صحافة دولية

أتلايار: ناقلات نفط تفضل الانتظار على مداخل السويس.. إلى متى؟

ناقلات النفط السعودية والروسية والعمانية والأمريكية تنتظر إلى جانب أكثر من 100 سفينة أخرى بالقرب من مداخل السويس- جيتي
ناقلات النفط السعودية والروسية والعمانية والأمريكية تنتظر إلى جانب أكثر من 100 سفينة أخرى بالقرب من مداخل السويس- جيتي

نشرت صحيفة "أتلايار" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن أزمة قناة السويس المتواصلة، دون أفق للحل، وسط توتر متزايد في جميع أنحاء العالم.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ناقلات النفط السعودية والروسية والعمانية والأمريكية تنتظر إلى جانب أكثر من 100 سفينة أخرى بالقرب من المداخل الجنوبية والشمالية لقناة السويس المصرية، على أمل إعادة فتح الحركة الملاحية داخل القناة، بعد جنوح إحدى أكبر سفن الحاويات في العالم، متسببة بإغلاق الجزء الجنوبي من القناة.

 

خيار الانتظار.. ولكن إلى متى؟

 

وربما يعد انتظار إعادة فتح قناة السويس الخيار الأفضل لشركات الشحن، لأن التنقل عبر طريق رأس الرجاء الصالح سيزيد من التكلفة.

واضطرت السلطات المصرية إلى الاستعانة بخبراء أجانب. وفي تمام الساعة الخامسة صباحا بتوقيت القاهرة من يوم الخميس، وصل فريق من الخبراء في الرفع الثقيل والتجريف من شركة "بوسكاليس" الهولندية إلى مصر لمساعدة خبراء من هيئة قناة السويس لتعديل مسار ناقلة الحاويات، وهي عملية يمكن أن تستغرق أياما أو ربما أسابيع، وفقا لرئيس الشركة، بيتر بيردوسكي.

وبحسب المسؤولين المصريين، إذا كانت جهود إعادة السفينة إلى مسارها غير صحيحة، فإن عملية تعويمها ستستغرق أسبوعا، أما إذا تمت العملية بشكل صحيح، فلن يستغرق الأمر أكثر من يومين، مضيفين أنه "لو كانت جهود تعويم السفينة قد تمت بشكل صحيح منذ البداية، لكانت الأزمة قد انتهت".

 

اقرأ أيضا: صحفي بريطاني بعد حادثة السويس: السيسي خطر على العالم


وأوضحت الصحيفة أنه بمجرد نجاح عملية التعويم، فإنه من غير المرجح أن تتمكن "إيفر غيفن" من مواصلة الإبحار بشكل طبيعي بسبب الضرر الذي قد يكون لحق بها.

 

وينبغي سحبها إلى أقرب رصيف، أي إما إلى ميناء السخنة الواقع على بعد 20 كيلومترا جنوب السويس، أو ميناء بورسعيد على بعد 100 كيلومتر شمالا.

 

وهناك، سيتم تفريغ الناقلة وإجراء إصلاحات طفيفة. ولكن إذا تبين أن الضرر الذي تعرضت له شديد، سيتم جرها إلى حوض بناء السفن.

 

طريق رئيسي للنفط

وبحسب الصحيفة، فإن قناة السويس معبر بحري يكتسي أهمية بالغة في العالم حيث يضمن تدفق ناقلات النفط من منطقة الخليج إلى أوروبا وأمريكا الشمالية. ووفقا لتقديرات شركة أبحاث السوق "كيبلر"، فإن ناقلات النفط التي تنتظر دورها الآن أمام القناة، بالإضافة إلى تلك التي يُتوقع وصولها في الأيام القليلة المقبلة، تحمل حوالي 10 بالمئة من استهلاك النفط العالمي يوميا.

وذكرت الصحيفة أن أكبر ثلاث دول مصدرة للخام والمنتجات البترولية عبر قناة السويس خلال سنة 2021 حسب تقديرات شركة "فورتكسا"، هي روسيا بنحو 546 ألف برميل يوميا والسعودية 410 آلاف برميل يوميا والعراق بنحو 400 ألف برميل يوميا. وتتصدر الهند قائمة أكبر مستورد للنفط الخام والمنتجات البترولية عبر قناة السويس بـ 490 ألف برميل يوميا، تليها الصين بـ 420 ألف برميل يوميا، ثم كوريا الجنوبية بنحو 380 ألف برميل يوميا.

 


وأشارت الصحيفة إلى أن الخسائر التي ستتكبدها هذه الدول تعتمد على الوقت الذي تستغرقه عملية إعادة فتح قناة السويس. وربما يكون الانتظار هو الخيار الأفضل لشركات الشحن الدولية حتى الآن، نظرا لأن التنقل عبر "طريق رأس الرجاء الصالح" من شأنه أن يزيد مدة الرحلة بأسبوعين من آسيا إلى أوروبا، مما يفترض ارتفاع تكاليف الرحلة والمزيد من التأخير عن مواعيد التسليم.

وعلى عكس الولايات المتحدة، التي تعد مصدرا للنفط الخام، تستورد الصين ما يقرب من ثلاثة أرباع النفط الذي تستهلكه، وكذلك أربعة أخماس خام الحديد الذي تستخدمه في تشييد البنية التحتية الخاصة بها، إلى جانب معظم صادرات السلع التي تستخدمها لكسب النقد الأجنبي لدفع ثمن هذه السلع الأساسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشركات الصينية تمتلك حصصا تقارب 65 بالمئة في أكثر موانئ العالم حيوية وازدحاما. وتعد مشاريع البنية التحتية في باكستان، وخطوط الأنابيب عبر ميانمار، وطريق السكك الحديدية متعدد الوسائط عبر شبه الجزيرة الماليزية، أحد العناصر الرئيسية لمبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ، والتي تعمل على تقليل اعتماد الصين على مضيق ملقا وسنغافورة.

التعليقات (0)