علوم وتكنولوجيا

"المعضلة الاجتماعية": هكذا حولت مواقع التواصل العالم إلى سوق نخاسة

المعضلة
المعضلة

إذا لم تكن قد شاهدت "وثائقيا" مرعبا مؤخرا، فهذه الفرصة المناسبة لتعش ساعة ونصف كاملة من "الرعب"، أي أضعاف ما ستشاهده في أفلام الرعب الحقيقية المليئة بالدماء.


عمل يمزج الأسلوب الدرامي بالوثائقي لشبكة "نتفلكس" من إخراج جيف أورلوفسكي، ويستعرض تأثير شبكات التواصل الاجتماعي الخطير في البشرية، ويكشف على لسان خبراء، وموظفين سابقين، ومصممين، ومبرمجين، عملوا في مواقع التواصل المختلفة، بدءا من غوغل، مرورا بفيسبوك وتويتر، إلى تيك توك وعشرات التطبيقات الأخرى التي كانت وظيفتهم فيها جعلها "أكثر قابلية للإدمان".


يعترف "المجرمون السابقون" بجريمتهم التي كانت تقوم على بناء تطبيقات وخوارزميات وبرامج تجعل من مستخدم مواقع التواصل عبدا لها، وسلعة تباع وتشترى، ومدمنا لا يكتفي منها.


وليست مواقع التواصل الاجتماعي -بحسب من عمل عليها- أداة للتواصل والانفتاح على العالم، بقدر ما هي صندوق مغلق تجلس فيه باختيارك، ويعزلك عن كل ما يمكن أن يخرجك منه.

 


وليست البرمجيات هي المشكلة الوحيدة في الوثائقي، لكن الأخلاقيات أيضا جزء مهم منه، فيشرح المشاركون فيه، كيف أن خوارزميات هذه المواقع قادة على ترويج الإشاعات إن رأت أن هناك مصلحة في ذلك، وكيف يمكنها أن تصنع أشخاصا متطرفين، وتقربهم من بعضهم البعض ليزدادوا تطرفا.


يؤكد المشاركون أن مواقع التواصل تعرف عنك ما لا تعرفه ربما عن نفسك، تعرف متى تكون محبطا، أو سعيدا، متى تكون مهيأ لمشاهدة إعلانات تدر عليهم الملايين، ومتى يجب أن تأخذ جرعة إضافية حتى تبقى مدمنا على تصفح الموقع.

 

اقرأ أيضا: دراسة: إنستغرام يمنح انتشارا للصور العارية أكثر من غيرها

كان الفيلم ربما سيصنف من ضمن أفلام "نظرية المؤامرة"، لولا أن أبطاله هم من كانوا في السابق جزءا من هذه المؤسسات، وتركوها لأسباب معينة، أغلبها "أخلاقية"، وربما رأوا في مشاركتهم في هذا العمل "تكفيرا عن ذنوبهم".

 

وأثار الفيلم حفيظة "فيسبوك" التي اضطرت إلى إصدار بيان لتفنيد كل ما ورد في الوثائقي.

 

وقالت الشركة إن الفيلم "يدفن الجوهر في الإثارة"، وبدلا من تقديم نظرة دقيقة عن التكنولوجيا، فإنه يقدم رؤية مشوهة لكيفية عمل منصات التواصل الاجتماعي لجعلها كبش فداء لكل المشاكل المجتمعية الصعبة.

 

وتابعت في بيانها بأن المشاركين، وهم من العاملين السابقين بهذه الشركات، لا يعترفون بالجهود التي تبذل من أجل المشكلات التي تثيرها.

 

0
التعليقات (0)