صحافة دولية

WP: إليكم أسوأ مناظرة رئاسية بتاريخ أمريكا

استراتيجية الهجوم التي تبناها قد تكلفه الكثير، وفي النهاية فالخاسر هي الديمقراطية- جيتي
استراتيجية الهجوم التي تبناها قد تكلفه الكثير، وفي النهاية فالخاسر هي الديمقراطية- جيتي

علقت صحيفة "واشنطن بوست" على أو مناظرة بين المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة، الجمهوري الساعي لولاية ثانية، دونالد ترامب، وغريمه الديمقراطي، جو بايدن.

 

ووصفت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" المناظرة بأنها الأسوأ من نوعها في تاريخ البلاد، معتبرة أنها لا تستحق المشاهدة.

 

وقال الكاتب "دان بالز" إن المناظرة كانت عبارة عن "تسعين دقيقة من السب والمقاطعات والهجمات الشخصية"، معتبرا أنها "إهانة للرأي العام ومثال محزن يعكس حالة الديمقراطية الأمريكية".

 

وأضاف: "على مدى العقود الماضية كان الرأي العام يحصل على فرصة للمقارنة بين المترشحين في مناظرة عامة ومفتوحة، يرافقهما فيها محكّم يحاول البقاء على خط الحياد قدر الإمكان. وعادة ما كانت المناظرات تحتوي على استعراضات وكلمات حادة ولكن في الحدود المقبولة، وكل هذا خرج من النافذة ليل الثلاثاء". 

 

وتابع بأن نبرة المناظرة حددها ترامب في الدقائق الأولى ولم تتغير طوال الفترة التي خصصت لهما، فقد تجاهل الرئيس المثير للجدل طوال الوقت المحكّم "كريس والاس"، الذي ناشده طوال الوقت للحفاظ على النظام والإلتزام بشروط الحوار، لكنه فضل عدم ترك أي فرصة أو لحظة للسخرية من بايدن وهز ثقة منافسه والحصول على أكبر وقت للحديث.

 

وعلق الكاتب بالقول: "هذا هو ترامب الذي يعيش في عالم تويتر لا الرجل الذي يحتل أعلى منصب في البلاد".

 

وبدا بايدن الذي نصح بالحفاظ على برودة أعصابه، غاضبا من سلوك ترامب ورد في الوقت المناسب وكان جاهزا للرد ولكن بعبارات رافضة.

 

وبدا محبطا في لحظة عندما قال: "ألا تغلق فمك يا رجل"، ونزل بايدن بذلك إلى السقف المنخفض الذي حددته له حملة ترامب.

 

وانتهت المناظرة الكئيبة كما بدأت عندما قال ترامب بدون أدلة إن التصويت عبر البريد ينتشر فيه التزوير ولهذا فهي أصوات باطلة.

 

ورفض ترامب التعهد بالسيطرة على أنصاره والحفاظ على هدوئهم حتى يتم عد آخر صوت، وأظهر أنه سيحرض أنصاره على تحدي ومخالفة العد في أي مكان.

 

وقال إنه لن يقبل بنتائج الإنتخابات إلا إذا اعتقد هو أنها نزيهة.

 

ومن جانبه قال بايدن إنه سيقبل بالنتائج وتوقع عدم قبول ترامب بها مهما كان الفائز.

 

وبالنسبة لترامب، مقدم برامج تلفزيون الواقع السابق، فهو يعرف كيف يدير النقاش على المسرح: "الهجوم على خصمه والتنمر عليه وتجاهل القواعد"، بحسب الكاتب.

 

اقرأ أيضا: "مواجهة ساخنة" بين ترامب وبايدن بأول مناظرة لهما (شاهد )

 

أما بالنسبة لوالاس مقدم البرامج المجرب فقد كانت المناظرة كابوسا، ونادى مرارا على ترامب دون جدوى، وكذلك على كلا الخصمين لدفعهما إلى التوقف عن السجال.

 

ومن النادر أن يناقش المتنافسان خلافاتهما بهدوء في مناظرة اشتملت على عدة موضوعات مثل فيروس كورونا، والمحكمة العليا، والاقتصاد، والعدالة العرقية والعنف في المدن الأمريكية.

 

وتابع بأن أي محاولة لتقييم المناظرة بالمعايير التقليدية يعطيها أكثر مما تستحق، وبالنسبة للكثيرين لم تكن تستحق المشاهدة أصلا، ولسان حالهم: "خذ الريموت وغير القناة".

 

وتساءل التقرير عما يمكن أن يحققه المتنافسان من المناظرتين القادمتين، مؤكدا أن لا أحد يعلم، ولكن المؤكد هو توتير البلد أكثر ووضعه على الحافة.

 

وجاء بايدن جاهزا لكي يقدم رؤيته وبدا في بعض الأحيان مركزا أكثر من الرئيس. وفي السؤال الإفتتاحي حول المحكمة العليا وتعيين مرشحة بدلا من القاضية روث بيدر غونسبيرغ، والإجهاض ووفاة أكثر من 200.000 شخص بسبب فيروس كورونا صور ترامب بالكذاب الذي لا يعرف ماذا يفعل.

 

ويقول الكاتب إن ترامب مارس لعبة مختلفة تقوم على الهجوم والتقليل من شأن منافسه، ومارس ذلك خاصة في موضوع النظام والقانون، وحاول وصم بايدن باليسارية، في محاولة لإغضاب اليسار.

 

وفي بعض الأحيان تهرب المنافسان من الإجابة وتحدي موقفه من عدة سياسات. ولم يقل بايدن أي شيء حول دعمه لتوسيع المحكمة العليا، فيما لم يجب ترامب عن أسئلة حول دفعه ضرائب 750 دولارا في كل من عام 2016 و2017 حسبما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز".

 

وكان ترامب بحاجة إلى هذه المناظرة أكثر من بايدن نظرا لما تعانيه حملته الانتخابية، وقبل أربعة أعوام جاء إلى المناظرة مع هيلاري كلينتون والاستطلاعات متقاربة، لكن هذا العام فلا تتحرك الاستطلاعات باتجاهه، وتقدم عليه بايدن بتسع نقاط قبل مؤتمرات الحزبين وثماني نقاط الآن.

 

ولم يكن ترامب قادرا على كسر الحاجز وزيادة شعبيته إلى ما فوق 40 بالمئة فهو يراوح ما بين 43- 44 بالمئة، أما بايدن فشعبيته تصل إلى 50 بالمئة.

 

وكان التحدي الذي واجهه ترامب يوم الثلاثاء هو تحويل السباق الرئاسي من استفتاء عليه إلى اختيار بينه وبايدن، وهي استراتيجية كل رئيس يحاول أن يحتفظ بالمنصب ولكنها مهمة لهذا الرئيس الذي تموضع في أقصى اليمين.

 

كما أن استراتيجية الهجوم التي تبناها قد تكلفه الكثير، وفي النهاية فالخاسر هي الديمقراطية، التي تقف على المحك أمام ما توصف بأنها أهم معركة انتخابية في تاريخ الولايات المتحدة.

التعليقات (0)

خبر عاجل