صحافة دولية

موقع روسي: هل ينهي فوز بايدن تحالف الجمهوريين مع ترامب؟

الحزب الجمهوري لا زال يحافظ على الأغلبية في مجلس الشيوخ- جيتي
الحزب الجمهوري لا زال يحافظ على الأغلبية في مجلس الشيوخ- جيتي

نشر موقع "دي سي نيوز" الروسي تقريرا تحدث فيه عن اقتراب نهاية تحالف الحزب الجمهوري مع ترامب بعد انتصار منافسه الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه في ظل الاستقطاب السياسي الذي شهدته البلاد، توقع عدد من المحللين أن يؤدي الانقسام إلى اندلاع أعمال عنف، بينما استبعد البعض الآخر هذا السيناريو. وبما أن مصالح الحزبين الجمهوري والديمقراطي غير متوافقة لدرجة يعجزان فيها عن التوصل إلى اتفاق، عوّل ترامب بشكل كلي على حزبه لدعم قراراته.

 وبين عامي 2015 و2016، انتقد العديد من الجمهوريين ترامب وسياسته بشكل كبير. ولكن فيما بعد، كان رفض أحد أعضاء الحزب الجمهوري دعم ترامب تلقائيا يمكن أن يؤدي إلى إنهاء مسيرته السياسية وحرمانه من الحصول على منصب في الإدارة الجديدة أو إعادة انتخابه للكونغرس. وخوفا من هذا الجزاء، حظي ترامب بدعم كامل من الحزب الجمهوري.

وأوضح الموقع أن اختلاف المصالح الاقتصادية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لم يكن عائقا أمام التوصل إلى توافق في الآراء في القضايا التي تعنى بالسياسة الخارجية. والجدير بالذكر أن الجمهوريين هم الذين دافعوا عن توريد الأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا في 2014، بينما لم تبد إدارة أوباما استعدادها بشكل واضح لدعم مثل هذا القرار.

وذكر الموقع أن الحزب الجمهوري لا زال يحافظ على الأغلبية في مجلس الشيوخ، مما يعني أنه في العامين المقبلين لن يتأثر أعضاؤه بمسألة إعادة الانتخابات، وبذلك سيكون مجلس الشيوخ قادرا على منع مشاريع القوانين التي لا تخدم مصالحه، بما في ذلك زيادة الضرائب على الشركات.

 

اقرأ أيضا: WP: معركة لمنع ترامب من الكشف عن أسرار التدخل الروسي

وبشكل عام، لدى الجمهوريين الذين يتقدمون للحصول على مناصب عليا، فرصة للتفاوض مباشرة مع فريق بايدن والحصول على مبتغاهم دون دعم معركة يمكن أن تكون عواقبها وخيمة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة.

يبدو أن ترامب، الذي كان القاطرة التي سمحت للجمهوريين بالوصول إلى السلطة في 2016، بات يمثل مصدرا للمشاكل بالنسبة للحزب الجمهوري في الوقت الحالي. وقد ظهرت مؤشرات تخلي الجمهوريين عن ترامب قبل يومين من الإعلان عن نتائج الانتخابات، وذلك بعد إدانة بعض الجمهوريين علنا دعوات ترامب وقف فرز الأصوات والتشكيك في نزاهة الانتخابات.

ووفقًا لبعض التقارير الإعلامية، فحتى الدائرة المقربة من ترامب غير مستعدة لدعمه حاليا، حتى أن بعض المصادر تفيد بأن جاريد كوشنر حث ترامب على الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات.

وأورد الموقع أن رفض الجمهوريين دعم ترامب يقلل من احتمال وقوف القضاء في صفه. ولكن خيانة الجمهوريين لترامب لا تعني تخلي أتباعه من الناخبين العاديين عنه.

وفي الحقيقة، يدعم البعض ترامب لأسباب اقتصادية بحتة، بينما يدعمه البعض الآخر لكونه المتحدث باسم القيم الأمريكية الحقيقية، بما في ذلك الدفاع عن الرأسمالية ضد التهديد الشيوعي. ومن جهتها، لا تدعم قوات الأمن ترامب بشكل كبير، بما في ذلك أجهزة الاستخبارات ومكتب التحقيقات الفدرالي.

يشهد الوضع الديموغرافي في المدن الكبرى في المناطق النائية الأمريكية تغيرا سريعا بسبب هجرة سكان السواحل إليها، بما في ذلك ممثلي قطاع تكنولوجيا المعلومات. ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الإيجار التي لا يمكن لسكان مدن مثل سان فرانسيسكو أو نيويورك أو سياتل تحملها. وعلى هذا النحو، بدأت التناقضات بين أمريكا الحضرية والريفية تتحول إلى الداخل، مما يؤدي إلى انخفاض عدد الولايات المستعدة لدعم ترامب.

وأشار الموقع إلى اتفاق العديد من المحللين المحايدين على أنه دون عامل فيروس كورونا، كان فوز ترامب بولاية ثانية أمرًا شبه حتمي. وقد كشفت الأزمات أن الحاجة إلى قائد حنون أقوى من الحاجة إلى رجل خارق ونرجسي. وفي حين تصرف ترامب بغطرسة شديدة دون أن يلاحظ أن ذلك انقلب عليه، نجح بايدن في معرفة تطلعات المجتمع والتحدث إلى الناس بما يريدون سماعه.

وتظل مسألة نجاح بايدن في أن يكون "القائد الرحيم" غير واضحة وستكشف السنوات المقبلة مدى صحة ذلك، كما أنه سيواجه عدة صعوبات بالنظر إلى خطورة المشاكل التي تمر بها البلاد وارتفاع سقف توقعات ناخبيه.

التعليقات (0)