أخبار ثقافية

الترجمة إلى العبرية والتطبيع: حيرة المثقف العربي؟

كتب أحد الصحفيين أنّ الإشكال ليس في الترجمة إلى العبرية ولكن في التعاقد مع مؤسسة إسرائيلية- تويتر
كتب أحد الصحفيين أنّ الإشكال ليس في الترجمة إلى العبرية ولكن في التعاقد مع مؤسسة إسرائيلية- تويتر

لم يتم بعد الحسم في مسألة الترجمة إلى العبرية وعلاقتها بالتطبيع. فالجدل مستمرٌّ منذ أسابيع منذ إعلان الروائي التونسي ومدير بيت الرّواية كمال الرياحي، عن ترجمة روايته "المشرط" إلى العبرية، والتي قامت بها الكاتبة والصحفية والمترجمة الفلسطينية ريم غنائم، حيث تصدّر الموضوع اهتمامات الساحة الثقافية في العالم الافتراضي وانقسمت الآراء حوله.

كتب أحد الصحفيين أنّ الإشكال ليس في الترجمة إلى العبرية ولكن في التعاقد مع مؤسسة إسرائيلية. وهو الأمر الذي نفته المترجمة في مدوناتها الفيسبوكية دون نشر لأي وثيقة تؤكد أو تنفي ذلك ما عمق الإشاعات حول وجود تعاون مع مؤسسات الكيان الصهيوني. 

تتجاوز القضية "مشرط" كمال الرياحي إلى ضرورة إعادة التفكير في سؤال التّرجمة والتطبيع في هذا الواقع المتحوّل.

 

وصار ملحًا اليوم طرح الموضوع ومناقشته خاصة أمام استراتيجيات ومخططات التطبيع مع الكيان الصهيوني والتي تدار تحت مسميات كثيرة من بينها الحوار والانفتاح الثقافي وتباحث السّلام والكون الصغير وكل هذه الآراء.  

ماذا يقول المثقفون العرب في مسألة التّرجمة إلى العبريّة؟


شكري المبخوت: الذهاب إلى الأسئلة الحقيقة أهم من التشنيع والتخوين

وكان المبدع التونسي شكري المبخوت قد نشر تدوينة على صفحته الرسمية على الفيسبوك قد دعا فيها إلى طرح الأسئلة الحقيقية والنقاش العقلاني عوض التخوين والتشنيع وهذا جزء مما نشره: "ما يفترض بين الكتاب هو النقاش العقلاني الرّاقي لمسألة مهمة هل يسمح بترجمة أدبنا الى العبرية؟ ماهي انعكاسات ذلك؟ ماهي محاذيره؟ ماهي غاياته؟ وماذا لو كتبت عن هذه الأعمال الصحافة الإسرائيلية؟ هل هو مبعث للافتخار؟ هل يمكننا أن نتحكم في ما تكتب الصحف الأجنبية عموما؟ أليست الصحافة الثقافية جزءا من الجهاز الأدبي؟ ماذا لو ترجمت إحدى الصحف العربية المقال عن هذا مؤلف هذه الرواية أو ذاك في الصفحة التي تخصصها للصحافة الإسرائيلية؟ هل قراءة ما تكتبه هذه الصحف تطبيع أم لا؟ ...والخ وغيرها من الأسئلة".

وخلص في نهاية تدوينته إلى التالي: "من الأريحية والذهاب إلى الأسئلة الحقيقية في نظري أهم من التشنيع والتخوين والتجريم والدعوات إلى أفراد كمال الرياحي أفراد البعير المعبد..

 

تضامني مع كمال الكاتب والإنسان بقطع النظر عن رأيي في جوهر المسألة ولي فيه قول ولكن بعد أن ينتهي التشنج والتخوين".

جون دوست: "الثورة الرقمية ألغت الحدود..."

في إجابة عن سؤالنا "ما رأيك في الجدل الحاصل حول الترجمة إلى العبرية؟ وهل نتحدث دائما عن الترجمة كأداة لاكتشاف ثقافة الآخر وغزوها ثقافيا، هل يمكن أن تكون الترجمة حكرا على لغة دون أخرى أو حضارة دون أخرى؟"، يقول الرّوائي جون دوست: "الجدل كان في بدايته عن الترجمة إلى العبرية لكنه تطور وأخذ منحى آخر حيث يدعي الفريق المجادل أن ما حدث تطبيع وليس حالة ترجمة..

 

وعلى كل حال فالترجمة إلى العبرية شيء طبيعي من وجهة نظري. ونحن نعيش الآن فصول الثورة الرقمية التي ألغت الحدود وكسرت القواقع القومية والوطنية. العالم الآن وطن رقمي واحد. والتخندق وراء شعارات قومية لمنع تواصل كتاب ينتمون إلى دول متعادية لن يفيد في هذا المجال".

وتابع يقول: "أنظر إلى المستقبل على أنه سيكون مستقبلاً لا وجود للتخندقات فيه. نحن نستهلك التكنولوجيا بتمظهراتها الاختراعية العديدة ونرى ذلك طبيعياً جداً لكننا نريد تطعيم أنفسنا ضد ما نعتبره غزواً ثقافياً واختراقاً للذات الوطنية..

 

كل هذا في اعتقادي لا يفيد ويتكئ بالأساس على إرث كراهية الآخر وعدم القدرة على قبوله. كراهية الآخر للأسف تتلطىً وراء شعارات وطنية محقة. إقحام السياسة في كل مفصل من مفاصل الحياة أفسد الأمور".

يوسف نبيل: لماذا نترجم مثل هذه الأعمال؟

دون تردد أو طول تفكير حسم الروائي والمترجم المصري يوسف نبيل في رأيه حول الجدل الحاصل قائلا: "أظن أن الترجمة من العربية إلى العبرية تندرج تحت إطار التطبيع لأسباب عديدة..

 

الأمر الأول أنه بالطبع يتطلب ذلك حدوث تعاملات تجارية ومادية بين مؤسسات هنا وهناك، لكن في حين أن الموقف الرسمي للحكومات العربية مهادن تمامًا لإسرائيل، يكون المهم إذن في المسألة هو التفكير في طبيعة الأعمال التي يمكن أن تُترجم من العربية إلى العبرية".

وفسر ذلك كالتالي: "بالطبع لا يمكننا أن نتصور أنهم سيقبلون على ترجمة أعمال تهاجم مثلا الاحتلال الإسرائيلي بأي صورة أو تفضح ممارساتهم الدولية، أو حتى تتعامل بصورة مختلفة مع أي عقيدة من عقائدها الأساسية، وبالتالي لن يكون هنالك أي مكسب على الإطلاق من ترجمة مثل هذه الأعمال، ولن نربح شيئًا في تعريف القارئ الإسرائيلي العادي بوجهة نظر العرب تجاه دولته".

سعيد ناشيد: "منطق الثقافة غير منطق السياسة"


يقول الكاتب والباحث المغربي سعيد ناشيد: "من يعتبر الترجمة إلى العبرية تطبيعا، كمن يعتبر تدريس اللغة العبرية في أقسام الآداب بالجامعات تطبيعا.

 

من يعتبر الترجمة من العربية إلى العبرية تطبيعا عليه أن يعتبر أيضا الترجمة من العبرية إلى العربية تطبيعا. وفي كل الأحوال يتعلق الأمر بخلط في الأوراق بين السياسة والثقافة..

 

لقد قاوم الوطنيون الاحتلال الفرنسي والبريطاني لكنهم واصلوا عملية التبادل الثقافي مع الثقافات الأوروبية كلها، لأن للثقافة منطقها الخاص..

 

نصوص ابن رشد وابن عربي والرومي وحتى محمود درويش مترجمة إلى العبرية باعتبارها جزءا من التراث الإنساني، وفي المقابل فنصوص ابن ميمون مترجمة إلى العبرية باعتبارها جزءا من لتراث الإنساني. في كل الأحوال منطق الثقافة غير منطق السياسة. ولا يجب خلط الأوراق".

عمار الثويني: "رأيي من زاوية مختلفة جدا عن المترجمين.."


يقول المترجم والروائي العراقي عمار الثويني أنّه: "لمّا يتعلق بالترجمة من العربية إلى العبرية، سيكون رأيي من زاوية مختلفة ربما بعض الشيء عن الآراء التي أتوقع أن يدلي بها بقية المترجمين..

 

أنا لست من المؤيدين لهذه الخطوة ليس سياسيا أو إنسانيا حسب في ظل الذاكرة العربية التي تعج بالمجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني منذ عام 1948 وحتى قبل ذلك وإلى الآن، وكذلك في ضوء التعامل العنصري الذي تعرض له الفلسطينيون، أصحاب الأرض الأصليون، على يد السلطات الغاشمة، بل على الصعيد الثقافي والشخصي الذي يجنيه الأديب عندما يترجم عمله للعبرية".

ويطرح عمار الثويني مجموعة من الأسئلة في ذات السياق: "أولا من المسؤول عن هكذا خطوة ومن يمول تكاليف الترجمة؟ فهل هي جهات حكومية أو مؤسسات شبه حكومية أو دور نشر ذات وجهات ثقافية تمثل واجهات لشخصيات وأحزاب لديها مآرب من هذه الخطوة؟".


اقرأ أيضا: صالح علماني: أن تفتح قارة أدبية بأكملها


وتساءل عمار الثويني مستنكرا: "لو كان الأدب العربي مهما، فالأحرى ترجمة الأعمال الفلسطينية التي صورت المأساة التي كابدها أهل فلسطين لأكثر من سبعين عاما في أعمال عديدة وأولها روايات وقصص الراحل غسان كنفاني الذي اغتاله الموساد لإسكات صوته الحر الرافض للاحتلال".

ومن زاوية ثانية يقول الثويني: "لا أدري عدد قراء الرواية العربية المترجمة للعبرية فهذا الكيان كما أظنه هو خليط من أناس أصليين (العرب) ومن مهاجرين شتات من مختلف دول العالم تجمعهم الديانة فقط والقليل منهم يجيد العبرية، فما بالك بقراءة الأدب العربي المترجم..

 

فلو أراد المترجم العربي الشهرة أو الحصول على مردود مادي جيد (وهذا أمر طيب ولا اعتراض عليه) فالأولى به العمل على ترجمة أعماله للغات العالمية واسعة الانتشار التي يتحدث بها ملايين الأشخاص مثل الإنجليزية والفرنسية والصينية والاسبانية والأردو وحتى اللغات الأُخر مثل التركية والفارسية في ظل أعداد هاتين الدولتين الكبيرتين وحجم القراءة الواسعة لديهما لما يتعلق بالأعمال المترجمة".

 

ومن زاوية قال ضيفنا متسائلا: "ما هي الأعمال التي سيتم ترشيحها للترجمة وهل يتم قبول الأعمال التي صورت المأساة الفلسطينية بشكل واقعي ودقيق؟ وهل ستغير هذه الأعمال من النظرة العنصرية والكراهية التي غرسها النظام الإسرائيلي لدى شعبه تجاه الفلسطينيين وتجاه العرب؟ شخصيا لا أظن ذلك".

 

ومن زاوية رابعة قال: "ترجمة الكتب إلى لغة ما يسهم في إنشاء علاقة خاصة ما بين المؤلف والقراء، خاصة مع الأعمال الناجحة والمميزة، ما يرافق ذلك دعوات لحضور معارض الكتب وإلقاء محاضرات وتوقيع على الإصدارات..

 

هذا الأمر برأيي سيسبب حرجا كبيرا على الكاتب في حال قبول أو رفض مثل هذه الدعوات حتى لو كانت تعود عليه بمردود مادي أو بالشهرة".


ليخلص عمار الثويني إلى التالي: "أرى أن ما يخسره الروائي والأديب أكثر مما يجنيه، خاصة قاعدة قرائه في العالم العربي".

التعليقات (2)
نورة عبيد
الإثنين، 29-03-2021 09:17 م
إنّ تطبيع بعض الدول العربيّة وتراجع عمل معظم الأحزاب الوطنيّة والقوميّة واليساريّة وانهيار جامعة الدول العربيّة، جعل مقاومة التّطبيع مسؤوليّة فرديّة. نعم مسؤوليّة فرديّة لأنّ تطبيع الدول لم يكن ليعلن لولا وجود حزام ثقافيّ داعم للحكومات المطبّعة. ومع كلّ تطبيع ثقافيّ تطفو قضيّة الترجمة من العبريّة وإليها قضيّة سجاليّة خلافيّة؛ هل الترجمة تطبيع أم مثاقفة؟ وأنّى تُجرّم الترجمة وهي فعل معرفيّ بالأساس؟ وكيف نعتبرها تطبيعا وقد ترجمت أعمال نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ومحمود درويش وصنع الله إبراهيم وعبد الرحمان منيف؟ كيف نكون ضدّ "محبّي المعرفة"؟ إنّ المسألة محسومة سلفا. فالترجمة هي بالأساس مشروع مؤسّسي منظّم للكيان الصهيونيّ. فقد أسّس "معهد ترجمة الأدب العبريّ" سنة 1962ورصد أموالا داعمة لدور النشر التي تتولّى ترجمة الأعمال الأدبيّة الإسرائيليّة، ويرتّب زيارات لكتّاب وصحفيين وناشرين لإسرائيل ليقنع العالم أنّ للكيان أدبا وثقافة وحضارة .وهي خطوة مهمّة للإقناع بدولة الكيان الغاصب ولتجسير ثقافة الانفتاح والقبول والتجاوز. وهي ثقافة التطبيع والتبديل. ولمّا كانت الترجمة من العبريّة إلى لغات العالم ومنها العربيّة تتبعها ترجمة من العربيّة إلى العبريّة بالضرورة لتبلغ رهان الاختراق الثقافيّ للهويّة العربيّة الإسلاميّة. وليس غريبا أن يصرّح الكاتب الصهيونيّ "ألوف هارايفن" بأنّ الموقف الثقافيّ والعقائديّ للعرب والمسلمين يحول دون بلوغ التطبيع مداه. ولتجاوز هذه العقبة لابدّ من تغيير ملامح التعليم والثقافة والهويّة. فلا غرو إذن أن يكون التطبيع الثقافيّ الدعامة الأساسيّة للتطبيع السياسيّ . فليس المشروع الثقافيّ إلاّ مشروعا سياسيّا بالأساس مهمّتة نزع الاعتراف بالكيان الغاصب عبر تغلغله في المخيال الجمعيّ للشعوب والأمم. وشتّان بين معرفة الآخر والاعتراف بالغاصب. فالأولى معرفة مقاومة والثانية معرفة مجاورة . ولأنّ الآخر المقاوم ضعيف الحال، يتجاهل المآل هان عليه المحال فانقاد لثقافة المبادلة والمتاجرة. والحال أنّ الكيان الصهيونيّ عدوّ وجوديّ و نقيض تاريخيّ ومعرفته ضرورة استراتيجيّة مقاومة تستوجب ميزانيّة وتخطيطا من الحكومات قبل الأحزاب ومن الجمعيّات المدنيّة قبل الأفراد. والتزام فنيّ من النخب المثقّفة ومقاومة مستدامة تجدّد آلياتها وتفرض سبلها وتستجيب لنداء الحقّ وفي مقدّمتها حقّ الشعب الفلسطينيّ في استرداد كلّ فلسطين وليس جزءا منها. وفي غياب ثقافة المقاومة ومشاريع المقاومة الثقافيّة، ظهرت مشاريع التطبيع الثقافية كثقافة عالميّة تتخفّى بنظريات المواطنة العالميّة وانتقت لها المفلسين ماديّا وفكريّا؛ فاقدي الانتماء لقضايا الأمّة والإنسان المغتصب في أيّ مكان. انتقى الكيان الغاصب المحفّزين المسمسرين بالفنون الجميلة كالموسيقى والمسرح والأدب ولا سيما القصّة. وكلّ شيء قصّة. فالمطلوب ببساطة التّخلي عن النصوص التي تصنفهم أعداء و نزع العداء من العقل العربي والعقل الإسلامي استتباعا لنزع السلاح الذي تمّ وتعرفون كيف تمّ. فالتّطبيع في جوهره عبور للفكر الصهيونيّ في كلّ القطاعات العلميّة و الفكريّة والسياسيّة والاقتصاديّة ليسود ويتمظهر بشكل عاديّ. وليتحقّق ذلك اختارت المحفّزين المسمسرين اختيارا دقيقا بعد أن درّبتهم على أن يكونوا شخصيّات مؤثّرة مستقطبة .فليس التّطبيع الثّقافيّ إلاّ فتحا للعقول والقلوب وقتلا للضمائر والقيم الوطنيّة والقوميّة باسم المثاقفة والحوار والمبادلة وماهي إلاّ متاجرة ومؤامرة. فالتطبيع إذن خطّط للجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسائر الجنسيّات والأقليّات لا لفضح الاحتلال والاضطهاد وإنّما للتعاون العلميّ والفنيّ والنسويّ لإزالة الحواجز النفسيّة بين الكيان الصهيونيّ والضمير العربيّ. وهو ما قام به مدير بيت الروايّة في تقبّله الحسن للترجمة ومشروع الترجمة والكتابة عن نجاح مشروع الترجمة. ولأنّ في تونس من الكتّاب الأحرار الذين يفصلون بين الترجمة مشروعا حضاريّا والترجمة مشروعا من مشاريع التطبيع يدعم الكيان ليكون دولة قائمة الهويّة الثقافيّة. و لا يخفى على مقاوم غيور الدور الذي تضطلع به المؤسسات الثقافيّة الصهيونيّة والجامعات المقامة على أرض الكيان الغاشم من دعم مباشر للجيش "الإسرائيلي" الذي يقتّل ويشرّد ويهدم كلّ فلسطين. فلسطين الأرض وفلسطين الرمز في أيّ مكان. إنّ هندسة مشروع التطبيع له ذرائع ثقافيّة وفنيّة. لذلك فثقافة المقاومة مسؤوليّة فرديّة لا تقبل المساومة ولا يغريها التحفيز الماليّ والمعنويّ والكفاءات الأدبيّة على شكل جوائز مهما علت هذه الجوائز. وفي غياب الحكومات المناهضة للتطبيع وقانون تجريم التطبيع أذكّركم بما يقوله الرّاحل "إقبال أحمد" لطلاّبه : "كلّ ليلةٍ، قبل أن تضعوا رؤوسَكم على المخدّة، اسألوا أنفسَكم: ماذا فعلنا من أجل فلسطين؟".
sandokan
السبت، 27-03-2021 09:06 م
ساهم العديد من المفكرين و الأدباء في التعريف بقضايا بلدانهم في المحافل الدولية التي كانت تحت السيطرة الاستعمارية بهدف إعطاء صورة واضحة عن شعوبهم ومعاناتهم و إظهار حقيقة المستعمر، و من بين هؤلاء الأدباء والمفكرين إدوارد سعيد الذي يعد من أهم المثقفين الفلسطينيين و حتى العرب في القرن العشرين، سواء من حيث عمق تأثيره أو من حيث نشاطاته، ًحيث كان متميزاً في ثقافته التي كانت تربط بين العروبة و العالمية فقد كان عربيبا في عالميته وعالميا في عروبته. سخر إدوارد سعيد حياته لقضايا أُمته العادلة ولاءهُ الحرية و الكرامة الإنسانية، حيث كان ًمنحازًا دائماً اإلى جانب المضطهدين و المقهورين، إذ كان له دور كبير في الدفاع عن القضية الفلسطينية و التي تمثلت في الصراع العربي الإسرائيلي و ما نتج عنها من حروب و أزمات.