ملفات وتقارير

كرة السلة.. سلاح السود الأقوى ضد العنصرية بأمريكا

74 بالمئة من لاعبي "NBA" هم من السود- CCO
74 بالمئة من لاعبي "NBA" هم من السود- CCO

تسببت الجريمة العنصرية التي راح ضحيتها المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد على يد الشرطة باحتجاجات واسعة، فتحت الحديث مجددا عن حقوق السود بالولايات المتحدة.

ومع ظهور عدة دراسات تتحدث عن التمييز الذي يعاني منه السود في شتى المجالات، بالمسكن، والوظيفة، والسياسة، وغيرها، نجد أن دور الأمريكيين من أصول أفريقية في مجال الرياضة يبرز بشكل كبير، لا سيما في كرة السلة.

وبحسب دراسة صادرة عن "معهد التنوع والأخلاق في الرياضة"، فإن نسبة اللاعبين من أصول أفريقية في الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين "NBA" بموسم 2018 بلغت نحو 74 بالمئة.

 



تعليم
مثل العديد من اللاعبين السود في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين أنموذجا للرياضي الناجح على عدة أصعدة، بحصولهم على شهادات أكاديمية تثري سيرتهم الذاتية، وتضمن لهم فرصا أخرى بعد الاعتزال.
 
جيلين براون، نجم بوسطن سيلتيكس، يعد أحد أبرز النماذج الناجحة على المستوى الأكاديمي في دوري "NBA"، إذ لم يكتف الشاب الذي نشأ في ولاية جورجيا، جنوبي شرق الولايات المتحدة، بأن يحصل على شهادة واحدة، وبات محصوله العلمي شهادة بكالوريوس في الكيمياء المغناطيسية، وماجستير في التربية الرياضية.


وواصل براون إعطاء نماذج للشبان السود في الولايات المتحدة، بقطعه وعدا على نفسه بتعلم ثلاث لغات، إضافة إلى الإنجليزية والإسبانية اللتين يتقنهما بشكل تام.


وأوضح براون أنه يطمح لدراسة التاريخ والفلسفة، معلقا بأن كرة السلة هي واحدة من اهتماماته وليست كل شيء.

اللافت أن طموحات جيلين براون تأتي رغم أن الشاب ذا الأصول الأفريقية يتقاضى 6.5 مليون دولار سنويا، ووقع عقدا جديدا مع بوسطون يمنحه 23.8 مليون دولار ابتداء من الموسم المقبل، تزيد بواقع 2 مليون دولار في العامين اللذين يلياه.


شاكيل أونيل، هو أنموذح آخر من المتعلمين السود في ملاعب دوري كرة السلة، ألْهَمَ ليس عشاق الرياضة فحسب، بل كانت كاريزمته تثير إعجاب فئات مختلفة من الشباب.

أونيل البالغ حاليا 48 سنة، صال وجال في ستة أندية كبرى هي (أورلاندو ماجيك، لوس أنجلوس ليكرز، ميامي هيت، فونيكس صنز، كليفلاند كافاليرز، بوسطون سيلتكس)، في مسيرة امتدت 19 عاما (1992-2011).

 

اللاعب العملاق (2.16 مترا) درس إدارة الأعمال في جامعة لويزيانا تحقيقا لشرط الالتحاق بالإن بي إيه.


أونيل الذي صنع لنفسه كاريزما مميزة، من سطوته داخل الصالة الرياضية خلال المباريات، ومناوشاته مع زملائه والصحفيين، إلى قسوته على السلة وتحطيم قاعدتها عدة مرات، أطلق على نفسه لقب "أرسطو الكبير"، ودخل عالم التمثيل، وغناء الراب، حاثا الشبان على إطلاق عنان طموحاتهم للسماء في عدة مجالات.

لم يكتف أونيل بهذه الإنجازات، فبعد اعتزاله تحصل على شهادة الدكتوراه في التنمية البشرية، في رسالة مثيرة عكست واقع شخصيته عنونها بـ"ثنائية الفكاهة والعدوانية بأنماط القيادة"، علما أنه أكمل دراسة الماجستير خلال مسيرته كلاعب، وحاول دراسة الإخراج السينمائي لاحقا.

 

 

اقرأ أيضا: لوموند: الولايات المتحدة على حافة الانهيار الذاتي

ثقة

حققت فرق الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين الموسم الماضي إيرادات بلغت 8.7 مليار دولار، موزعة على 30 فريقا، وهو الرقم الأعلى في تاريخ اللعبة حتى الآن، وتعود نسبة كبيرة من الفضل فيه إلى حجم المتابعة داخل الولايات المتحدة وخارجها.


اللعب في "NBA" يعني بشكل تلقائي الشهرة والأضواء، وبالنظر إلى أن جل لاعبي السلة من السود، فإن ثقة أبناء هذا العرق تتنامى بشكل كبير، سيمّا أن الأمريكان من أصول أفريقية يرفعون لواء الولايات المتحدة عاليا في كل محفل بالسلة ورياضات أخرى.


بحسب الإحصائيات الرسمية، فإن نحو 15.1 مليون شخص داخل الولايات المتحدة فقط شاهدوا نهائيات اللعبة للموسم الماضي.

 

تعزيز الثقة لدى لاعبي كرة السلة يأتي أيضا من حجم المتابعين على مواقع التواصل، فعلى سبيل المثال يتابع "الملك" ليبرون جيمس في "تويتر" فقط أكثر من 46 مليون شخص.

 

ويكتسح السود قائمة اللاعبين العشرة الأوائل كأكثر متابعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بخلاف المعتزلين مثل الراحل كوبي براينت، ومايكل جوردن، وآخرين.


غريغ بوبوفيتش، مدرب سان انتونيو سبيرز، قال بشكل واضح في أعقاب حادثة مقتل فلويد، إن على جميع المدربين أن يكسبوا ثقة لاعبيهم، إذ إن جميع الفرق غالبية أفرادها من السود.


وقال بوبوفيتش إن على المدرب ألا يكتفي بالتوجيهات الفنية فقط، بل يجب عليه سؤال هؤلاء اللاعبين عن البيئة التي نشأوا فيها، ومدى تأثرهم بها حاليا.

 

اقرأ أيضا: شخصيات بارزة بتاريخ نضال السود ضد العنصرية بأمريكا

ثروات
الوصول إلى دوري المحترفين لكرة السلة، يعني الغنى وتكوين الثروات، إذ يبلغ متوسط رواتب اللاعبين سنويا 7.7 مليون دولار (641 ألف شهريا). (هنا)

 

ووفقا لكشوفات رواتب الموسم الحالي، يتصدر قائمة العشرة الأوائل اللاعبون السود، وفي مقدمتهم ستيفن كاري براتب سنوي يتجاوز 40 مليون دولار.

 

ويحصل 110 لاعبين في "NBA" على أكثر من 12 مليون دولار سنويا (أكثر من مليون شهريا)، علما أن 47 منهم يحصلون على أكثر من 24 مليونا سنويا (مليونين دولار شهريا).

 

فيما يحصل لاعبو الدوري الرديف "NBA G League" على رواتب تصل إلى 35 ألفا شهريا، وتحصل اللاعبات في الدوري النسائي "WNBA" على متوسط رواتب بنحو 10 آلاف دولار شهريا.

 

وبعيدا عن اللاعبين الحاليين، يعد مايكل جوردان، أعظم لاعبي كرة السلة على مر العصور، ومنذ اعتزاله قبل 18 عاما ودخوله مجال الأعمال من أوسع أبوابه، أغنى لاعبي السلة السود بصافي ثروة 2.1 مليار دولار.

 

وأصبح جوردان أول ملياردير في كرة السلة، ويملك حاليا فريق "شارلوت هورنتس" لكرة السلة، ويعد شريكا رئيسا في فريق "ميامي مارلينز" في دوري البيسبول الأمريكي.

 

وامتاز جوردان بكثرة شراكاته مع العلامات التجارية العالمية، وأبرزها "نايك"، إذ يعد من أكثر المسوقين لها، إضافة إلى امتلاكه سلسلة من المطاعم في نيويورك وغيرها.

 

ثري آخر من أصل أفريقي خرج من "NBA"، هو ماجيك جونسون، نجم لوس أنجلوس ليكرز السابق، الذي يملك حاليا شركة للتأمين على الحياة.

 

جونسون المكافح، الذي عاد إلى الحياة عقب إصابته بمرض الإيدز في تسعينات القرن الماضي، هو أحد من برز اسمهم في أزمة "كورونا" بمنحه قروضا بقيمة 100 مليون دولار للشركات الصغيرة التي تملكها نساء وأقليات.

 

ووصلت ثروة جونسون إلى 600 مليون دولار مطلع العام 2020. 

 

اللافت أن سيطرة السود على مجال كرة السلة في الولايات المتحدة لم يمكّنهم بعد من امتلاك الفرق، إذ يعد جوردان الملك الوحيد من أصول أفريقية.

 

ملف كامل يحوي العديد من الأرقام والإحصائيات عن السود في "NBA" (هنا)

 

 

التعليقات (0)