ملفات وتقارير

سياسيون يقرأون رفض الجامعة العربية إدانة تطبيع الإمارات

أسقطت الجامعة العربية مشروع قرار تقدمت به فلسطين يدين اتفاق التطبيع بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي- جيتي
أسقطت الجامعة العربية مشروع قرار تقدمت به فلسطين يدين اتفاق التطبيع بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي- جيتي

شكًل إسقاط الجامعة العربية مشروع قرار يدين اتفاق تطبيع الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي، منحى جديدا في تعاطيها مع القضية الفلسطينية.

قارن مراقبون بين واقع الجامعة العربية سابقا بتكتلها ضد الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، بسبب زيارته إلى تل أبيب عام 1977، وقررت نقل مقرها من القاهرة، وتعليق عضوية مصر بل ومقاطعتها اقتصاديا ودبلوماسيا، وواقعها اليوم بإسقاط قرار إدانة التطبيع الإماراتي.

واستهجن سياسيون ومحللون في حديثهم لـ"عربي21" ما وصفوه بـ"سقوط القرار العربي في يد فئة (حفنة) متحكمة ومسيطرة على الجامعة العربية، والخضوع للقرار الأمريكي- الإسرائيلي"، مشيرين إلى أنه رغم دورها الشكلي في القضية الفلسطينية الذي انحصر بين الإدانة والشجب لكنها عجزت هذه المرة حتى عن ممارسته وإدانة التطبيع العربي مع الاحتلال منفردا.

تنكر للشعب الفلسطيني
عقب اجتماعها في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة؛ قالت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الخميس، إن عدم إدانة جميع الدول العربية للتطبيع الإماراتي "أمر في غاية الخطورة، ويشكل تنكرا فاضحا للشعب الفلسطيني وحقوقه".

واعتبرت أن قرار الإمارات "يحمل في طياته موافقة على صفقة القرن وتدمير الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك قبول بلطجة سلطة الاحتلال بضم القدس، بما فيها الحرم القدسي الشريف وكنيسة القيامة، واعتبارها عاصمة لإسرائيل".

وأسقطت الجامعة العربية، الأربعاء، مشروع قرار تقدمت به فلسطين، في اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، يدين اتفاق التطبيع بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي.

ومن المرتقب توقيع اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي في البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية واشنطن في 15 أيلول/سبتمبر الجاري.

 

اقرأ أيضامسؤول إسرائيلي: تطبيع رسمي مع البحرين سيعلن خلال ساعات


أسوأ عهد
اعتبر السياسي والبرلماني المصري، نزار محمود غراب، مواقف الجامعة العربية في الفترة الحالية أسوأ من أي وقت مضى، قائلا إن "مواقفها انعكاس لاهتراء الأنظمة العربية بلا استثناء؛ وبالتالي فليس هناك نظام يتميز على نظام، يستوي محمود عباس أسلو، مع محمد بن زايد تطبيع، مع أبو الغيط والجامعة والسيسي وكل الأنظمة الحالية".

وأعرب عن استغرابه في حديثه لـ "عربي21" من موقف الجامعة العربية من إدانة التطبيع، قائلا: "الجامعة التي رفضت إدانة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي هي الجامعة التي تكتلت ضد السادات بسبب كامب ديفيد"، مشيرا إلى أن "الجامعة العربية ولدت لتقوم على ولاءات بديلة للولاء العقدي للأمة العربية والإسلامية".

واستدرك: "الجامعة العربية قامت على إثر سقوط نظام الخلافة وبناء نظام جديد يقوم على القومية العربية، وعلى مدار ما يقرب من سبعين عاماً قدم هذا النظام العربي الإقليمي والذي تشكلت منه الجامعة العربية أسوأ تجربة للأمة في السياسة والاقتصاد والعسكرية حتى باتت الأمة أمة وهن".

قضية التوافق العربي انتهت
"من ضعف إلى ضعف"، هكذا وصف الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، وضع الجامعة العربية، مؤكدا أن "القضية لا تتعلق بفلسطين فقط، ما جرى يظهر مدى ضعف الجامعة العربية، ومدى ضعف التضامن العربي بشكل عام".

 

وتابع: "فشلت في معالجة الأزمة الليبية حتى تحولت إلى موطن للاحتراب الداخلي والتدخلات الخارجية، وفشلت في معالجة قضية اليمن، وفشلت في معالجة مشاكل السودان، وغيرها".

وأعرب عن دهشته في حديثه لـ “عربي21" من أن "القضية الفلسطينية ربما كانت القضية الوحيدة التي تستطيع من خلالها الجامعة العربية أن تأخذ موقفا موحدا، والآن فشلت، لكن لا يمكن أن نقول إن الجامعة تحولت إلى خصم للفلسطينيين، لكن للأسف الدول العربية تخضع لضغوطات من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، ولن نسمح لإسرائيل بأن تجعلنا في خصومة مع بعض".

واستبعد البرغوثي أن تقاطع فلسطين الجامعة العربية، قائلا: "نحن لا ننتقل من محور لآخر، القضية الفلسطينية قضية أممية، وسنسعى لحشد أكبر قدر ممكن من التضامن على امتداد العالم بأسره سواء من روسيا أو الدول الأوروبية أو الصين، فمن واجب تلك الدول دعم الفلسطينيين في رفضهم لصفقة القرن".

فشل عربي
وصف أستاذ العلوم السياسية، ورئيس الجامعة الأمريكية بالكويت سابقا، الدكتور شفيق الغبرا، ما جرى بأنه "فشل عربي وليس فشلا فلسطينيا"، معتبرا ما جرى أنه "تطور طبيعي للوضع العربي المفكك خاصة مع دخول دول عربية رئيسية مرحلة الانهيار مثل العراق وسوريا، إضافة إلى الحرب في ليبيا واليمن، والظروف الصعبة في السودان وتونس والجزائر، جعل من الدول المستقرة هي المتحكمة في القرار العربي بالجامعة".

وأكد لـ “عربي21" أن البيت العربي اليوم ليس هو البيت العربي بالأمس، كما أن مواقف الجامعة لا تعكس إرادة الشعوب العربية، ورأي الكثير من المثقفين والسياسيين؛ وبالتالي أصبحت جامعة فئوية بغطاء محدود وإمكانيات ضعيفة، ومن الطبيعي أنها لن تستطيع تقديم أي شيء للقضية الفلسطينية إلا من خلال لجان فرعية، لأنها أصبحت في وضع ضعيف مفكك عاجز، ويعتمد جزء كبير من مكوناته على البيت الأبيض، والقرار الأمريكي أصبح إسرائيليا في إدارة ترامب".

وعمّا إذا ما كان القرار العربي داخل الجامعة العربية مرهونا بالتوافق المصري السعودي الإماراتي، قال الغبرا إن ذلك "صحيح إلى حد بعيد؛ لأن هذه الدول مجتمعة تمثل القوة التي تهيمن وتسيطر على الجامعة العربية مع غياب دول مثل العراق وسوريا وغيرها، فلم يعد هناك على أرض الواقع جامعة دول عربية".

 
التعليقات (1)
الى متى الذل يا عرب..؟
الجمعة، 11-09-2020 05:35 م
البيت العربي البارحة واليوم وغدا ليس هو البيت الأصيل للشعوب العربية طالما هناك أنظمة منافقة عميلة وخائنة. ولا يوجد أي خيار أمام الشعوب للاستمرار بهذا الكون بعزة وكرامة وفاعلية الا باسقاط تلك الأنظمة الذليلة التي لا تمثل شعوبها بل مصالحها و مسروقاتها... كيف يعقل شعوب طويلة عريضة لها تاريخ وحضارة يتلاعب بها مساطيل مجانين بلهاء وأغبياء...