صحافة دولية

بوبليكو: أصدقاء ترامب في الشرق الأوسط يستعدون لبايدن

هل يفوز ترامب بولاية جديدة أم يفسح الطريق لبايدن؟ - جيتي
هل يفوز ترامب بولاية جديدة أم يفسح الطريق لبايدن؟ - جيتي


 نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن القلق الذي ينتاب مجموعة من دول منطقة الشرق الأوسط من إمكانية فوز جو بايدن على منافسه دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة.

وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن استطلاعات الرأي التي تنبأت بفوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية القادمة على مدى أشهر تُجبر حلفاء دونالد ترامب في الشرق الأوسط على الاستعداد لإدارة مستقبلية ستُصاحبها بعض التحولات السياسية الأمريكية في المنطقة.

 وأوردت الصحيفة أن إسرائيل تعتبر الدولة المركزية للسياسة الأمريكية في المنطقة وهي الحليف الأقرب لواشنطن منذ زمن بعيد.

وقد حصلت إسرائيل خلال فترة رئاسة ترامب على فوائد كبيرة دون التنازل عن أي جبهة بدءا من نقل سفارتها إلى القدس المحتلة والاعتراف بها وصولا إلى السيادة على الجولان السوري المحتل، وإلغاء الاتفاق النووي مع إيران وتطبيع العلاقات مع دول عربية.

وتعد الاتفاقية النووية مع إيران تحديدا القضية الملحة المطروحة على الطاولة في المرحلة الراهنة. وشغل بايدن منصب نائب الرئيس حين وقع باراك أوباما على الاتفاقية سنة 2015 وقد أشار أثناء الحملة الانتخابية إلى موقفه لإعادة تنشيط الاتفاق شريطة إضافة بعض التعديلات. عموما، تدعم أوروبا الضعيفة هذا الاتفاق لكن إسرائيل مستاءة منه، لأن الجانب الرئيسي في السياسة الإسرائيلية يتمثل في الحفاظ على أقصى درجات التوتر مع طهران لاستقطاب الدول العربية التي تكره الشيعة.

 وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى جاهدا حتى يفوز ترامب في الانتخابات. في الأثناء، يتواصل الإسرائيليون مع فريق بايدن بشكل مباشر ومن خلال المنظمات اليهودية ذات الحضور القوي في الولايات المتحدة التي تدافع عن جميع التجاوزات التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي المحتلة عسكريا الفلسطينية والسورية أيضا منذ حرب 1967.

 

اقرأ أيضا: الغارديان: فوز بايدن لن يقدم شيئا للاتفاق النووي الإيراني

 بالنسبة للإسرائيليين، يتمثّل السيناريو الأكثر خطورة في أن يُتم فوز بايدن سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ، وهي إمكانية دعمتها استطلاعات الرأي. على الرغم من أن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين مؤيدون لإسرائيل أكثر من نتنياهو، إلا أنه من الواضح أن مثل هذا الوضع لن يمر دون مشاكل.

من ناحية أخرى، تعد تركيا من أكثر الدول المعنية بنتائج الانتخابات الأمريكية. أدلى بايدن بتصريحات قاسية تستهدف رجب طيب أردوغان إلى حد إظهار نوع من العداء الشخصي تجاه الرئيس التركي. لكن، لعله من المنطقي أن يبدي بايدن إعجابه بإسرائيل والمملكة العربية السعودية ومصر بما أن تصريحات بايدن ما انفكت تلمّح بأنه يستعد للحد من السياسة الخارجية التوسعية التي ينتهجها أردوغان في المنطقة ودفاعه عن الإسلام السياسي.

 وأفادت الصحيفة بأن فوز بايدن، إلى جانب الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ سيؤدي بلا شك إلى فرض قيود على العديد من البلدان. ولعل هذا الأمر يفسر سبب تسارع الاتصالات مع البيت الأبيض من مختلف خطوط العرض لتوقيع عقود لشراء أسلحة متطورة واتفاقيات تعزز العلاقات مع الولايات المتحدة تحسباً لتغيير الإدارة.

في الواقع، تخشى الدول العربية تكرر ما حدث بالفعل حين أيد أوباما ما يسمى بالربيع العربي سنة 2011 مجددا، لكن الشرق الأوسط اليوم مختلف تماما عن فترة رئاسة أوباما. لا يخفى على أحد أن الإسلام السياسي يتعرض للاضطهاد الوحشي في الوقت الحالي إلى درجة أن أي نوع من التلميح للإسلام السياسي، مهما كان بسيطا، يُقمع دون أدنى اعتبار.

وأردفت الصحيفة أن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين يشعرون بالقلق إزاء وضع حقوق الإنسان في كل من السعودية ومصر. والجدير بالذكر أن رقعة القمع في مصر قد توسعت، ولكنه الطريقة الوحيدة التي تسمح للرئيس عبد الفتاح السيسي بالبقاء في السلطة. ولعل السعودية تعيش على وقع نفس هذه الوضعية القمعية.

 ويهدف الأمير الشاب محمد بن سلمان إلى إعفاء والده بأسرع وقت ممكن. داخل المملكة وخارجها، توجد أصوات معارضة بشدة لسياسة الأمير، الذي ارتكب أيضا أخطاء عديدة في السياسة الخارجية تحت حماية النفوذ الإسرائيلي بدءا من الحرب في اليمن وصولا إلى حصار قطر.

في هذا الإطار، تشير كل هذه الظروف إلى أن ترامب هو الرئيس الذي يفضله العرب والإسرائيليون وأن معظم الدول قلقة من إمكانية فوز بايدن. بطبيعة الحال، ستتمثل مهمة بايدن الأساسية والأكثر إلحاحا في مكافحة أزمة فيروس كورونا، لذلك لن يكون أمامه متسع كبير من الوقت لمعالجة قضايا الشرق الأوسط. ووفقا لهذا السيناريو المرتقب، فإن القمع سيستمر في كل من إسرائيل والسعودية أو مصر.

ختاما، أكدت الصحيفة أنه من المحتمل أن يعيد البيت الأبيض الجديد تنشيط الدبلوماسية التي تجاهلها ترامب خلال السنوات الأربع التي قضاها في منصبه حين اتخذ أهم القرارات من خلال مستشارين مباشرين مثل صهره جاريد كوشنر. وقد تجاهلت هذه القرارات بشكل منهجي موظفي وزارة الخارجية في الولايات المتحدة.

التعليقات (0)