صحافة تركية

صحيفة تركية: كوربين يدفع ثمن مواقفه من فلسطين والاحتلال

شبهت الصحيفة ما حدث لكوربين بما حصل مع السياسي الألماني يورغن موليمان- جيتي
شبهت الصحيفة ما حدث لكوربين بما حصل مع السياسي الألماني يورغن موليمان- جيتي

أكدت صحيفة تركية، أن السبب الرئيس وراء تعليق عضوية جيرمي كوربين في حزب العمال البريطاني، مدافعته عن القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين أمام الغطرسة الإسرائيلية.

 

وقالت صحيفة "Türkiye Gazetesi" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن ما حدث في بريطانيا مثير للغرابة، فتعليق عضوية جيمي كوربين الذي ترأس حزب العمال من 2015 إلى 2020، جاءت بمزاعم أنه لم يتخذ خطوات كافية لمنع معاداة السامية خلال فترة رئاسته للحزب.

 

وأشارت إلى أن كوربين خلال فترة رئاسته، كان يتعرض لاتهامات بمعاداة السامية، ولكن السبب الرئيسي في تعليق كوربين من عضويته في حزب العمال، والذي تم انتخابه نائبا قبل 37 عاما، وترأسه لمدة خمس سنوات، هو أنه يدافع عن حقوق الفلسطينيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

 

وأضافت أن إعلان كوربين أنه سيعترف بدولة فلسطينية إذا وصل إلى سدة الحكم في بريطانيا، كان كافيا ليكون هدفا للوبي الصهيوني.

 

ولفتت إلى أن معارضته للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وعمليات الاعتقال للأطفال الفلسطينيين، وحصار قطاع غزة، والزيادة المستمرة في المستوطنات غير الشرعية بالضفة الغربية المحتلة، أعطت اللوبي الإسرائيلي سببا كافيا لإسقاط كوربين من رئاسة أحد أهم الحزبين في المملكة المتحدة.

 

وأكدت أن تجميد عضويته من الحزب، تؤكد أن كوربين الذي تعرض مرارا وتكرارا لمزاعم أنه كان معاديا للسامية خلال فترة رئاسته لن يترك حتى بعد مغادرته رئاسة حزب العمال.

 

اقرأ أيضا: كوربين يدعو لحملة عالمية مناهضة لخطة الضم في الضفة
 

ورأت أن تعليق عضوية كوربين، رسالة لكافة السياسيين في الغرب، شملت أنه "إذا كنت في وضع يضر بمصالح الاحتلال الإسرائيلي عندما تكون في منصب رفيع المستوى، فستدفع ثمن ذلك بتجريدك منه".

 

هل يلقى كوربين مصير موليمان الألماني؟

 

وأوضحت أن تعليق عضوية كوربين من حزبه بعد فقدانه لرئاسته، يذكرنا بتجربة أخرى مع سياسي أوروبي عارض مثله العدوان الإسرائيلي سابقا، وهو ما حدث مع ليورغن موليمان، نائب الرئيس السابق للحزب الديمقراطي الحر، أحد الأحزاب الرئيسية في ألمانيا.

 

وأضافت أن مسيرة موليمان السياسية الرائعة، والذي شغل مناصب هامة في ألمانيا مثل وزارة التعليم ووزارة الاقتصاد ونائبا لرئيس الوزراء، دخلت مرحلة صعبة بعد انتقاده لرئيس وزراء الاحتلال الأسبق أرئيل شارون في عام 2002 بسبب الهجمات اللاإنسانية على الضفة الغربية المحتلة.

 

ولفتت إلى أن موليمان، الذي كان شغل أيضا رئاسة الجالية الألمانية العربية والتي تأسست عام 1966 من أجل تحسين علاقات ألمانيا مع العالم العربي، أدى انتقاده للعدوان الإسرائيلي لأن يكون هدفا للوبي الإسرائيلي في ألمانيا، وخاصة من ميشيل فريدمان نائب رئيس المجلس المركزي اليهودي الألماني، أهم مؤسسة لهذا اللوبي.

 

ولفتت إلى أن موليمان الذي تعرض للهجمات من فريدمان والدوائر الداعمة للوبي الإسرائيلي رد بالقول: "من ينتقد أرئيل شارون يقع على الفور في تهمة معاداة السامية من قبل أشخاص معينين في ألمانيا (..) أنا أعترض على ذلك، ويجب أن نتمكن من انتقاد سياسة شارون دون حشرنا في هذه الزاوية".

 

وأشارت الصحيفة، إلى أن السياسي الذي يوصف بأنه "معاد للسامية" في الدول الغربية من الصعب أن يتخلص من هذه التهمة.

 

ولفتت إلى أن موليمان بعد هذه التطورات، أجبر أولا على الاستقالة من منصب نائب رئيس الحزب الديمقراطي الحر، ثم تم فتح تحقيق ضده وطرده من عضوية الحزب.

 

اقرأ أيضا: MEE: ماذا خسرت فلسطين بخروج كوربين من زعامة "العمال" البريطاني
 

وذكرت أنه في 5 حزيران/ يونيو 2003، وهو اليوم الذي أجرى فيه مكتب المدعي العام ومفتشو الضرائب تفتيشا في منزله بسبب التحقيقات، توفي جراء سقوطه أثناء قيامه بقفزة من الباراشوت في منطقة قريبة من كولونيا غرب ألمانيا، حيث واجه مصاعب في فتح منطاده أثناء السقوط ما أدى إلى ارتطامه بالأرض.

 

وأكدت الصحيفة، أنه على الرغم من أن مكتب المدعي العام الألماني قال إن وفاة موليمان كانت انتحارا أو حادثا، إلا أن عددا من الأشخاص يعتقدون أن السياسي الألماني الناجح قد قتل.

 

وبالعودة إلى جيرمي كوربين، فقد شددت الصحيفة على أن عليه أنه يتوخى الحذر، مستدركة بأنه قد لا يواجه مشاكل جديدة لأن فقدانه لرئاسة الحزب وربما إقالته منه قد يزيل ما يعتقدون أنه "الأضرار التي قد يسببها لمصالح إسرائيل"، ولكن يلزم أن يكون حذرا.

 

وختمت الصحيفة، بأن عجلات السياسة في الغرب الذي يعلم العالم دروسا بالديقراطية، هكذا تدور، فهي لا تكون فاعلة في القضايا الحساسة.

التعليقات (1)
عبد الله
السبت، 31-10-2020 03:04 م
هكذا تدير اسرائيل رؤساء وقادة دول العالم، مثلا اسرائيل تدعم ترمب وبنفس الوقت تدعم بايدن ! لماذا ؟ لأن احد من هذين سيفوز بالرئاسة ومن سيفوز سيقولوا له دعمناك ونحن سبب فوزك، ولولانا لم تكن لتفوز، ربما يكون لهم دور في فوزه لكن المؤكد أن الاسرائيليين خبثاء سيلعبون لعبة نفسية على الفائز، وكذلك تحكم الاسرائيليين بالمال والسلطة في كثير من الدول الغربية في اميركا واوروبا يجعلهم ينقمون على هذا وذاك مثل جيرمي كوربين أو ينصبون هذا ويدعمون ذاك لكن بالمقابل عليه العمل كخادم عندهم.