سياسة عربية

هل تتقرب الرياض من اليهود كبديل مؤقت عن التطبيع المباشر؟

رئيس رابطة العالم الإسلامي خلال زيارة لمعسكر نازي بذكرى المحرقة- واس
رئيس رابطة العالم الإسلامي خلال زيارة لمعسكر نازي بذكرى المحرقة- واس

لجأت السعودية إلى التقارب مع اليهود، كمدخل للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، بدلا من إقامة علاقات دبلوماسية حاليا مع تل أبيب في ظل الرفض الشعبي السعودي للمسألة وفقا لاستطلاعات رأي أبرزها لمعهد واشنطن.

وقالت المملكة في وقت سابق إنها لن تتبع حليفتيها البحرين والإمارات في إقامة علاقات مع إسرائيل دون حل للقضية الفلسطينية، حتى في الوقت الذي تعمل فيه على تعزيز التقارب السري معها بحسب الفرنسية.

وموافقة السعودية، القوة العربية ومهد الإسلام، على إبرام اتفاق مماثل، سيكون بمثابة أكبر الإنجازات الدبلوماسية لإسرائيل، لكن المملكة تدرك أن مواطنيها المتعاطفين مع القضية الفلسطينية قد لا يكونون متفقين مع مثل هذا الأمر.

ومع ذلك، فإنّها تدفع لتغيير التصورات العامة عن اليهود في مجتمع كان يتلقى في الماضي إشارات سلبية في هذا الصدد من قبل وسائل الإعلام والقنوات الرسمية، ما قد يمهد الطريق للتطبيع في وقت لاحق.

وقال مسؤولون في السعودية إن الكتب المدرسية التي كانت تنعت أتباع الديانات الأخرى بأوصاف مثيرة للجدل، تخضع للمراجعة كجزء من حملة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمكافحة "التطرف" في التعليم.

وذكرت المحللة السعودية نجاح العتيبي أن "الحكومة السعودية قررت أيضا منع إهانة اليهود والمسيحيين في المساجد".

وتابعت "الخطاب المعادي لليهود كان شائعا في صلاة الجمعة من قبل الأئمة".

وفي تغيير مفاجئ، أثار إمام الحرم المكي جدلا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت سابق من هذا الشهر عندما تحدث عن العلاقات الودية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم مع اليهود.

والخطبة ألقاها عبد الرحمن السديس، وهو كان قد أثار الجدل في الماضي بسبب آراء تهاجم الاحتلال، فضلا عن الدعاء على الاحتلال في الصلوات.

ونال محمد العيسى الذي يتولى رئاسة "رابطة العالم الإسلامي"، إشادة إسرائيلية في كانون الثاني/يناير الماضي بعدما زار بولندا لحضور احتفال بذكرى السيطرة على معسكر أوشفيتز الذي كان يعد أحد محارق النازية للمعتقلين اليهود.

وسعت المملكة إلى تواصل جريء مع شخصيات يهودية من خلال لقاءات أحدها في شباط/فبراير عندما استضاف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الحاخام المقيم في القدس ديفيد روزين، لأول مرة في التاريخ الحديث.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت المملكة عن عرض فيلم عن الهولوكوست لأول مرة في مهرجان سينمائي، قبل أن يتم إلغاء المهرجان بسبب جائحة فيروس كورونا.

 

اقرأ أيضا: ترامب لابن زايد: مستعد لعقد صفقة مع إيران بعد الانتخابات


وقال مارك شناير وهو حاخام أميركي على علاقة وثيقة بحكام الخليج "عندما يتعلق الأمر بإقامة السعودية وإسرائيل علاقات، فالسؤال هو متى وليس إذا كان ما سيتم ذلك".

ورأى أنّ "جزءا من المسار الذي تتبعه جميع دول الخليج التي تسير على طريق التطبيع هو دفع العلاقات بين المسلمين واليهود قدما ثم الانتقال بجرأة أكبر إلى مناقشة علاقات إسرائيل والخليج".

ووضعت صحيفة "عرب نيوز" السعودية في عطلة نهاية الأسبوع على حسابيها في تويتر وفيسبوك لفترة وجيزة تحية باللغة العبرية لمناسبة رأس السنة اليهودية الجديدة.

ونشرت الصحيفة مؤخرا سلسلة طويلة عن يهود لبنان، وتخطط لتغطية مماثلة عن الجالية اليهودية القديمة التي عاشت في أرض السعودية.

وقال رئيس تحرير الصحيفة فيصل عباس إن التغطية "لم تكن مرتبطة باسرائيل" بل تهدف إلى التواصل مع "اليهود العرب في جميع أنحاء العالم".

وتمثل التغطية مقاربة جديدة لوسائل الإعلام الخاضعة للرقابة في المملكة.

وكانت وسائل الإعلام السعودية وصفت الدولة العبرية في السابق بأنها "العدو الصهيوني"، لكنها أشادت إلى حد كبير مؤخرا بالاتفاقات التي أبرمت مع الإمارات والبحرين.

ويقول مراقبون إن هذه التحركات تشير إلى أن المملكة لا تعارض التطبيع مع الدولة العبرية بعدما دعمت الفلسطينيين بحزم سياسيا وماليا لعقود.

لكن وجهة النظر الشعبية قد لا تكون على استعداد للسير في هذا الطريق بعد.

وأشار استطلاع نادر للرأي العام السعودي نشره الشهر الماضي "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" إلى أن الغالبية العظمى من المواطنين السعوديين لا يؤيدون اتفاق تطبيع.

فعلى الرغم من محاولة الإعلام السعودي التقرب من الإسرائيليين واليهود، فقد أيد "تسعة بالمئة فقط من السعوديين" قرار أشخاص يودون التواصل تجاريا أو رياضيا مع الإسرائيليين.


وقال بدر وهو شاب سعودي في الرياض "أي سلام؟ سلام بعد كل ما فعلته (إسرائيل)، قتل وحرب؟"، مضيفا "من الصعب أن يحدث ذلك وأنا لن أؤيده".

التعليقات (1)
علي النويلاتي
الأربعاء، 23-09-2020 01:07 م
عليهم في الوقت الذي يروجون فيه لليهود، أن يثقفوا أطفالهم أيضاً عن الصهيونية والصهاينة وإجرامهم وعنصريتهم ضد العرب من مسلمين ومسيحيين. الخطورة هي في عدم تفرقتهم بين اليهودية كدين والصهيونية كآيديولوجية يؤمن بها معظم اليهود ويمارسونها ويلتزمون بها. إننا لسنا ضد اليهود كيهود وإنما ضد اليهود الصهاينة لأنهم يستعمرون وطننا ويحرموننا منه ويضطهدون شعبنا ويسرقون أملاكنا. كما أننا لم نكن ضد الصليبيين لأنهم مسيحيين وإنما لأنهم مستعمرين، وكذلك ضد الإنكليز والفرنسيين وغيرهم. من المؤسف أن هذه الأنظمة الفاسدة المارقة تحاول تضليل البسطاء في شعبها وقلب الحقائق وتظهر العرب وكأنهم هم ضد اليهود كيهود والعكس صحيح.