ملفات وتقارير

اجتماع لعسكريين من شطري ليبيا بمصر.. هل يحل قضية سرت؟

"الكلمة الأخيرة في الملف الليبي عند الولايات المتحدة وهي التي ستقرر المنطقه الخضراء في سرت"- الأناضول
"الكلمة الأخيرة في الملف الليبي عند الولايات المتحدة وهي التي ستقرر المنطقه الخضراء في سرت"- الأناضول

تجري وفود عسكرية ممثلة لحكومة الوفاق وأخرى ممثلة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، اجتماعات مغلقة في مصر، وسط تكتم شديد من الأطراف الثلاث، وتساؤلات عن إمكانية أن تفرز تفاهمات نهائية بشأن الوضع في مدينة سرت وحقول النفط بالبلاد.

 

ولم يعلن أي طرف عن عدد أو طبيعة أو حتى مناصب العسكريين التابعين له المشاركين في اجتماعات القاهرة الآن، إلا أنهما أعلنا فقط عن استئناف المحادثات العسكرية (5+5) برعاية مصرية لتقريب وجهات النظر، دون مزيد من التفاصيل. 

 

من جهتها أعلنت البعثة الأممية في بين وصل "عربي21" نسخة رسمية منه أن المحادثات الأمنية والعسكرية في مصر جاءت بتيسير من البعثة في إطار المحادثات المستمرة للجنة العسكرية المشتركة (5+5)، معربة عن تقديرها للوفدين اللذين "أظهرا موقفا إيجابيا وتفاعلا مع الدعوة إلى تهدئة الأوضاع في وسط ليبيا، متمنية أن تكون النتائج إيجابية". 

"أزمة حفتر وميليشيات الغرب" 

وحول خلفيات الاجتماع ومخرجاته المحتملة، قال عضو مجلس الدولة الليبي الزائر للقاهرة مؤخرا، أبو القاسم قزيط، إن "التقارب مع مصر هدف نسعى له دائما، وزيارتنا الأخيرة جسرت الهوة التي كانت بين القاهرة وطرابلس".

 

وأضاف "قزيط"، في حديث لـ"عربي21": "أما بخصوص المحادثات العسكرية الحالية فلا أعتقد أن تكون هناك تفاهمات ناجزة بخصوص قضية سرت حتى وإن كان طرحها مقرا للحكومة الجديدة هو أمرا منطقيا كون طرابلس وبنغازي لايصلحان الآن". 

وتابع بأن "انطلاق مسار لتوحيد المؤسسة العسكرية تواجهه عدة مطبات وأولها أن القوتين كانتا في حرب ضروس طيلة عام كامل، وكذلك سيطرة الشخصنة وعبادة الشخصية على مؤسسة الجيش في الشرق وعلى قادة مليشيات القوة المسلحة في غرب البلاد، والخطوة وإن كانت ترمز إلى انفراجات لكن لن يكتب لها أي نجاح ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي كامل".

 

اقرأ أيضا: هل تنجح مهلة الـ90 يوما الدولية لإخراج "المرتزقة" من ليبيا؟

 

واستدرك قائلا: "وحتى بعد التوصل لحل سياسي فإن هنالك عقبتين كبيرتين ستواجهان مسيرة توحيد الجيش؛ دور ومستقبل حفتر في الشرق والمليشيات المتنمرة في الغرب".


"قرار أميركي" 

وبدوره، أكد العقيد "سعيد الفارسي"، من الشرق الليبي، أن "ما يحدث في القاهرة الآن من قبل عسكريين هو اجتماع شكلي لا يُرجى منه تحقيق أي فائدة، وحتى لو حدث تقارب بين حكومة الوفاق ومصر فإن أمر سرت بيد الروس وليس بيد حفتر". 

وأضاف في تصريح لـ"عربي21"، أن "الكلمة الأخيرة في الملف الليبي عند الولايات المتحدة وهي التي ستقرر المنطقه الخضراء في سرت، لكن من ناحية عسكرية أرى أن شبح الحرب في المنطقة لازال قائما وأن حفتر لازال يراهن على الوقت للقيام بهذه المعركة".

"استراحة قبل مواصلة القتال" 

أستاذ القانون الدولي والأكاديمي المصري، السيد أبو الخير توقع في حديثه لـ"عربي21" فشل المفاوضات العسكرية التي ترعاها القاهرة الآن نظرا لتباعد المواقف بل وتضادها كون حفتر ومن يقف معه يعتبرون ما هو حادث الآن "مجرد هدنة استراحة ولن يرضوا بأقل من ليبيا كلها أو التقسيم". 

وتابع: "أما دلالة عقد الاجتماع في القاهرة وحضور فريق ممثل لحكومة الوفاق فهو أن الأخيرة تريد أن تثبت للعالم أنها حكومة سلم وسلام وليسوا دعاة حروب وحتى لو حدث أي توافق فسيكون مجرد اتفاق مبدئي لكن يظل الشيطان يكمن في التفاصيل".

التعليقات (0)