ملفات وتقارير

كيف يهدد جنوح سفينة بقناة السويس مستقبل شريان العالم؟

ارتفع سعر خام برنت بقيمة دولارين في تعاملات الأربعاء بعد وقف حركة مرور السفن عبر قناة السويس- جيتي
ارتفع سعر خام برنت بقيمة دولارين في تعاملات الأربعاء بعد وقف حركة مرور السفن عبر قناة السويس- جيتي

تسبب جنوح سفينة الحاويات البنمية العملاقة "EVER GIVEN" صباح الثلاثاء، أثناء عبورها قناة السويس، قادمة من الصين إلى روتردام؛ بوقف حركة مرور السفن عبر الممر المائي المصري الأهم عالميا؛ حتى ظهر الأربعاء.


هيئة قناة السويس، أرجعت الحادث لانعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية، والعاصفة الترابية التي تمر بها مصر، مع سرعة الرياح التي بلغت 40 عقدة، ما أدى لفقدان القدرة على توجيه السفينة، (طولها 400 متر، وعرضها 59 مترا، وحمولتها 224 ألف طن).


وأكدت القناة، أن وحدات الإنقاذ وقاطرات الهيئة، تواصل جهودها لإنقاذ وتعويم السفينة، فيما تم ظهر الأربعاء، تعويم السفينة جزئيا، واستئناف حركة الملاحة بالقناة، حسب صحف مصرية.


وفي تأثير الواقعة على الاقتصاد العالمي، وفور وقوع الحادث؛ ارتفع سعر خام برنت بقيمة دولارين في تعاملات الأربعاء، ليصل إلى 62.79 دولارا للبرميل.

 

 

A container ship has run aground in the Suez Canal. It's...causing a bit of a traffic jam. https://t.co/D4Zh9KJvCq pic.twitter.com/5O6UI5sM30

 

 

 


الإعلام العالمي وخاصة الاقتصادي منه مثل وكالة "بلومبيرغ"، وموقع "فوربس"، وصحيفة "فاينانشيال تايمز"، و"الغارديان"، اهتم كثيرا بالواقعة وسلط الضوء عليها، مشيرا إلى أزمة إغلاق قناة السويس بالكامل منذ صباح الثلاثاء، والتسبب في تراكم نحو 100 سفينة عملاقة، مؤكدا أن ذلك "يثير قلق العالم"، متحدثا أيضا عن غياب الحكومة المصرية ورفضها التعليق على الأزمة.


وهو ما وصفه الخبير في الإدارة الاستراتيجية وإدارة الأزمات الدكتور مراد علي، بموقع "تويتر" بأنه "نموذج في الفشل بإدارة الأزمة".

 

 

الإعلام العالمي: قناة السويس مغلقة منذ صباح الأمس نتيجة لحادث بحري. الإغلاق سبب تراكم ما لا يقل عن 100 سفينة في القناة مما يثير القلق في العالم.
الإعلام العالمي يقول أن الحكومة المصرية ترفض أن تعلق.
نموذج في الفشل في إدارة الأزمة pic.twitter.com/CTYQhHjoW9

 

 

 

 

الواقعة؛ تأتي في ظل تراجع دخل الشريان العالمي الأهم رغم تقديم الحكومة المصرية تخفيضات كبيرة على مرور السفن.


وتتعرض القناة لمنافسة مشروعات وطرق ومسارات أخرى أقصر وأقل تكلفة تقلل من قيمتها عالميا وتهدد مستقبلها، بالإضافة لمحاولات احتكار عمليات الصيانة والاستحواذ على الموانئ بمدخل البحر الأحمر، واستئجار الموانئ المصرية بغرض تعطيلها لا تطويرها، وفق مراقبين.

 

 

القناة تواجه منافسة متصاعدة ومشروعات منافسة بالمنطقة، شمالا وجنوب بالإضافة لمحاولات احتكار عمليات الصيانة والاستحواذ على الموانئ بمدخل البحر الأحمر بل واستئجار الموانئ المصرية بغرض تعطيلها لا تطويرها، وهو ما يحتاج لمراجعة تلك العقود وإنهاء الضار منها، وأغلبها ضار.

 

 

 

 

"تشخيص الأزمة"


وفي تعليقه على آثار الحادثة على مستقبل قناة السويس، قام الخبير الاقتصادي والاستراتيجي المصري الدكتور علاء السيد، بتشخيص الحالة موضحا أن "ما حدث وقع على يد قبطان بحري سيدة هي الأولى التي يجري تعيينها بالقناة، ويبدو أنه قد تُرك لها القيادة دون تدريب كاف، ما يعطي انطباعا بفشل إدارة هيئة القناة التي لم تغلق منذ 1967".


وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف أن "مهمة نقل السفن عبر القناة لا تكون تحت مسؤولية كباتن السفن وتتم بقيادة كباتن مصريين تابعين للهيئة"، مطالبا بضرورة "رفع كفاءتهم بالتدريب المستمر، وعدم دخول الواسطة والمحسوبية بالتعيين، لأن هذه سمعة عالمية لأهم مصادر الدخل المصرية".


وأكد أنه "عندما يكون النظام فاشلا؛ ينسحب الفشل لكل شيء، وينتشر الفساد من الرأس للجسد، وأصبح انتشار الفساد بأركان ومؤسسات ووزارات وهيئات الدولة طبيعيا طالما الرأس فاسد، ومصر تحتاج إعادة هيكلة شاملة مع نظام فاشل جاهل يحارب العلم والعلماء ويقرب المطبلين ويبعد الخبراء والمهنيين".


ويعتقد الخبير المصري، أنه "كان على الدولة وإدارة القناة ألا تقف صامتة وتسمح للإعلام الغربي أن يهزأ بمصر ويشكك بكفاءتها بإدارة أهم الممرات البحرية بالعالم، وكان يجب إصدار بيان واضح، والتعاطي مع وسائل الإعلام بشكل مهني، والتعامل مع الحادثة بمهنية، والتحقيق السريع بها، وتقديم اعتذار رسمي، وتمرير السفن التي تأخرت مجانا".


ويرى أن "التعامل المهني مع مثل هذه الأزمات مفقود، ولم يعد لدينا كفاءات لإدارة الأزمات، وكل الأزمات سياسية واقتصادية وإدارية يفشل الجميع بإدارتها، رغم وجود معهد لإعداد القادة ومراكز تدريبية".


ولفت إلى أن "سيطرة العسكر على النواحي التدريبية وإدارات وعمليات التأهيل ومعاهد الإعداد الأكاديمية والتدريبية أفقد هذه المراكز قوتها وأعطى مخرجات بالغة السوء، نراها في سوء تعامل الوزارات ورؤساء الهيئات بالأزمات، ما يثير استهجان وسخرية العالم".


وقال السيد، إنه "على إدارة الانقلاب القيام بما يلزم لإصلاح الصورة السيئة التي أدت لها هذه الحادثة، ورغم أنها عرضية إلا أنها كبيرة، وأضرت بسمعة مصر والقناة، وإذا كانت لا تستطيع إدارة الأزمات فلتخرج العلماء وأصحاب الفكر من السجون ليديروا الأمور".


"فقدان ثقة عالمي"


ووافقه الرأي الخبير المصري في مجال الإدارة والتخطيط الدكتور هاني سليمان، بقوله: "يلفت انتباهي أسلوب إدارة الأزمات خاصة المتعلقة بالدولة والحكم والسياسة والاقتصاد، ما يؤثر بحياة المصريين، أنه بدائي، غالبا يكون رد فعل مباشر وعشوائي لحدوث الأزمة، دون دراسة وتحليل عناصرها والتفكير بأسبابها أو فهم سياقها وعناصرها".


وفي حديثه لـ"عربي21"، ضرب مثلا بحل أزمة الاقتصاد المتعثر عبر الاقتراض الداخلي والخارجي، وحل أزمة انخفاض الدخل القومي بفرض المزيد من الضرائب والرسوم، وحل أزمة التعليم بامتحانات الطلبة إليكترونيا، وحل أزمة كورونا بإخفاء البيانات الحقيقية، وحل أزمة انتهاك حقوق الإنسان بالإنكار التام، وهكذا بكل أزمات مصر.


ولفت الخبير المصري بأن "هذه العشوائية تظهر بأزمة السفينة الجانحة بالقناة"، وعاب رد الفعل الصامت من الهيئة والحكومة، وعدم إصدار بيان حول الأزمة التي أثرت على حركة القناة، أكبر مصادر الدخل الأجنبي والقومي لمصر، والممر المائي العالمي المؤثر بحركة التجارة العالمية.


وأشار إلى أن ذلك "اتضح عندما أذاعت كبرى وسائل الإعلام العالمية خبر الحادث، بالوقت الذي صمتت عنه وسائل الإعلام المصرية والجهات الرسمية المسؤولة بالبداية، ما أثار غضب الإعلام الغربي؛ إذ يدل ذلك على تقاعس وعدم كفاءة بإدارة الأزمة، وغياب الشفافية بموضوع يهم العالم".


وأوضح سليمان، أنه "لما صدر أخيرا بيان مصري عن الحادث، حمل في طياته التهوين من الحادث والتقليل من تأثيره، والتأكيد على أن العمل يجري على قدم وساق لحل الأزمة، دون ذكر لكيفية التعامل العلمي المدروس معها".


ويرى أن "التقاعس والتهوين أسلوب إدارة الأزمات بمصر"، ملمحا إلى أنه "عند ذكر محاولات إسرائيل إنشاء طرق بحرية وأرضية تصل موانئها وموانئ الخليج بدون المرور بقناة السويس، ما يشكل خطرا كبيرا على مستقبل القناة؛ كان رد فعل المسؤولين المصريين التقليل من شأن تلك المحاولات، وأن تأثيرها محدود على أداء القناة وإيراداتها".


وحول خسائر مصر، قال سليمان: "هذا الأسلوب بإدارة الأزمات، وخاصة جنوح السفينة بالقناة، يفقد المؤسسات العالمية المهتمة بالاقتصاد والتجارة العالميين الثقة بكفاءة مصر لتكون مركز عالميا للاستثمار وقدرتها على الاستمرار كمعبر للتجارة العالمية، خاصة باحتمال ظهور معابر جديدة، قد تكون أقصر وأسهل وأقل تكلفة".


وجزم في نهاية حديثه بأننا "بحاجة ماسة لتغيير طريقتنا بأسلوب إدارة الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها، وأن نعين لإدارة كل أزمة الخبراء المتخصصين ذوي العلم والخبرة، بدلا من الاعتماد –كالعادة– على طرق الإدارة العسكرية الجامدة، والتي لا يجيد غيرها حكامنا ومسؤولونا".


"الإدارة بالشفافية"


السياسي والأكاديمي المصري الدكتور محمد محسوب، قال عبر "تويتر"، إن "قناة السويس لم تعد بلا منافس، وعدد من الممرات البحرية حالية وأخرى تحت الدراسة يجري تطويرها لإنهاء دور القناة في التجارة العالمية، وحسن إدارتها ضرورة ليس فقط لتحقيق الإيرادات بل للحفاظ على أهمية موقع مصر ضمن شبكة النقل الدولي للبضائع، وتبدأ حسن الإدارة بالشفافية ثم المهنية وليس العكس".

 

 

قناة السويس لم تعد بلا منافس،
عدد من الممرات البحرية حالية واخرى تحت الدراسة يجري تطويرها لإنهاء دور القناة في التجارة العالمية،
حسن إدارتها ضرورة ليس فقط لتحقيق الإيرادات بل للحفاظ على أهمية موقع مصر ضمن شبكة النقل الدولي للبضائع،
تبدأ حسن الإدارة بالشفافية ثم المهنية وليس العكس

 


الكاتب الصحفي وائل قنديل، قال عبر "تويتر": "لا نامت أعين الجبناء والأعداء والشامتين والأوغاد المتربصين بمشروعات بديلة".

 

 

قناة السويس أيقونة كفاح المصريين وجوهرتهم وجوهر وطنيتهم على مر العصور
حين يلحق بها أذى نتألم جميعًا
لا نامت أعين الجبناء والأعداء والشامتين والأوغاد المتربصين بمشروعات بديلة

التعليقات (1)
محمد يعقوب
الأربعاء، 24-03-2021 09:17 م
هذا أحد ما جناه السيسى على مصر وشعبها النبيل. ألعالم كله اليوم يتطلع إلى إيجاد بديل لقناة السويس التى يتحكم فى إدارتها جهله، كل مؤهلاتهم أنهم يعرفون بعض الضباط المحيطين بالإنقلابى إبن اليهودية القزم السيسى. من ألمؤكد أن العالم سيجد البديل لقناة السويس، وبعدها ستندم مصر على سكوتهم على هذا السيسى ألذى كل همه بناء العمارات والعاصمة الجديدة ويقترض من هنا وهناك، حتى جعل شخص مثل محمد بن زايد يتولى أمر مصر ومستقبلها.