سياسة عربية

رئيس الجزائر يعلن التراجع عن تجريد معارضين من الجنسية

"المشروع تم سحبه نهائيا، لوجود سوء فهم بشأن هدفه" - جيتي
"المشروع تم سحبه نهائيا، لوجود سوء فهم بشأن هدفه" - جيتي

أعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عن سحب تعديلات قانونية مقترحة لتجريد معارضين في الخارج من الجنسية.

وقال تبون في لقاء مع وسائل إعلامية؛ إن هذا المشروع تم سحبه نهائيا، لوجود سوء فهم بشأن هدفه الذي كان حماية الأمن القومي، وليس المساس بحق الجنسية لأي مواطن.

ومطلع آذار/مارس الماضي، أعلنت الحكومة اعتزامها إدخال تعديلات على قانون الجنسية، تسمح بسحبها ممن يثبت بحقهم المساس بوحدة البلاد، أو ممارسة نشاط إرهابي بالخارج، أو التعاون مع دولة عدو.

وأثار هذا المشروع جدلا داخل الجزائر وخارجها، ووصفه معارضون وحقوقيون بأنه منافٍ لحقوق الإنسان، وهدفه الانتقام من معارضين في الخارج.

وتطرق تبون إلى انتخابات برلمانية مبكرة، مقررة في 12 حزيران/ يونيو المقبل، مشددا على أنه لن يدعم أي حزب سياسي خلالها، ومستعد للعمل مع من يزكيه الشعب، سواء من المعارضة أو الموالاة.

وبشأن الأزمة مع الجارة المغرب بسبب النزاع حول الصحراء، قال تبون؛ إن الجزائريين لا يحملون أي ضغينة أو حقد تجاه "الأشقاء المغاربة".

 

اقرأ أيضا: الجزائر.. أنباء عن طلب زعيم جبهة التحرير السابق اللجوء بالمغرب

وتابع أن الجزائر تدعم أي حل سياسي يتوصل إليه طرفا النزاع (المغرب وجبهة البوليساريو)، برعاية الأمم المتحدة.

ومنذ عام 1975، يشهد إقليم الصحراء نزاعا على السيادة بين المغرب و"البوليساريو"، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة.

وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا في الإقليم تحت سيادتها، بينما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.

وأعلن الرئيس الجزائري أيضا، أن أغلب دول الاتحاد الأوروبي أبدت استعدادها لمساعدة بلاده في استرجاع الأموال المهربة خلال عهد الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة (1999-2019)، واعدا بـ"أخبار جيدة" في هذا الملف خلال الأيام القادمة.

وردا على سؤال حول مصير الأموال المهربة، قال تبون؛ إن أغلب الأموال المهربة، خلال العهد السابق، كانت وجهتها أوروبا، من دون أن يحدد حجمها، وفق ما بثه التلفزيون الرسمي.

وأضاف أن عملية استرجاع هذه الأموال تتم وفق خطوات قانونية معقدة، وحاليا هناك ملفات فساد تنتظر الأحكام النهائية للقضاء، لكي تبدأ عملية التفاوض حول استرجاع الأموال والعقارات في الخارج.

وأفاد بأن أغلب دول الاتحاد الأوروبي أبدت استعدادها للمساعدة في تسهيل استعادة تلك الأموال.

وشدد على أن السلطات الجزائرية باشرت اتصالات لاسترجاع الأموال المهربة، وحتى عقارات، والسفراء يتولون هذه المهمة.

وتابع بأن السفير الجزائري في فرنسا تمكن من استرجاع 46 من الأملاك العقارية.

ووعد تبون بأنه رغم العقبات التي فرضتها جائحة "كورونا"، إلا أن الأيام القادمة ستحمل أخبارا جيدة حول هذا الملف.

ولا يوجد رقم رسمي حول حجم الأموال المهربة خلال عهد بوتفليقة، الذي استقال من الرئاسة، في 2 نيسان/ أبريل 2019، تحت ضغط احتجاجات شعبية مناهضه لحكمه اندلعت في 22 شباط/ فبراير من العام نفسه.

التعليقات (1)
أحمد أحمد
الإثنين، 05-04-2021 03:02 م
إنه من الحكمة التراجع عن مثل هذه الإجراءات الوضعية التي ما أنزل الله بها من سلطان لأن نزع الجنسية الأصلية أمر غير مقبول و غير مستساغ عقلا و لا يمكن تبريره كعقوبة إلا لدى الأنظمة الدكتاتورية فالأشخاص يولدون بجنسياتهم الأصلية، أي أن لا أحد تكرم عليهم بمنحهم إياها حتى يتراجع عن هذه الهبة أو المزية التي يمكن نزعها في وقت لاحق، فالمنطق يقول لا يمكنك نزع ما لم تهب، فلا يمكنك نزع الحياة لأنك لم تهبها و لا تنزع إلا بما أنزل من وهب الحياة كما لا يمكنك نزع الدين عن أحد لأنه لا أحد يمكنه أن يقول لآخر لولاي لما كنت مسلما أو أن يدعي بأن إنسانا غير مسلم لمجرد إحداث أمر في الدين، و الأمر يصبح مقبولا لو كانت الجنسية مكتسبة و رغم ذلك فليس من السهل نزع الجنسية في دول الغرب عن الأجانب أو مزدوجي الجنسية إلا بإجراءات قضائية صعبة يمكن الطعن فيها و التقاضي لإسقاطها و هي ليست مجرد قرار إداري يصدر من جهة لعل من بين أعضاءها من هم أميون أو شبه أميين سياسيا و قانونيا و قديما كان الجاني أو المعارض ينفى من الأرض عقوبة لكن لا يدعى بعدم إنتماءه إلى تلك القبيلة أو ذلك الشعب.