هي أن الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق، يجد نفسه تحت الإقامة الجبرية، فيما اعتقل حوالي 20 شخصا من مسؤولي الحكومة والأمن.

 

والاتهام الرئيسي ضد الأمير هو أنه ومن معه كانوا يخططون لإحداث اضطرابات ضد الملك عبد الله الثاني. فالأمير المتخرج من أكاديمية "ساندهيرست"، الذي ظل وليا للعهد حتى عام 2004، ويقال إنه كان المفضل لوالده الملك حسين، كان مرشحا للعرش.

 

ولكن الملك حسين قبل وفاته بفترة قصيرة عام 1999، قرر تعيين ابنه الأكبر عبد الله على أساس أن يكون حمزة ولي عهده. وتبددت آمال الأمير بتولي العرش في يوم ما، عندما جرده الملك من منصبه، وعين ابنه بدلا منه.

 

والخلافات ليست مستبعدة في ضوء زيجات الملك حسين الأربعة وأولاده منهن. كما أن التنافس بين الملك عبد الله، من زوجة الملك حسين الإنكليزية، منى، وأم الأمير حمزة، الملكة نور، التي تحظى بشعبية، محل للقلق، لا سيما في ضوء العلاقة الجيدة التي أقامها الأمير حمزة مع عشائر بدوية.

 

واعتبر أن "الاتهامات بأن الأمير حمزة كان يحاول استغلال علاقاته مع البدو وإثارة احتجاجات ضد الحكومة تمثل واحدة من أكبر التحديات الدستورية التي تواجه البلد منذ أحداث أيلول الأسود في 1970". 

 

اقرأ أيضا: صحيفة: نتنياهو رغب بالتخلص من ملك الأردن وعلم بما جرى
 

وكان خروج الخلافات العائلية داخل العائلة الحاكمة إلى العلن تذكيرا بأن على الغرب وبخاصة بريطانيا والولايات المتحدة ألا تتعامل مع هذا البلد الحيوي كأمر مسلم به.

 

وفي الوقت الحالي، فقد عبر الملك عن رغبته بحل الخلافات مع حمزة داخل العائلة. ولكن الحديث عن مؤامرة انقلابية هو انعكاس لمصاعب البلد الاقتصادية التي فاقمها انتشار كوفيد-19، والأعباء التي يتحملها لأردن في التعامل مع اللاجئين من سوريا والعراق.

 

وكل ذلك بالإضافة إلى معدلات بطالة تصل إلى 24% وسخط متزايد من أداء الحكومة فاقمها فشل المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللازم للأردن كي يتعامل مع تدفق اللاجئين.

 

ووعد الأردن في العام الماضي بمساعدة قدرها 2.2 مليار دولار للتعامل مع اللاجئين على حدوده الشمالية، وحتى هذا الوقت لم يصل من المبلغ سوى النصف، ما زاد من المشاكل الاقتصادية التي تواجه عمّان.

 

وبالتأكيد، فإن فشل المانحين الدوليين الوفاء بالتزاماتهم تجاه الأردن قد يترك آثاره السلبية.

التعليقات (0)