ملفات وتقارير

"الأوقاف اليمنية" تتهم الحوثيين بهدم مسجد تاريخي في صنعاء

المسجد يعود تاريخه إلى القرن الأول الهجري وجرت عليه عمليات توسيع لاحقا- تويتر
المسجد يعود تاريخه إلى القرن الأول الهجري وجرت عليه عمليات توسيع لاحقا- تويتر

اتهمت وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية، السبت، جماعة الحوثيين بهدم مسجد تاريخي في مدينة صنعاء القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي.

وقالت الوزارة، في بيان لها اطلعت "عربي21" على نسخة منه، إن "مليشيا الحوثي الانقلابية أقدمت على هدم مسجد النهرين التاريخي في مدينة صنعاء القديمة، مؤكدة أن هذا التصرف غير شرعي من سلطة غير شرعية".

واعتبرت الأوقاف في الحكومة المعترف بها أنها "جريمة في سجل جرائمها التي تستهدف الهوية اليمنية الإسلامية وتراثها الأصيل من خلال تدميره وتغيير معالمه".

وأشارت إلى أن مسجد النهرين التاريخي مكسب تاريخي وطني، إذ تم بناؤه في القرن الأول الهجري، وتم توسعته في القرنين الحادي عشر والثالث عشر هجري، وهو من المعالم الأثرية التي تستوجب الحفاظ عليها وحمايتها.

وأضافت أن ما قامت به مليشيات الحوثي من هدم المسجد ومحاولة الاستيلاء على أرضيته، "عمل إجرامي استفزازي لمشاعر اليمنيين باستهداف دور العبادة التي جعل الله لها مكانة خاصة، متابعة بالقول: "وهو ما يدلل على مدى الحقد والكراهية التي تتشبّع بها هذه المليشيا ضد اليمنيين واليمن هوية وحضارة".

 ودعت وزارة الأوقاف اليمنية المنظماتِ الدولية وفي مقدمتها اليونسكو للتحرك العاجل والجاد لحماية المعالم الأثرية، خاصة الواقعة في صنعاء القديمة، والمدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، وكَفّ يد العبث الحوثي الإجرامي.

وجددت الوزارة التأكيد على "بطلان كل التصرفات التي تقوم بها مليشيات الحوثي في الأوقاف، واعتباره باطلا وفقا للبيانات السابقة، وعدم سقوط ذلك بالتقادم"، مشددة على "محاكمة كل من عبث بالأوقاف، ومن اغتصب أو استأجر، أو تعامل، لوقوع تلك الإجراءات والتصرفات من فاقد الشرعية وممن ليس له أي ولاية، وهي تلك المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران"، على حد البيان.

وفي هذا السياق، قال السفير اليمني لدى اليونسكو، محمد جميح. إن هذه المخالفة ليست الوحيدة، فالحوثيون واصلوا إدخال واستحداث مبان بالمواد الحديثة في منازل صنعاء القديمة، لغرض استعمالها لأغراض تجارية.

وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21" أن صنعاء القديمة تعد ضمن قوائم اليونسكو للتراث العالمي، ولا يجوز استحداث أي تغييرات في طابعها التاريخي، مشيرا إلى أنه حتى أعمال الصيانة التي تنفذها اليونسكو ضمن مشروع يموله الاتحاد الأوروبي تتم عبر مواصفات اليونسكو لحماية التراث العالمي.

وحسب الدبلوماسي اليمني، فإنه سبق أن قاموا بإبلاغ المنظمة الدولية ببعض الإجراءات المخالفة.

وكشف عن إبلاغ منظمة اليونسكو اليوم بواقعة هدم المسجد في صنعاء، مؤكدا أنه لدى المنظمة مكتب في صنعاء سيقوم بالتحقق مما جرى للمسجد، الذي سمعنا أن هدمه كان بسبب ميل في قبلة المسجد، وهو سبب غير مقنع، لأن القبلة تعد اتجاها واسعا وليس نقطة محددة.

ومضى قائلا: "ومع ذلك، فكان يسع الحوثيين تحديد جهة الصلاة داخل المسجد بدلا من هدمه".

ولفت إلى "ضم صوتنا إلى صوت الإخوة في وزارة الأوقاف لدعوة اليونسكو للاضطلاع بدورها في حماية التراث الثقافي العالمي في مدينة صنعاء القديمة".

وتعد مدينة صنعاء القديمة واحدة من المدن التاريخية اليمنية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي منذ 1986، إلا أنها باتت مهددة بالشطب من تلك القائمة، بسبب العبث والدمار الذي طال مبانيها الأثرية، والتي يعود بناؤها إلى القرن الخامس قبل الميلاد.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، اتهم السفير اليمني لدى اليونسكو جماعة الحوثيين بتغيير المعالم الأثرية في مدينة "صنعاء القديمة" المدرجة على قائمة التراث الثقافي العالمي.

وأكد في تصريح لـ"عربي21" أنه "في صنعاء القديمة الموضوعة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي، قام متنفذون بشراء بيوت يعود تاريخها لآلاف السنين، بعلم وتشجيع من سلطة مليشيات الحوثي"، مشيرا إلى أنه تم شراء منازل وهدمها ثم إعادة بنائها كمخازن أو غيرها لأغراض تجارية.

وبحسب المسؤول اليمني: "يتشارك زعماء المليشيات وما يسمى المشرفين الحوثيين مع سماسرة وتجار في السعي لتحويل تلك المنازل إلى محلات تجارية، بإعادة البناء بمواد من الحجر والإسمنت، وبما يخالف المعايير التي وضعت وفقا لها صنعاء القديمة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي".

وكانت منظمة اليونسكو قد منحت السلطات اليمنية، في شباط/ فبراير 2018، مهلة عامين إضافيين لمنع شطب المدينة من قائمتها للتراث العالمي، لتلافي الأضرار الكبيرة التي لحقت بطابعها المعماري إما بالهدم والخراب جراء السيول أو التشويه بإضافة مواد بناء جديدة غير مطابقة لمواصفات هذه المدينة العريقة.

وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن ما يزيد على مئتي منزل في صنعاء القديمة بحاجة إلى تدعيم عاجل، وأكثر من 160 منزلا، تحتاج إلى تسقيف وإعادة بناء، بالإضافة إلى نحو ألف و470 منزلا بحاجة لترميم وصيانة.

 




 

التعليقات (1)
شنكر يتأمل
الأحد، 14-02-2021 10:28 ص
الخليجي مهما يكن هو عنصري بالطبيعة أو بالتواطؤ امبارح فاتح منصة للحوثي وكأنه الدولة واليوم يهاجم الحوثي بعد أن جعل له رأي ومكانة. بين كل الشعوب باختلاف دينها وثقافاتها تجد علاقات طيبة ترقى للثقة ونادرا تجدها مع الخليجي ان لم يكن من ورائها منفعة محدودة كيد أو مكر بالآخر. فكيف يعمل مجلس التعاون الخليجي بكفاءة وكيف تعمل الجامعة كذلك بكفاءة.

خبر عاجل