قضايا وآراء

"تلاتين سته عشرين عشرين"!

أحمد عبد العزيز
1300x600
1300x600
مرة كمحتال محترف يحاول الاستحواذ على ما تبقى من زاد لدى أرملة مهيضة الجناح! ومرة كسكِّير يكاد يسقط على الأرض من فرط الشراب، وجه الجنرال المنقلب كلامه للمصريين:

"انت قلت لنا: تلاتين سته عشرين! أيوه.. تلاتين ستة عشرين هوريكوا (بفضل الله.. بفضل الله) دولة تانية.. دولة تانية"!.. قالها بعزم المحتال الذي يريد إقناع فريسته بوعده الذي يعلم أنه لن ينفذه!

"آه.. ماسر هتبقى في موضع تاني، ألفين وعشرين! تلاتين سته عشرين"!.. قالها وهو يترنح، وبلسان فيه ثِقَل!

وتسابق رواد العالم الأزرق (المشاهير والجمهور على السواء) في نشر هذين المقطعين في مقطع واحد، احتوى (أيضا) على تأكيدات (سابقة) من أبواق إعلام الانقلاب بأن شمس "تلاتين سته عشرين عشرين" ستشرق على مصر أخرى غير التي يعرفها المصريون! ياقوت! دهب! مرجان!.. بل زاد بعض النشطاء، فوضعوا عداداً عكسيا، ينتهي يوم الثلاثين من حزيران/ يونيو من العام الجاري (2020)!

وقد علقتُ (في حينه) على هذا المقطع بقولي:

"على فكرة! اللي فاهم إنه ماسك على السيسي (ذِلّة) بالفيديو دا.. يبقى غلطان!.. مصر فعلا في 30/6/2020 هتبقى في حتة تانية!.. حتة أسوأ من الحتة اللي كانت فيها!.. سحيح، بتكلم جد!.. فاكرين لما قال: "مصر شبه دولة"؟!.. ولما قال: "يعمل إيه التعليم في وطن ضايع؟!" مكنش بيكذب.. كان بيطلّع لسانه للمسريين"!!

وبمقارنة خاطفة بين مصر التي اختطفها هذا المنقلب، بقوة السلاح، من الرئيس المنتخب الشهيد محمد مرسي (رحمه الله)، ومصر التي وعد المصريين بأن تكون في "حتة تانية" في "تلاتين سته عشرين عشرين" نجد الفروق التالية، حسب إنفوجراف "الجزيرة مصر":

                     مصر في عهد الرئيس مرسي         مصر تحت حكم الجنرال المنقلب

سعر الدولار =                  6.96 جنيه                       16.24 جنيه

لتر البنزين 92 =                 1.85 جنيه                       7.50 جنيه

تذكرة المترو =                  جنيه واحد                     10 جنيهات

أسطوانة الغاز =               8 جنيهات                      65 جنيها

الدين الداخلي =            1.4 تريليون جنيه                 4.3 تريليون جنيه

الدين الخارجي =           34.5 مليار دولار                   112.6 مليار دولار

مدة الرئاسة =           8 سنوات بحد أقصى         16 سنة قابلة للتمديد مدى الحياة!

مساحة مصر =           2 مليون كم مربع             2 مليون كم مربع إلا جزيرتين!

ولم تكن هذه كل الفروق بطبيعة الحال، فالفروق أكثر من أن تُحصى؛ لأن سلطة الانقلاب فرضت ضرائب على أي شيء وكل شيء، كان آخرها (قبل أيام قليلة) ضريبة على راديو السيارة! إذ ارتفعت من جنيه وحد وأربعين قرشا إلى مئة جنيه، سواء كان الراديو موجودا في السيارة أو غير موجود، طالما يوجد له مكان في هيكل السيارة الداخلي (التابلوه)! وإن شئت اقرأ معي:

"وأوضحت المصادر، أن إدارات المرور في وزارة الداخلية، على مستوى الجمهورية، تتولى تحصيل هذا المبلغ، كما كان سابقا قبل الزيادة، على إجراءات ترخيص المركبات، مؤكدا أنه يشمل جميع المركبات الخاصة والأجرة.. ونوهت بأن القانون ينص على أن أي مركبة مجهزة لوسيلة الراديو، حتى لو لم يكن يعمل بداخلها، أو غير موجود من الأساس، فطالما يحتوى هيكل السيارة الداخلي على مكان لتركيب الراديو، فيجب دفع الضريبة عليه، أثناء إجراءات ترخيص السير"!

ولعله من الفائدة بمكان التذكير بما قلته في منشور قصير على فيسبوك، قبل بضع سنين، كان مجرد "استنتاج" في حينه، غير أن الأيام جعلت منه حقيقة واقعة تتكشف ملامحها يوما بعد يوم:

"السيسي لم ينقلب ليحكم مصر، فهو أجبن من يفكر (مجرد تفكير) في انقلاب! لقد جيء بالسيسي؛ لأداء مهمة واحدة ووحيدة، ألا وهي تخريب مصر! حتى تصبح أثرا بعد عين، فتتمدد "إسرائيل"، وتتغول وتتوغل، وتحكم وتتحكم فيما بين الخليج والمحيط، لا فيما بين النيل الفرات وحسب".

لكن الله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

twitter.com/AAAzizMisr
التعليقات (0)